مفتي السعودية مهاجما العاطلين: البطالة لا تعالج بالانتقادات

قال موجها كلامه للشباب: خذوا العبرة ممن تركوا أوطانهم.. فقد جمعوا خيرات بلدكم وأنتم نيام

TT

شن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، في خطبة الجمعة أمس، هجوما عنيفا على بعض الشباب السعودي العاطل عن العمل، الذي ينادي بمعالجة البطالة، دون أن يتخذ الوسائل الموصلة للحصول على فرص العمل التي تذخر بها البلاد.

ولأول مرة يستخدم المفتي هذه اللهجة الحادة تجاه العاطلين، في وقت قررت فيه الحكومة السعودية البدء بصرف إعانة مالية للباحثين عن العمل.

ودعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وهو رئيس لهيئة كبار العلماء في السعودية، شباب بلاده إلى أخذ العبرة ممن تركوا أوطانهم وجمعوا خيرات هذا البلد عبر العمل فيه، فيما أن شباب هذه البلاد يعيشون حالة من العبث والخمول والنوم.

وشدد المفتي على ضرورة أن يقوم الشباب بمعالجة البطالة بأنفسهم، دون أن يرموا هذا الأمر على غيرهم، في إشارة للأصوات التي تدعو لتحمل الحكومة مسؤوليتها في هذا الملف.

وأشار آل الشيخ إلى تجربة الأجانب في العمل بالورش وغيرها من مواقع الأعمال المختلفة، والتي ساهمت في تحقيق عوائد مادية مجزية بالنسبة لهم.

وعقد في ذات السياق مقارنة بين بعض شباب بلاده الذين يقضون الليل في ممارسات خاطئة، وينامون في النهار، فيما غيرهم يجمع الأموال نتيجة اجتهاده في الحصول على العمل.

وأشار المفتي إلى أن من بين الأسباب التي تحول دون إقدام بعض الشاب للحصول على وظائف، بعض التصرفات الخاطئة التي يمارسونها تحديدا في فترات الليل، مما يفقدهم النشاط الذي يعينهم على كسب الرزق.

وحذر مفتي عام السعودية من ممارسة ما يسمى بـ«التفحيط» أو غيرها من النشاطات، قائلا: «احذر من هذه التصرفات الخاطئة التي تقضي على نشاطك وفكرك إنك بهذه الممارسة لا تحقق هدفا ولا تقدم مقترحا ولا تقدم خبرة باسم العمل وإنما تدل على خبرة بالتهور وسوء التصرف».

وأضاف: «إن هذه الممارسات التي يجنيها هؤلاء في ليلهم، ثم في نهارهم نوم وكسل وخمول وغفلة، وغيرهم ينافس في الأعمال ويشغل نهاره في تعب وعناء وطلب للمعيشة، فإذا جاء الليل رأيته قد تأثر من تعبه في نهاره وينام نوم الراحة والعافية.. أولئك الذين جنوا تلك الأرباح العظيمة من العمل في الورش وغيرها واستفادوا خيرا كثيرا».

ودعا المفتي العاطلين لمعالجة البطالة بأنفسهم، قائلا: «هؤلاء يعيشون كسلا وخمولا ثم ينادون بمعالجة البطالة، عالج البطالة بنفسك لا تجعل علاجها على غيرك، عالجها بنفسك وتصرفاتك وما تعمله من عمل، فأنت جزء من مجتمعك، متى ما صلح الفرد صلحت الجماعة».

ونصح رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، في نهاية الخطبة، الشاب السعودي، بقوله: «أيها الشاب: إياك والكسل والخمول والعبث بالباطل، فانزل إلى ميادين العمل ونافس كما نافس غيرك، وخذ عبرة من غيرك الذين تركوا أوطانهم وأهليهم ليعملوا ويجنوا الخيرات كلها وأنت ما بين عبث وخمول ونوم وسهر ولعب بالباطل».