الرياض: تربويون يصارحون الإعلام بحرصه على السلبيات.. وإعلاميون يردون: عالجوا ضعف تواصلكم معنا

خلال أعمال منتدى يعنى بالإعلام التربوي ويسعى للخروج بتوصيات عملية

لقطة جماعية للمشاركين في أعمال مؤتمر الإعلام التربوي الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض (تصوير: فواز المطيري)
TT

حمل عدد من المهتمين في الإعلام، وزارة التربية والتعليم، ما وصفوه بـ«ضعف» التواصل من الجوانب التربوية المرتبطة بعملها، واقتصارها على التعاطي مع الإعلام المحلي، دون استفادة الوزارة من النقد، والتمحيص لعدد من القضايا التربوية التي يتناولها إعلاميون أو وسائل إعلام محلية.

وفي المقابل اعتبر عدد من المسؤولين التربويين في وزارة التربية والتعليم أن تعاطي الإعلام المحلي مع قضايا التربية والتعليم يركز على الجوانب السلبية، دون النظر إلى الإيجابيات التي تحققها مدارس التعليم العام محليا، والقفزات النوعية التي حققها التعليم في السنوات الأخيرة في السعودية.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للمنتدى الأول للإعلام التربوي الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، وانطلق أمس (السبت)، ويحضره أكثر من 120 إعلاميا من مديري ومساعدات مديري الإعلام التربوي في المناطق والمحافظات بالبلاد، بالإضافة لمنسوبي الإدارة العامة للإعلام التربوي بالوزارة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز السبيل مدير عام الإدارة العامة للإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم، أن الهدف الأساسي من عقد هذا المنتدى أن يزور مسؤولو الإعلام التربوي كافة مدن المملكة، من أجل أن يدور بينهم حوار عن الصعوبات والمشكلات والرؤى المستقبلية للإعلام التربوي. موضحا أن هناك أهدافا معلنة وأخرى غير معلنة، يهدف لها المنتدى في دورته الأولى.

وأشار السبيل في حديثه الذي خص به «الشرق الأوسط» عقب انتهاء الجلسة الأولى للمنتدى، إلى أن وزارة التربية والتعليم من خلال الجلسات الإثرائية للمنتدى، تسعى لتحقيق تبادل المعلومات والخبرات بين التربويين من جهة، ومختلف أوجه الإعلام المحلي، مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب المهنية والقانونية في التناول الإعلامي للقضايا التربوية.

وبين السبيل أن المنتدى الأول للإعلام التربوي يسعى للتعرف على الاحتياجات التربوية لدى التربويين من جهة، ومن أجل خلق شراكة مستقبلية مع الإعلام المحلي في ملتقيات أخرى. مشددا على أن وزارته تعمل وفق رسالة تربوية تعمل على إيصالها، مستبعدا أن تكون الوزارة لا هم لها عدا خلق الأخبار التربوية ونشرها في الصحف المحلية.

وكانت الجلسة الأولى للمنتدى الأول للإعلام التربوي قد شهدت تبادلا لتحميل المسؤولية في تقصير الإعلام المحلي في إيصال الرسائل التربوية للمجتمع، بينما حمل الإعلاميون التربويين وزر ذلك الضعف. معتبرين أن التقصير ناتج عن فقدان حلقة التواصل بين المؤسسات التعليمية والتربوية من جانب، ومؤسسات الإعلام السعودي من جانب آخر.

بينما اعتبر عبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية، في ورقته التي قدمها عن الجانب القانوني في العمل الإعلامي وتطبيقاته، أن السياسة الإعلامية المحلية تؤكد على الحرية المسؤولة. معتبرا أن من حق أي جانب يتضرر مما تنشره وسائل الإعلام في البلاد، التقدم بشكوى لوزارة الثقافة والإعلام، بما في ذلك المؤسسات التربوية، التي تعتبر أن الإعلام المحلي يركز في جوانب من مواده الإعلامية على تصيد الأخطاء، دون التركيز على الرسائل التربوية التي يجب مراعاتها في الطرح الإعلامي.

وكان الدكتور عبد العزيز السبيل قد أكد من جانبه أن وزارة التربية والتعليم لديها قناعة تامة بأن الإعلام أضحى الوسيلة الأكثر تأثيرا. مؤكدا على أنه لا يوجد أي مسؤول بوزارة التربية والتعليم يطالب الإعلام بذكر محاسن الوزارة أو الحديث عن الجوانب الإيجابية بها. مشددا على أن وزارته تطمح إلى إيجاد شراكة مع الإعلام المحلي، على أن تكون تلك الشراكة شراكة تقييم ونقد. مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم تقوم بالكثير من الجهود التي لا تصل إلى الإعلام بسبب تقصير من جانب وزارته، ولكنه يستدرك باعتبار رجال الإعلام مقصرين من جانبهم بسبب إعطائهم أحكاما تنقصها المعلومة الدقيقة. ويبحث المنتدى الكثير من القضايا ذات الصلة بالعمل الإعلامي في وزارة التربية والتعليم، وكيفية التعامل مع الوسائل الإعلامية القديمة والحديثة، وكذلك الجوانب القانونية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الورش لصياغة المفاهيم المتعلقة بالإعلام التربوي ووضع تصورات حول الرؤية المستقبلية للإعلام التربوي.