انتقد رجل الأعمال السعودي صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس غرفة جدة، الشباب العاطلين عن العمل، وقال إنهم يبحثون عن أعمال متدنية الأجور، وفي إمكانهم ممارسة أعمال تدر عليهم أضعاف ما تدر عليهم الوظائف التي يبحثون عنها، في حين أبدى خشيته من تحول إعانة العاطلين إلى مجال للتربح حيث قال: «أرجو أن لا تكون معونة العاطلين مجالا للتربح».
وقال إن «متوسط المرتبات في القطاع الخاص نحو 3200 ريال، والشاب يبحث عن هذه الوظيفة، بينما هناك أعمال مهجورة تدر عشرة أضعاف هذا المبلغ ويتجاهلها ويبقى عاطلا عن العمل»، وتساءل: «كيف يجد 8 ملايين أجنبي عملا في السعودية، بينما مليون شاب سعودي لا يجدون عملا؟!».
وقال كامل إن غرفة جدة أجرت دراسة مسحية للعمل في مجال بيع اللحوم والخضراوات والفواكه، وأثبتت هذه الدراسة أن متوسط الدخل اليومي لهذه الأنشطة يتراوح بين 500 و1000 ريال.
وكان رجل الأعمال صالح كامل يتحدث في غرفة الشرقية ضمن برنامج «تجربتي» الذي تحدث فيه إلى شباب الأعمال في المنطقة الشرقية عن بداياته التجارية وعن قصص النجاح التي حققها، وعندما سأله أحد الحاضرين: «هل ستصدر كتابا يتضمن قصة نجاحك والعقبات التي واجهتها لكي يستفيد منها الشباب؟ فاجأ كامل الحضور بأنه يعد لإصدار كتاب عن قصص الفشل التي عاشها طوال حياته، وقال إن أحد مساعديه (عمل معه لمدة 30 سنة) يجمع فصول هذا الكتاب لإصداره قريبا.
ولم يغفل كامل الجهات التعليمية والتدريبية من انتقاداته، حيث قال إن وزارة التعليم العالي في واد ومجلس الغرف التجارية في واد، حيث لا يوجد تنسيق بين الجهات التدريبية والتعليمية وجهات العمل لتبني تخصصات تخدم قطاع الأعمال وتوفر العمل للشباب. وتابع كامل انتقاداته، حيث قال إن دراسة أجريت على مدينة جدة كشفت أنها اكتفت من تخصص طب الأسنان، مؤكدا غياب توجيه التخصصات والطلاب في الجامعات والكليات إلى المجالات التي يحتاجها المجتمع، وتمكن الشاب من الحصول على عمل مباشر بعد التخرج.
وأشار إلى أن خارطة الأعمال في السعودية «ملخبطة» حيث أصبح كثير من الأعمال والمهن حكرا على الأجانب وعلى جنسيات محددة - بحسب تعبيره - وزاد على ذلك بأن الشباب السعودي يرفض العمل على فترتين لأنه يريد أن يكون وقته لعائلته.
وكشف كامل عن توجه لدى غرفة جدة لاستحداث 50 ألف وظيفة في القطاع الخاص، بمرتبات تبدأ من 10 آلاف ريال فما فوق، في حين أكد على أن غرفة جدة تعمل على إطلاق مزيد من الصناديق الوقفية لدعم الشباب، حيث بين أن غرفة جدة تخطط لإطلاق 10 صناديق وقفية خلال العام الحالي، وقال إن صندوق دعم المشاريع الصغيرة صندوق وقفي أطلق بعد أن سمحت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للغرف التجارية بإنشاء صناديق وقفية، وقال إن مجلس الغرف يخطط لإطلاق صندوق وقفي على مستوى السعودية لدعم المشاريع الصغير والمتناهية الصغر بـ50 مليون ريال.
وقال عن العوائق التي تواجه عمل المرأة إن المجتمع يعيش هذه الأيام أيام نكسة، وقال: «لماذا نعلمها إذا لم نكن نريدها أن تعمل؟!»، وقال إن «ما يخالف الدين هو الخلوة، أما الاختلاط فلا حكم له ولم يرد به نص في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة».