معلمات محو الأمية.. الرقم الأضعف في معادلة التثبيت

طالبن بضرورة مساواتهن مع نظيراتهن.. ووعود رسمية بالنظر في أمرهن

قالب حلوى صنعته إحدى المعلمات تبشيرا بقرار التثبيت لنظيراتهن قبل أن يصدمن بعدم شمولهن بالقرار («الشرق الأوسط»)
TT

طالبت معلمات محو الأمية في عدد من المناطق السعودية خلال الأيام الماضية، بتحسين أوضاعهن الوظيفية، ومساواتهن بنظيراتهن من المعلمات الأخريات، وذلك عبر قيامهن بالتوجه إلى الجهات المعنية بالموضوع، والتجمهر عند بواباتها.

المشهد الذي سجلته العاصمة الرياض، هو ذات المشهد في المنطقة الشرقية، والمدينة المنورة، وأبها في جنوب البلاد، وفي حائل، من حيث رغبة هذه الفئة من المعلمات بتثبيتهن، أسوة بمن يتوافقن معهن من معلمات يعملن في سلك التعليم العام في البلاد.

وقاد مشهد خروج المعلمات عن صمتهن، أحد مسؤولي وزارة الخدمة المدنية، بما أنها الجهة المسؤولة عن تحسين أوضاع المعلمات، وأوضاع جميع العاملين ذكورا وإناثا على ملاك الدولة في أي جهة حكومية كانت، لإبلاغ «الشرق الأوسط»، عن لجنة شكلت من وزارتين - وزارة الخدمة المدنية، ووزارة التربية والتعليم - لدراسة وضع ومطالبات معلمات محو الأمية.

وفي ذات السياق، أعطى صالح الحميدي مدير الشؤون المالية والإدارية بوزارة التربية والتعليم الحق في حصولهن على هذا الحق، في خطوة يراها البعض أنها بمثابة محاولة لإبعاد وزارة التربية والتعليم من مواجهة الطلبات، على اعتبار أنها لا تملك الأحقية في التعيين أو التوظيف، وهو الأمر الذي يدخل في تخصص وزارة الخدمة المدنية، التي من شأنها البت في تعيين أو رفض تعيين المعلمات، بالإضافة إلى جميع العاملين لدى الجهات الحكومية.

وعجت أمس، مواقع الشبكة العنكبوتية، المهتمة وغير المهتمة بالنبأ، الذي سيطر على وسائل الإعلام المقروءة المحلية، ومواقع الإنترنت، والصحف الإلكترونية، التي تسير هي الأخرى في تزايد من حيث عددها مع مرور الوقت، دون ضابط يقنن عملها، وسط ترقب لأن تتجه وزارة الثقافة والإعلام، لفرض تطبيق قانون النشر الإلكتروني، الذي رفع الستار عنه مؤخرا من قبل الوزارة.

وكان عدد من معلمات محو الأمية، اتجهن أمس للتجّمع أمام عدد من إدارات التربية والتعليم في عدد من مناطق المملكة، لمطالبة وزارة الخدمة المدنية، ووزارة المالية، بإنهاء معاناتهن الوظيفية التي امتدت لسنوات، في الوقت الذي كانت فيه وزارة التربية والتعليم، قد أخطرتهن مسبقا بأن الأمر في يد «وزارتي الخدمة المدنية والمالية» وعليهن مراجعة الوزارتين.

وخرج عدد من معلمات محو الأمية الصباحي والمسائي، عن صمتهن، وطالبن خلال تجّمعهن أمام عدد من مباني وزارة الخدمة المدنية وأفرعها في عدد من مناطق البلاد، بالتثبيت، بعد أن تم استبعادهن من قوائمه، وهو الحلم الذي طالما تمنينه سنوات طويلة، في حين وضعن أوامر عليا كانت قد صدرت مسبقا، مستندا لمطالباتهن.

المطالبة بتثبيت عاملات محو الأمية، قاد البعض منهن لمواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وأنشأن صفحة لدعم مطالبتهن بالتثبيت، وأخذ البعض منهن مهمة تلقف الأخبار، ما صدق منها وما لم يثبت صدقة، في خطوة يراها البعض منهن، بمثابة معلومات للتهدئة، عسى أن يصدر خلال الفترة القريبة المقبلة، وفي غضون ساعات، قرار ربما ينهي معاناتهن المتواصلة لسنوات مضت، كما جاء في الصفحة المنشأة لهذا الغرض.

وفي حائل «شمال السعودية» الوضع كان ذاته في المناطق الأخرى، حيث رفع عشرات من معلمات محو الأمية، أصواتهن المطالبة بالتثبيت.

وجاءت صفحة المطالبة على «فيس بوك» بمثابة وسيلة اتصال بين معلمات محو الأمية في المناطق، ليتمكنّ من إيصال رسائلهن وما حدث معهن لنظيراتهن في المناطق الأخرى، مهما بعُدت المسافة.