خبير توظيف: العطور سبب رئيسي في رفض المتقدمين للشواغر الوظيفية

قال لـ «الشرق الأوسط» إن تركيزها العالي يؤثر سلبا على قرارات التعيين

بحسب خبير التوظيف فالتعطر قد يعود بآثار سلبية أثناء مقابلات العمل («الشرق الأوسط»)
TT

حذر خبير مختص في شؤون التوظيف الأشخاص المقبلين على المقابلات الشخصية، وجامعي التبرعات من الجمعيات الخيرية، من مغبة وضع العطور المركزة أثناء المقابلات الشخصية، لما قد تأتي به من مردود سلبي على الموظف المسؤول عن التوظيف، سواء في القطاع العام أو الخاص، أو حتى مقابلة كبار الشخصيات.

وأرجع السبب إلى تأثير العطور المركزة، وبشكل مباشر، على أحاسيس من يتنسمها من صانعي القرار في اختيار المرشحين للتوظيف، وتؤثر بشكل كبير على قراره، خاصة إذا كان العطر فواحا وقويا بشكل كبير.

أوضح الدكتور عبد الرحيم السالمي، عضو لجنة التدريب بالغرفة التجارية في جدة عضو هيئة التدريس في جامعة مكة المفتوحة، لـ«الشرق الأوسط»، أن العطور لها لغة معروفة تحاكي الجسم.

وقال إن العطور أذواق، وهناك شخصيات لا ترغب كثيرا في المركزة منها، خاصة إذا كانت مع الرجال، وقد تقود لانطباعات عكسية لمن يشم العطر عقب دخول المقابلين للشخصيات الكبيرة، أو مقابلات التوظيف.

وأردف السالمي: «يجب تلافي العطور القوية، ومهما كان شاغل الوظيفة له خبرات وشهادات، فإن للعطر تأثيرا عليه قد يحيد تلك المميزات، لذا دائما أحذر في محاضراتي والدورات التي أعدها، سواء للعاطلين أو القائمين على الجمعيات الخيرية، بعدم استخدام العطور، وإذا لزم الأمر يمكن وضع عطر غير مركز، أو ما يطلق عليه العطور المحايدة، وهي ليست فواحة وهادئة ورائحتها مقبولة».

وتشهد سوق العطور المركزة في السعودية إقبالا كبيرا بسبب ثبات رائحتها وتركيزها العالي، ومعظمها مصنوع من تركيبات مستنبطة من زيوت عطرية لزهور أو فواكه، دون إضافة ما تتطلبه العطور من كحول أو مواد كيمائية، كالعطور الفرنسية، ويمتاز هذا النوع من العطور بارتفاع سعره، إذ يتراوح سعر القنينة «التولة» الواحدة، ما بين 250 إلى 3000 ريال.

وكانت إحدى المحاضرات التي ألقاها الدكتور السالمي في غرفة جدة، ضمن فعاليات معرض سوق العمل السعودية، الذي يستمر لأسبوع في جدة، قد تناولت جملة من السلبيات التي ينبغي على طالبي العمل تلافيها أثناء المقابلات الشخصية.

وقال إن «المقابلة الشخصية عملية تقوم بها إدارة الموارد البشرية بهدف جمع المعلومات والبيانات عن المرشحين للعمل والمقارنة بين مهارات الأفراد المرشحين والمهارة المطلوبة للوظائف واختبار الأشخاص الذين تنسجم مؤهلاتهم مع ما هو مطلوب بالمهنة الشاغرة».

ودعا طالبي الوظائف إلى ضرورة المحافظة على الهدوء، مع الابتسام بغير تصنع، ليس في المقابلات فحسب، بل في كل حياتهم العملية.

يشار إلى أن الغرفة التجارية تهدف من خلال تنظيم هذا الحدث إلى إيجاد أكثر من 20 ألف وظيفة عمل للسعوديين في مختلف التخصصات، وأكدت في بيان لها أن المعرض سيجمع أكبر عدد من الشركات الرائدة، ذات الحس الاجتماعي، والمسؤولية الوطنية، والقادرة على استيعاب أعداد كبيرة من طالبي العمل في صفوفها، مع أكبر شريحة ممكنة من الشباب والفتيات، وذوي الاحتياجات الخاصة من طالبي العمل من السعوديين، إيمانا وحرصا على دور الشباب السعودي الفاعل والأساسي في سوق العمل.

معرض سوق العمل، يستهدف جميع الخريجين السعوديين والطلاب المقبلين على الدراسة الجامعية من الذكور والإناث، أي في المرحلة العمرية من 16 إلى 35 عاما والشركات والمؤسسات السعودية والعالمية التي لديها فرص عمل تسعى لسعودتها، كما يعتبر المعرض فرصة لطلاب المدارس الثانوية وأولياء الأمور ليتعرفوا على حاجات السوق في التوظيف، حتى يساعدهم ذلك على تحديد توجهاتهم الدراسية بما يتناسب مع الوضع العملي الذي تحتاجه السوق.