«لويس فيتون» و«ساهر» و«الماسونية» تزاحم أحدث التقنيات الأمنية

نظام البصمة ثلاثي الأبعاد يخطف الأنظار في المعرض الأمني الخامس

TT

زاحم حذاء نحت في أسفله اسم المصمم العالمي الشهير «لويس فيتون» وبعض الملابس التي تحمل رسوما وشعارات مختلفة، إضافة إلى بعض الهدايا التذكارية المتعلقة بالحب، أحدث التقنيات الأمنية التي قدمتها أكثر من 150 شركة عالمية وبعض الجهات الحكومية، خلال المعرض الأمني الخامس الذي اختتم أعماله في العاصمة الرياض أمس.

الحذاء والملابس والهدايا وبعض الكتب وأعمال السحر والشعوذة التي وضعت جميعها في قالب زجاجي كأنها قطع أثرية قديمة، شكلت مشاركة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا المعرض، وخلفت أسئلة كثيرة حول سبب وضع الحذاء والملابس والهدايا، لتأتي الإجابة بأن اسم «لويس فيتون» كتب أسفل الحذاء بطريقة تقرأ على أنها «لا لله لا لمحمد» باللغة العربية.

كما أتت إجابة المشرف على جناح هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المعرض الأمني الخامس، عن أسباب عرضهم لبعض الملابس، لكونها تحمل شعارات الماسونية القديمة، وبعض الرسومات غير اللائقة لدخول المسجد، في حين كانت إجابته على ما يحتويه المعرض من هدايا تذكارية أنها تحسب لعمل الجهاز، حيث أطاح رجال الحسبة بهذه الهدايا وأصحابها خلال يوم الحب المعروف بالفلانتاين.

وكما أن مشاركة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت لافتة، كان لمشاركة المرور في المعرض على الرغم من اختزال مشاركته على نظام «ساهر» حضور أكثر نسبيا من حضور الزوار لأجنحة المعرض الأخرى، وذلك للتعرف عن قرب على نظام «ساهر» وآلية رصده للمخالفات.

ووسط تهافت أسئلة الزوار على مسامع المشرف على جناح المرور، أجاب عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن سبب اختزال مشاركة المرور في نظام «ساهر» فقط بأن النظام ما زال جديدا، وأن هنالك حاجة كبيرة لتثقيف الناس به، من خلال التعرف على مميزاته الفنية وكيفية رصده للمخالفات في أوضاع مختلفة.

وفي مقابل جناح المرور جذبت طائرة استطلاع صغيرة يمكن لأي فرد حملها على متنه، حيث يتم تفكيكها ووضعها في حقيبة لحملها في أي مكان، وإطلاقها يدويا للخدمات العسكرية والأمنية، حيث ميزت مشاركة شركة «كاسيديان» الأوروبية.

فرناندو سانزبيريتو العارض في جناح شركة «كاسيديان» أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن طائرة الاستطلاع «تريكر» طائرة جوية صغيرة دون طيار، «معدة للعمل من أجل القوات المشاركة في أي عمليات»، مضيفا أن بمقدور هذه الطائرة مراقبة منطقة المناورات الخاصة بأي عمليات، حيث إنها تعمل بصورة آلية تماما وتحتوي على الكثير من الأوضاع الاحتياطية، ويمكن استخدام هذه الطائرة في أحوال الطقس الحارة أو البارد في المناطق الجبلية أو في الأوساط العمرانية لأغراض التدريب التشغيلية المختلفة.

وقال فرناندو إن طائرة الاستطلاع «tracker» المزودة بكاميرات ظاهرة وتعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات دقة عالية ومدمجة في برج ثابت ذي مآخذ كهربائية متعددة المحاور، يمكن أن تحلق في منطقة مناورات تصل إلى عمق 10 كيلومترات، ويبلغ متوسط سرعتها من 60 إلى 100 كيلومتر في الساعة، وتعمل لمدة 90 دقيقة بحد أقصى، حيث يتم شحنها بالطاقة الكهربائية، مع قدرات تشغيلية أثناء الليل والنهار في عوامل الطقس القاسية.

وزاد العارض سانزبيريتو ومسؤول التسويق والمبيعات الدولية في الشركة أن الطائرة الصغيرة تحتوي على رابط بيانات آمن لنقل البيانات في الوقت الفعلي، ونظام مستقل لتوجيه الرحلة والملاحة، وخرائط رقمية ثلاثية الأبعاد وثنائية الأبعاد، مشيرا إلى أنه تم تطوير الطائرة لتوفير إمكانيات تجمع معلومات الاستخبارات للهيئات العسكرية والأمنية المدنية، كما يمكن استخدام طائرة الاستطلاع من أي منطقة ضيقة.

وبحسب فرناندو فإن الطائرة تقوم بكشف واستطلاع وتمييز وتصنيف وتعقب وتحديد الأهداف غير الظاهرة وتعيين الهدف أو المحور وأعمال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب ومراقبة السواحل والحدود وحماية القوات ودعم القوافل العمليات العسكرية في المناطق العمرانية.

وتتميز طائرة الاستطلاع التي يتم إطلاقها يدويا بأنها تحتوي على واجهة ربط بوسائط متعددة متطورة تتلاءم مع مقومات الهندسة البشرية وإمكانية اتخاذ الإجراءات الآلية ومحركات كهربائية منخفضة الصوت.

وبمحاذاة جناح الشركة الأوروبية كان للمؤسسة العامة للصناعات الحربية السعودية الحضور الأبرز من خلال طائرة الاستطلاع «لونا» التي لم يمضِ على إنتاجها سوى عدة أشهر.

النقيب المهندس محمد البارقي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «لونا» طائرة استطلاعية ذات مدى تكتيكي يصل إلى أكثر من 5000 متر، وتنقل الفيديو الحي ليلا ونهارا، وتستمر مدة الطيران لأكثر من 6 ساعات، كما أنها مصنوعة بالكامل من المواد المركبة، لذلك لا يمكن كشفها بواسطة الرادار، مضيفا أن عرضها يبلغ 4.17 متر، وطولها 2.36 متر، ووزنها 40 كيلوغراما، مشيرا في ذات الوقت إلى أن التحكم بها يتم عن طريق محطة تحكّم آلية.

وقال البارقي إن «لونا» تقوم بالمسح والاستطلاع ومراقبة الحدود والأهداف المتحركة والقوافل الأمنية والمواكب، وتعقب وتحديد الأهداف، مؤكدا على أن هذا المنتج يأتي ضمن مشروع نقل وتوطين صناعة الطائرات دون طيار الذي تضطلع به المؤسسة العامة للصناعات الحربية، حيث تهدف المؤسسة العامة للصناعات الحربية إلى بناء قاعدة صناعية حربية في السعودية تكفل إقامة وإنماء وتطوير الصناعات الحربية بما يواكب التطور العلمي على أسس اقتصادية سليمة.

وتأتي مشاركة المؤسسة العامة للصناعات الحربية في المعرض الأمني الخامس في ظل منافسة واضحة بين شركات محلية وعالمية مختلفة، استطاع بعضها أن يشد انتباه الزوار على الرغم من تواضع حضورهم، حيث شهد المعرض مشاركة أول جهاز بصمة دون لمس في العالم، قدمته شركة تعاملات التجارة الإلكترونية.

خالد العمري مدير شركة «تعاملات» التجارية قال لـ«الشرق الأوسط» إن جهاز البصمة الجديد يضمن حماية أعلى مع تقنية البصمة الفريدة من نوعها ودون لمس، من خلال تسجيل البصمة بتقنية ثلاثية الأبعاد، كما أنه يعتبر من أقوى الأجهزة البيولوجية كفاءة في الأداء والتحقق من المستخدمين، ويتميز بسهولة دمجه إلى الشبكات المحلية واللاسلكية، وإمكانية إضافة أكثر من 3000 مستخدم.

وبين أجنحة المعرض وما يعرضه كل جناح من خدمات أمنية وعسكرية وتقنية، تتجلى بوضوح قدرة التقنية الحديثة على إحداث نقلة نوعية أكبر مما هو متوقع، ففي كل جناح منتج جديد وأنظمة منافسة، يتنافس بعضها مع بعض وتتكامل كذلك.

وكان لشركة «تاليس» العالمية مشاركة بارزة من خلال ما قدمته من أنظمة أمنية جديدة تعتمد على دمج الحلول الأمنية وتكاملها لتقديمها في أنظمة حماية شاملة. وأوضح كيس كوينين العارض في جناح شركة «تاليس» أن شركته تقوم على تطوير أنظمتها الأمنية بشكل يومي، وهذا ما يقتضيه حال العلوم والتقنية التي تتطور بشكل يومي لتغطية الاحتياجات المتزايدة للحلول الأمنية.

وفي شرح لأحد عروضهم الأمنية التقنية قال كيس إن شركته توفر حلولا أمنية متكاملة للقطاعات الأمنية كافة من خلال أنظمة عمليات الطوارئ المتكاملة، والتي تجمع جميع القطاعات والأجهزة الأمنية في شبكة واحدة من خلال غرفة عمليات مشتركة تقوم باستقبال جميع البلاغات من خلال أجهزة تقنية حديثة مدعمة بخرائط وقاعدة بيانات، لتقوم بعد ذلك بتحليل بيانات البلاغات بشكل سريع وإرسالها إلى الجهة المختصة لتقوم بمباشرة أي طارئ في حين تعمل على إجراء تقارير من خلال تحليل بيانات ومعطيات أي حادث وقياس أداء الجهة المختصة عند مباشرتها للحادث لتلافي أي أخطاء مستقبلية.

وأضاف: «تأتي هذه التقنية من خلال تغطية المدينة المستهدفة بشبكة متكاملة من الحلول الأمنية عبارة عن كاميرات مراقبة وأجهزة اتصال موزعة في جميع المواقع وسيارات أمنية مدعمة بأجهزة اتصال، وشاشات لعرض البيانات للمارة وتوضيح الرؤية لهم في ما يخص الحوادث والازدحامات المرورية، إضافة إلى توفير مراكز بلاغات في الطرق عند ملاحظة الأفراد لأي تجاوزات أمنية، تكون جميعها متصلة بمركز قيادة وتحكم يقوم بمعالجة الحوادث والتجاوزات الأمنية ورصد وتحليل جميع ما ترصده الشبكة داخل المدينة، التي تكون مدعومة أيضا في سماء المدينة بطائرات «هليكوبتر» راصدة ومتصلة مباشرة بمركز القيادة والسيطرة.

إلى ذلك أبرزت الشركات السعودية مشاركة فعالة في ما يتعلق بسياجات الحراسات الأمنية من خلال ما تم عرضه من قدرة على توفير الحراسات الشخصية المباشرة والإلكترونية وتدريب رجال أمن محترفين وأنظمة ذكية لمداخل المنشآت وحراستها، إضافة إلى خدمات المسح الأمني للمواقع وتحليل المخاطر وتقييم الأوضاع الأمنية، ووضع الخطط الأمنية المتكاملة من حراسات بشرية وتقنية وأجهزة أمنية ومتابعة ميدانية، ومصدات هيدروليكية بكل الأحجام والمقاسات، وأجهزة تصوير بالأشعة للمركبات والركاب، وأجهزة كشف المعادن.