السعودية: إجازة الربيع مصائب السياسة فوائد على «جدة» و«دبي»

البحرين ومصر واليمن.. خارج القائمة

جدة تنتظر أن تنال حصة مقدرة من كعكة السياحة في هذا الموسم بسبب الأحداث السياسية في المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

حولت الأحداث السياسية الراهنة في الدول العربية وجهات السياح السعوديين إلى كل من جدة ودبي اللتين سجلت فيهما حركة الحجوزات نشاطا ملحوظا فاق - بحسب تقديرات - 100 في المائة.

وسجلت المنتجعات والفنادق قوائم انتظار، بينما خرجت وجهات سياحية مثل مصر والبحرين واليمن من الأجندة، والتي كانت تتصدر الوجهات السياحية خلال السنوات الماضية، وسط توقعات بأن تسجل السياحة الداخلية إيرادات كبيرة هذا العام.

وأعرب الأمير عبد الله بن سعود، رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية في جدة لـ«الشرق الأوسط» عن توقعه بأن تنال جدة النصيب الأكبر من السياح القادمين، مشيرا إلى أن المنتجعات السياحية في جدة والفنادق سجلت نسبة حجوزات بلغت 100 في المائة، وأن عددا كبيرا منها لديه قوائم انتظار، كما أن الأجواء الرائعة التي تشهدها المناطق الجنوبية للمملكة ستشكل داعما للسياح للتوجه إليها.

من جانبه قال الدكتور ناصر الطيار، أحد كبار المستثمرين في قطاع السياحة لـ«الشرق الأوسط» إن الأحداث الدائرة في المنطقة العربية شجعت وبقوة حركة السفر إلى مدينة دبي، وسجلت حركة الحجوزات هناك نسبا عالية أجبر السياح على الحجز في المدن القريبة منها مثل الشارقة، رغم ارتفاع الأسعار.

وأضاف «من المتوقع أن تستحوذ جدة على النصيب الأكبر من حركة السياحة الداخلية»، لافتا في هذا الصدد إلى حركة الحجوزات الكبيرة التي تشهدها الفنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

سعيد عسيري، نائب رئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة، أكد من جانبه ارتفاع نسب الحجوزات والإشغال في معظم قطاع الإيواء. وقال إن كلا من جدة ومكة المكرمة سجلتا نسب عالية خلال هذه الإجازة.

واستدرك عسيري بقوله «إلا أن هنالك إدمانا سياحيا لخارج الحدود لأسباب مختلفة ولفئات ليست في قائمة السياح، بل في قائمة السبات، وحقيقة ما يستغرب له هو التغريد خارج المكان الآمن، إلا أن ذلك عادة لا نعلم إلى متى تستمر، وهي في زحام على منافذ الحدود».

وأضاف «في كل الأحوال يتضح أن السياحة في الإقليم الخليجي أضحت مفضلة بشكل كبير للسياح السعوديين، خاصة مع التقلبات السياسية ببعض الدول العربية المتضررة، والتي تأثرت وأصابها الشلل فعلا، وسوف تظل تعاني من تلك الأحداث إلى نحو عقد من الزمن».

ودعا عسيري القطاع السياحي الداخلي إلى أن يعي هذه المرحلة وأن يعمل على استقطاب المزيد من السياح من خلال التعامل الراقي والخدمات ذات الجودة والأسعار المنافسة القريبة إلى رغبات السائح المحلي.

وأكد أن أسعار قطاع الإيواء بكل فئاته هي الأقل سعرا على مستوى العالم العربي. وقال «أظهرت نتائج حديثة ارتفاع أسعار السكن في كل دبي بيروت وما حولها إلى 3 أضعاف عما كانت عليه في العام الماضي، وهو مؤشر سوف يصدم البعض منه بعد انقضاء الإجازة».

وبحسب تقرير صادر عن منظمة السياحة العربية حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، سجلت الدول العربية خسائر بقيمة 2.2 مليار دولار خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب ما مرت به دول عربية تمثل نسبة كبيرة من حصة السياحة العربية، كما تعتبر مقصدا سياحيا عالميا مهما.

وبلغ حجم خسائر تونس التي تملك نحو 15 في المائة من حصة السياحة في أفريقيا خلال الفترة الماضية بنحو 450 مليون دولار، بمعدل خسائر شهري بلغ 231 مليون دولار، في حين بلغ حجم الخسائر عن الفترة الماضية في مصر التي تملك نحو 23 في المائة من حصة السياحة في الشرق الأوسط بنحو 1.160 مليار دولار، و862 مليون دولار خسائر شهرية.

وأظهر تقرير المنظمة العربية للسياحة تأثر عدد من الدول العربية منها بشكل مباشر، وأخرى بشكل غير مباشر إلى خسائر في قطاع السياحة قدرت بمبلغ 590 مليون دولار، بالإضافة إلى خسائر عدد كبير من الشركات السياحية العالمية في أوروبا وأميركا وآسيا جراء إلغاء عشرات الآلاف من الحجوزات الفندقية وتذاكر السفر بسبب الوضع الراهن في بعض الدول العربية، وخاصة مصر وتونس، حيث تعد هذه الدول من الوجهات الرئيسية للسياح في مثل هذا الموعد من كل عام.

ومن أهم الدول العربية التي تأثرت بالظروف الراهنة لبنان والأردن والجزائر والبحرين واليمن، كما أن عدم سفر المعتمرين في مصر وتونس وبعض الدول العربية الأخرى لأداء مناسك العمرة أثر على إيرادات شركات العمرة والطيران والفنادق في السعودية، وهو تأثير غير مباشر.

وأرجع التقرير أسباب الانخفاض إلى حالة الخوف والهلع التي أصابت المستثمرين جراء الأزمة السياسية في كل من مصر وتونس، وهروب بعض رؤوس الأموال المحلية والأجنبية خلال عمليات البيع العشوائية.