السعودية: 1431 ـ 1432 أكثر الأعوام الدراسية في الإجازات الرسمية في تاريخ التعليم

تكررت بمناطق متعددة في أرجاء البلاد

الحدائق العامة تتجهز لاستقبال عشرات الزوار خلال الإجازة («الشرق الأوسط»)
TT

لم يعرف طلاب وطالبات التعليم العام والعالي في السعودية موسما دراسيا شهد كمّا من الإجازات الرسمية والإجازات الاضطرارية أكثر من الموسم الدراسي الحالي.

فمع الإجازة التي ستبدأ السبت المقبل، وإجازات عيد الأضحى ونهاية الفصل الدراسي الأول وإجازة اليوم الوطني، التي قررت منذ بداية العام، حصل الطلاب في السعودية وفي مناطقها المختلفة على ما مجموعه 16 يوما، من الإجازات العرضية التي تعقب مناسبة ما أو تترافق مع ظاهرة ما.

وبالطبع فإن إجازات العام الحالي، في مجموعها، لن تتعدى الإجازة الاضطرارية الشهيرة، التي حصل عليها طلبة التعليم العام والعالي في المملكة، وذلك إبان الغزو العراقي للكويت في أغسطس (آب) 1990.

تعددت أسباب ومناسبات تلك الإجازات كما تعددت مناطقها، وذلك حسب حاجة تلك المناطق لها، فالأمطار والسيول وموجات الغبار التي اجتاحت مناطق مختلفة من المملكة في الأشهر الماضية تسببت في عدد من تلك العطلات، كما لعبت مناسبات؛ مثل عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية، والقرارات الملكية.. دورا في تلك الإجازات.

لم تتوقف تلك الإجازات على طلاب وطالبات المدارس والجامعات فحسب، بل شمل عدد منها موظفي القطاع الحكومي، وموظفي القطاع الخاص أحيانا.

أولى تلك العطلات وأشملها جاءت أثناء إجازة عيد الأضحى من العام الماضي، التي ظلت وزارة الخدمة المدنية تنفيها حتى صدر قرار الديوان الملكي الذي أجل بداية استئناف الدراسة والعودة إلى العمل بعد العيد ليوم السبت 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بدلا من الاثنين 22 من الشهر ذاته.

الإجازة الثانية كانت خاصة بأهالي جدة الذين استمتعوا بالقدر الأكبر من تلك العطلات، فمدينتهم أصيبت بسيول جارفة أتت على أرجائها طوال الأربعاء 27 يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو اليوم الذي وافق آخر أيام الأسبوع الأول من الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول، مما اضطر وزارة التربية والتعليم إلى إصدار قرار يقضي بتأجيل الاختبارات للأسبوع الأول من الفصل الدراسي الثاني، لتكون المرة الأولى التي يختبر فيها الطلاب في المملكة دون زملائهم في منطقة ما.

تأجيل اختبارات المدارس والجامعات في جدة جاء بعد ما رفعه مدير تعليم جدة، بناء على رغبات مديري المدارس وأولياء الأمور، الذين تضرر وعلق أبناؤهم وبناتهم في مدارسهم وجامعاتهم طوال يوم كامل أثناء السيول والأمطار التي خلفت 12 قتيلا.

كما حصل طلبة وطالبات جدة عقب ذلك على إجازة ليومي الثلاثاء والأربعاء، الموافقان 15 و16 من مارس (آذار) الماضي، وذلك بإيعاز من إدارة الدفاع المدني، احترازا لإمكانية هطول أمطار، أشارت إليها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.

وبالعودة إلى الإجازات الشاملة، جاءت التالية منها لمدة يوم واحد وافق السبت 26 فبراير (شباط) الماضي، وذلك بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية التي استغرقت 3 أشهر بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية، وذلك كما جاء في بيان الديوان الملكي الذي صدر قبيل الوصول.

سبت آخر كان في الانتظار، وهو السبت الذي وقع بعد الجمعة التي ألقى خادم الحرمين الشريفين فيها كلمة للمواطنين والمواطنات وأتبعها بإصدار حزمة من الأوامر الملكية، التي حدت بعدد من المواطنين للخروج في مدن مختلفة من المملكة، وقبيل منتصف تلك الليلة أجهز بيان من الديوان الملكي على كل ما قد ينغص فرحة المواطنين بالقرارات، وذلك بالأمر بإجازة رسمية، لجميع طلاب وطالبات التعليم العام والعالي، ولموظفي كافة القطاعات الحكومية.

بينما عادت الظواهر الطبيعية لتحول بين طلاب وموظفي مناطق الرياض والشرقية ونجران ومدارسهم وجامعاتهم ومقار أعمالهم، ليومين خلال الأسبوع قبل الماضي، وذلك إثر العاصفة الرملية التي هبت على المناطق الـ3، بالإضافة إلى عدد من دول الخليج.

من جهتهم أبدى الطلاب والطالبات فرحا بالغا بالإجازات أيا كانت أسبابها، إذ تكون فرصة للسهر أو الخروج مع أفراد العائلة، أو الاستئناس بالأصحاب؛ بالنسبة لطلبة التعليم العالي. يحصل ذلك بغض النظر عما يترتب على تلك الإجازات من خلل في الجدولة الخاصة بالدروس بالنسبة للطلبة، كذلك ما قد يترتب على الدولة من خسائر جراء تعطيل الأعمال المختلفة.

ولما كانت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن آخر مؤسسات التعليم السعودية، إغلاقا لأبوابها إبان أزمة الخليج رغم قرب مقرها من دائرة الحرب، فإنها كذلك لا تزال وحتى اليوم تحرص على أن يدرس طلابها 15 أسبوعا بأيامها الـ75 في الفصل الدراسي حتى تتجنب الجامعة الخلل في جدولة محاضراتها، لذا اعتاد الطلاب في الجامعة الواقعة في مدينة الظهران على تعويض إجازة اليوم الوطني بالخميس في إجازة نهاية الأسبوع، بينما يترقب ذات الطلاب أن توزع كل الإجازات التي أقرت من قبل الدولة خلال الفصل الدراسي الثاني على أيام الخميس من الأسابيع المقبلة من الفصل الدراسي.