مشرف كرسي الحسبة: 90% من قضايا الهيئة تنتهي بالستر... وعدد العاملين فيها غير كاف

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الإعلام ساهم في رسم صورة سلبية عن رجال الهيئة

د. نوح الشهري، المشرف على كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة
TT

كشف الدكتور نوح الشهري، المشرف على كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة، أن 90 في المائة من قضايا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنتهي بالستر، مشيرا إلى أن عدد العاملين في الهيئة غير كاف.

وطالب في حوار مع «الشرق الأوسط» بزيادة أعداد رجال الهيئة الميدانيين، معتبرا أن عددهم غير كاف، ودعا في الوقت ذاته إلى زيادة جرعات التدريب لدى أفراد الهيئة، لمعرفة الاحتياجات النفسية والاجتماعية للشباب، وأشار إلى أن الهيئة خلال 15 عاما الماضية لم توظف سوى 3 آلاف فرد، معتبرا أنه عدد قليل مقارنه بزيادة الرقعة السكانية وأعداد السكان في المملكة. فإلى تفاصيل الحوار:

* بداية، نود أن تطلعنا على نبذة مختصرة حول كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للحسبة، والهدف من إنشائه؟

- كرسي الأمير سلطان تم إنشاؤه مطلع العام الماضي، شراكة مجتمعية بين جامعة الملك عبد العزيز وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت بداية نشأة الكرسي الرغبة الملحة والحاجة الماسة، التي رأتها الإدارة العامة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورغبتها في الاستفادة من الجامعات السعودية، كونها بيوتا للخبرة في الجوانب العلمية والبحثية لتطوير عمل الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وطلب رئيسها الشيخ عبد العزيز الحمين من مدير الجامعة إنشاء كرسي علمي بالشراكة بين الجانبين، ورحب مدير الجامعة بفكرة المشروع الذي تشرف بحمل اسم الداعم الأمير سلطان بن عبد العزيز، وأخذ الموافقة على إطلاق اسمه عليه، وتم توقيع الشراكة والاتفاقية في مقر وزارة التعليم العالي في الرياض، بحضور وزير التعليم العالي الدكتور عبد العزيز العنقري، ورئيس الهيئة ومدير الجامعة، وتم تشكيل فريق لوضع رؤية ورسالة الكرسي وحتى يلبي احتياجات الرئاسة، وتم اختيار فئة الشباب لأهميتهم في الوطن، ولأنهم يمثلون نسبة عالية من سكان السعودية.

* ما الذي تعملون على تطويره من خلال الكرسي لقطاع الهيئة؟

- الكرسي كما تعلم، يركز على جانبين مهمين، الأول أبحاث الشباب، والثاني قضايا الحسبة، فنركز في هذا الكرسي على تقديم المقترحات والأفكار التي تستفيد منها الجهات التي ترعى الشباب للعناية بهم وصرف طاقتهم بما يخدم وطنهم.

* ما المقصود بمفهوم أبحاث الشباب؟ - يقصد منه الأبحاث المتعلقة باحتياجات ورغبات الشباب المختلفة التي تغيرت مع الوقت، فشباب اليوم يتعرضون لغزو فكري ويتعرضون لمواقف ويحتاجون إلى التوجيه والتوعية، والشباب اليوم طاقة كبيرة جدا، لديها مخزون من الحماس والنشاط، تحتاج إلى توجيه من كثير من المؤسسات التي تعنى بالشباب، وتريد أن تصل إليهم.

وهنا يبرز تساؤل حول كيفية الوصول إلى الشباب، وما طريقة الوصول، وكيف تصنع برامج الشباب بما يتوافق مع رغباتهم، وكيف تحافظ على رغباتهم لتصرفها في مجال الخير، كلها قضايا كبيرة تحتاج إلى بحوث علمية ودراسات ميدانية ونحن نعمل على ذلك.

* هذا في ما يتعلق بجانب الشباب، ولكن ماذا عن قضايا الحسبة، وما الجانب الذي تقومون به؟

- في ما يخص الهيئة والحسبة، نريد التركيز على تطوير آليات القائمين على العمل الميداني في الهيئة، من ناحية معرفة احتياجاتهم، وكيفية تطوير العمل الميداني لعضو الهيئة، وكيفية التعامل مع الشباب بطريقة مؤثرة ومقنعة، وطريقة حسن التعامل مع الأخذ في ذات الوقت بفقه الاحتساب. وكما هو معلوم، فإن الهيئة هي جهة ضبط، ولها نظامها المحددة من قبل النظام السامي، والتي تحدد برامجها وأنشطتها وعملها، لكن العلاقة بين الشباب وأعضاء الهيئة تكتنفها بعض التصورات والابتعاد في وجهات النظر، ونحتاج إلى تقريب وجهات النظر والمحاولة في أن نجمع بين هاتين الفئتين المهمتين، فلا شك في أن جهاز الهيئة يقوم بدور كبير، يحافظ فيه على أمن المجتمع وعلى سلوكيات أبناء المجتمع، ونشر شعيرة مهمة في ديننا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي المقابل هناك فئة الشباب، وهي فئة غالية ومهمة للمجتمع.

والكرسي أقام عدة برامج وورش لجميع أعضاء الهيئة مع الشباب، وأدار نقاشا وحوارا هادفا وصريحا بين الجانبين، ولمسنا أن هناك رغبة من الطرفين في الحوار، وقد لمسنا بعض الصورة السلبية لرجال الهيئة عند الشباب، بسبب الإعلام، وذلك من خلال ما لمسناه من مرئيات الشباب ولقائنا بهم، عندما يسألون: من أين استقيت معلوماتك عن الهيئة؟ يقول إنها من الجريدة الفلانية.

الإعلام ربما ساهم بقصد أو من دون قصد في رسم صورة سلبية عن رجال الهيئة، كذلك بعض ما يسمعه من خلال الرفاق والأصدقاء، ولكن بعد الجلوس مع رجال الهيئة الميدانين تغيرت بعض وجهات النظر لدى الشباب ولدى أعضاء الهيئة الشباب.

* ما آلية عملكم في الكرسي تحديدا؟

- نحن مركز بحثي علمي تطويري، نستكتب باحثين، ونعلن عن محاور بحثية، ويتقدم لنا باحثون من الجامعات السعودية للكتابة في هذه البحوث التي تصب في خدمة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتخدم الشباب. نحن نقدم برامج تدريبية وتطويرية لأعضاء الهيئة، والآن أقمنا ورش عمل حول مهارات الاتصال، وحلقات نقاش مختلفة ونقدم الاستشارة العلمية كبيت خبرة استشاري، ونحن لسنا جهة تنفيذية أو جهة مسؤولة عن الشباب، ولسنا جهة مسؤولة عن الحسبة، هذه هي فلسفة وفكرة الكراسي العلمية في الجامعات التي تبحث المجال المحدد وتركز عليه في فترة محددة وتنتج فيه بحوث ومنتجات ومشاريع بما يخدم هذا المجال.

* من خلال الكرسي، ما أبرز الملاحظات التي سجلتموها على رجال الهيئة، وماذا يحتاجون لتطوير آليات عملهم؟

- نحن لا نملك دراسة عن ملاحظات على رجال الهيئة، لأن هذا من عمل الهيئة، والهيئة في السنة الماضية، أنشأت إدارة للشؤون الميدانية، وهو أمر تحمد عليه، وستكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن دراسة الواقع الميداني والعمل الميداني للهيئة. نحن أجرينا دراستين، الأولى عن اتجاهات الشباب نحو منسوبي الهيئة، والأخرى عن اتجاهات الهيئة نحو الشباب، وخرجت الدراسات بعدة توصيات، ما يهمنا في عملية تطوير عمل رجال الهيئة الميدانيين عدة نقاط، الأولى أن أعضاء الهيئة الميدانيين يحتاجون إلى معرفة الاحتياجات النفسية والاجتماعية للشباب ومحاولة التعرف على المرحلة التربوية التي يعيشها الشاب، وبالتالي يبنون تعاملهم بناء على هذا التشخيص. والكرسي أجرى عدة دورات تدريبية لأعضاء الهيئة في ما يتعلق بمهارات التعامل مع الشباب، ومهارات الاتصال، وسنجري دورات في ما يتعلق بصفات الشباب النفسية والتربوية والعاطفية، حتى يستطيع عضو الهيئة التعامل مع الشباب وفقا لطبيعته وشخصيته.

* هل من المهم أن تكون صورة رجل الهيئة، ذلك الشخص الملتحي، وهل من الشروط الأساسية أن يبدو متشددا؟

- لست ناطقا باسم الهيئة، وإنما أنا مسؤول عن كرسي علمي للهيئة، والسؤال هذا يوجه إليهم، وأنا وجهت ذات هذا السؤال لأعضاء الهيئة في ورش العمل، وذكروا لي أن هناك مواصفات ومعايير واختبارات ومقابلات شخصيه للأعضاء المختارين، ولا شك أننا نعرف أن عضو الهيئة الذي يعمل في الميدان يواجه صعوبات كثيرة وتحديات، وهو يتعامل مع منكرات ويتعامل مع أصناف مختلفة من المجتمع، وبالتالي يحتاج في اختيار من يعطى هذه المسؤولية أن يكون عنده الالتزام السلوكي والالتزام العلمي والمهني. يجب كذلك أن تكون لديه القدرة على التعامل مع ضغوط العمل، يجب أن يكون لديه القدرة على الحوار والاتصال والقدرة على الإقناع والمحاجة مع الإطراف التي يتعامل معها. وكما هو معروف، فإن الهيئة جهاز ضبط، وبالتالي يتعامل أفرادها مع وقائع ومشكلات ومنكرات، والكرسي أوصى بأن يكون هناك ورش عمل متكررة لأعضاء الهيئة الميدانيين في عمل مواصفات لعضو الهيئة الميداني المختار، وأن يكون هناك فرق بين عضو الهيئة الميداني وعضو الهيئة الإداري، لأن من يكون في الميدان غير الذي يكون في المكتب، وكل له مواصفاته وهناك معايير في ترشيحه واختياره.

* من خلال الكرسي، هل رصدتم سلبيات أو إيجابيات مع أو ضد الهيئة؟ - في عملنا في الكرسي، لسنا مختصين برصد السلبيات، نحن نقدم دراسات ميدانية وبرامج تدريبية، وهناك ورش عمل أقمناها مع بعض الشباب في جدة والمدينة والرياض، والورش متكررة، بل إننا أنشئنا مجلسا استشاريا شبابيا للكرسي، وهذه الورش والمجالس نستفيد منها في استقاء وجهة نظرهم عن واقع الشباب نفسه والسلوكيات الخاطئة التي يقعون فيها والسلوكيات الإيجابية، وعن واقع تعامل الشباب مع رجال الهيئة رصدت الورش إيجابيات وسلبيات.

* ما أبرز الإيجابيات والسلبيات التي رصدتموها؟

- ومن أبرز الإيجابيات لرجال الهيئة، التضحية والحرص على العمل لدى أعضاء الهيئة الميدانيين، مما يصل إلى أن يعمل بعضهم ليلا نهارا، كذلك أبرز الإيجابيات لرجال الهيئة المحافظة على السلوك العام للمجتمع، وهو ما يطالب به الشباب أنفسهم، ووجود أعضاء الهيئة في الأسواق يقلل من المنكرات الشبابية، بل إن مديرين لبعض الأسواق يطالبون بوجود رجال الهيئة للضبط العام.

أما عن بعض السلبيات التي تحدث من قبل رجال الهيئة - بحسب الشباب - هي القبض على بعض الشباب من خلال النظر في بعض مظاهرهم الخارجية، وتسوقهم في بعض الأسواق، ويرى الشباب أن رجال الهيئة ينظرون إليهم نظرة المتهم، وهنا نتكلم في الموضوع كحالات فردية، وليست عامة، فليس كل رجال الهيئة كذلك، وليسوا كلهم إيجابيين، وهم بشر، ويعتمد الأداء على شخصية العضو وتكوينه الثقافي والعلمي.

* ماذا عن موضوع التقنية، وهل تستخدمونها كوسيلة تواصل وبحث مع الشباب في الكرسي؟ - لدينا صفحة للكرسي على الـ«فيس بوك»، لتلقي المقترحات والتواصل مع الشباب ورجال الهيئة.

* هل فعلا طرحتم فكرة الاحتساب الإلكتروني على الهيئة، لمراقبة المواقع الإلكترونية لرصد التجاوزات على شبكة الإنترنت؟ - لا، لم نطرح تلك الفكرة، وللأسف تم تحوير الموضوع بشكل خاطئ، الموضوع وما فيه أن الشباب في إحدى ورش العمل تمنوا أن يكون لرجال الهيئة مشاركة في الإنترنت، للتوجيه والتوعية ونشر القيم الإيجابية، لما تمثله التقنية والإنترنت وأجهزة الـ«بلاك بيري» من مصدر تواصل بين الشباب، وتلقي المعلومات، وهي طلبات الشباب أنفسهم. للأسف، بعض وسائل الإعلام نقلت أنها احتساب إلكتروني، ولم يكن للكرسي علاقة بهذا الموضوع، والهيئة هي المسؤولة عن تبني ذلك إن كانت هي من طرح هذا التوجه، ولا أعرف إن كان هناك مثل هذا الأمر في الهيئة، لأن أعضاء الهيئة يشكون أصلا من قلة العدد، وهم في الميدان يحتاجون أعدادا كبيرة لضبط الميدان.

* هل ترون أن عدد أعضاء الهيئة الميدانيين قليل في السعودية؟ - نعم، إذا كانوا على مستوى المملكة، وبحسب آخر إحصائية قرأتها فهناك ثلاثة آلاف فرد ميداني فقط، انظر إلى عدد مدن المملكة والقرى وعدد السكان، وقضايا السحر والشعوذة والخمور التي تظهر، نجد أننا نحتاج إلى عدد أكبر، نحن اطلعنا على دراسات في هذا المجال، منها دراسة لجامعة الملك سعود، أثبتت وجود نقص كبير في الكوادر الميدانيين، وأن الواقع بحاجة لعدد أكبر، والكرسي يحاول من خلال الأبحاث التي يقدمها معالجة المشكلات لدى الشباب.

* البعض يرى أن رجال الهيئة غير مؤهلين، وكثير منهم غير صالح للوعظ والإرشاد، ما رأيكم؟

- هذا كلام غير صحيح، وإطلاق عام، لا أرى أن هذا الاتهام بهذه الطريقة العامة صحيح، لأن التعميم دائما خطأ، لا نستطيع القول كل المعلمين لا يصلحون، وكل الأطباء كذلك، ذات الأمر رجال الهيئة لا نستطيع أن نعمم أنه لا يصلحون، حتى كلمة «البعض» تحتاج إلي ضبط، وبناء على ماذا طرحت. أنا أعجبت عندما جلست مع رئيس وقيادات في الهيئة، أن هناك توجها وتوجيها وعملا خلال السنوات الأخيرة ألا يقبل في الهيئة إلا من يحمل درجه البكالوريوس، وارتفع عدد الحاصلين على هذه الدرجة في القطاع، بل أصبح هناك أعضاء من الهيئة من حملة المؤهلات العلمية العليا من ماجستير ودكتوراه. أما في ما يتعلق بالتأهيل والتدريب، اطلعت على عدد من البرامج التدريبية التي يقدمونها لهم، فهناك نقلة نوعية في تأهيل رجال الهيئة.

المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابع لجامعة أم القرى يقوم بدورات تدريبية، أعتقد أن المرحلة الأخيرة شهدت حراكا تطويريا في هذا المجال، ولا أدل على ذلك وجود الكراسي العلمية، وعقد اتفاقيات مع الجامعات واستقطاب أستاذة الجامعات للعمل مع الهيئة، وعدد كبير من أساتذة الجامعات يعملون في الهيئة، فهناك تطوير يستحق الإبراز، لأنه مغيب، ولا يجب الوقوف على السلبيات فقط، يجب الاعتدال، فهناك الكثير من الإيجابيات في الهيئة.

بصراحة، الهيئة لديها قصور في الجانب الإعلامي، لإبراز أدوارهم الإيجابية، ربما ذلك لقلة الكوادر الإعلامية المتخصصة لديهم، وقد يكون لانشغالهم بأعمالهم الميدانية والاحتساب. أذكر أننا طالعنا خبرا إيجابيا - وهي من المرات القليلة التي نقرأ فيها مثل هذه الأخبار التي تعطي الانطباع الجيد عن الهيئة - أن نحو 90 في المائة من قضايا الهيئة انتهت بالستر، وهو جانب إيجابي جدا وإحصائية تدل على عمل جبار وضخم.

* مبدأ الستر في القضايا، إلى أي مدى ترون ضرورة وجوده؟ - الستر مهم جدا، والإحصائية الأخيرة تدل على أن هناك الكثير من القضايا تنتهي في مكانها، وقضية الستر تعتمد على نوعية الجرم والخطأ، وليس كل القضايا تسترا، والأخطاء البسيطة لا تعمم، ولا نستطيع القول إن عمل الهيئة في الأصل القبض.

* ولكن، ألا ترون أنه فاقم من حجم المشكلة؟

- لا، في الأصل ديننا والشريعة الإسلامية، تحث على الستر، والأصل في الخطأ الإصلاح والنصح، إلا إذا ارتكب حد من الحدود، هنا يجب إقامة الحد، أما المخالفات السلوكية والأخطاء ربما علاجها بالتوجيه والنصح يؤثر في الشاب أكثر من العقاب، وهو ما لمسناه فعلا من خلال الشباب أنفسهم في ورش العمل، وأن أسلوب أحد أعضاء الهيئة في معالجته قضية أحد الشباب غير في أسلوب حياته ككل، فالنصح والتوجيه له أثر إيجابي، وأصل العمل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النصح والإرشاد.

* هل أجريتم دراسات حول تأييد السعوديين لعمل الهيئة؟

- نعم، أجرينا دراسة على قرابة ألف شاب من الذكور والإناث، أعمارهم بين 15 و30 سنة، وكانت عبارة عن استبيان إلكتروني، وآخر عبر ورقة وزعت في أماكن وجود الشباب في المقاهي والمراكز التجارية والطرق والكورنيش، وتم اختيار شباب من نوعيات مختلفة ومتنوعة، وكانت عن آراء الشباب حول عمل الهيئة، وتعامل أعضائها معهم، ففي جانب تقبل الشباب لأعضاء الهيئة بينت الاستبانة أن 57 في المائة من الشباب متقبلون لأعضاء الهيئة، و36 في المائة متقبلون إلى حد ما، و7 في المائة رافضين لأعضاء الهيئة. وفي جانب دور أعضاء الهيئة في المجتمع، رأى 65 في المائة من الشباب أن لدور جهاز الهيئة في المجتمع أهمية، و32 في المائة رأوا أن دور الهيئة مهم إلى حد ما في المجتمع، بينما 3 في المائة يرون عدم أهمية وجود الهيئة في المجتمع. وهذه عينة عشوائية، والكثير يرى أن الشباب أهل سوء، ويكرهون دور الهيئة، وهذا غير صحيح، حتى في رد الفعل، الجميع يؤيدون وجودهم، قد تكون مواقف مع بعض الأفراد أثرت في البعض.

* يرى الكثيرون أن دور الجانب النسائي مغيب في الكرسي، كيف تردون على ذلك؟ - بالمناسبة، في مجلسنا الاستشاري في الكرسي المكون من 20 شابا وفتاة نصفه من الفتيات، كما أن الاستبانة والأبحاث المذكورة أعلاه شارك فيها شباب من الجنسين.

* في رأيكم، هل نحتاج لهيئة نسائية، أو هل وصلتكم مقترحات في الكرسي بهذا الشأن؟ - إيجاد هيئة نسائية تحدده الجهات المختصة، ومن خلال بعض ورش العمل، فوجئنا بطلبات لفتيات نادين بإيجاد هيئة نسائية في الوقت الحالي، خصوصا - بحسب آرائهن - لظهور بعض الظواهر النسائية التي بدأت تظهر في الجامعات والمدارس والأماكن المخصصة للنساء، مثل ظاهرة «البويات» وغيرها، والمفروض أن ترسل هذه المقترحات لجهاز الهيئة، وسمعت أنه في أحد اللقاءات الجامعية في الرياض، كانت هناك مقترحات، وطلبات بهذا الأمر، وأنا لا أستطيع تحديد الحاجة لهذا الأمر، فهناك جهات رسمية ذات صلة تحدد ذلك وفق ما تقتضيه المصلحة العامة.

* في رأيكم، ماذا ينقص أعمال هيئة الأمر بالمعروف لتصل إلى مرحلة أفضل مما هي عليه الآن؟

- الهيئة تحتاج إلى دعم مادي وبشري، وجهاز الهيئة يحتاج إلى كوادر مؤهلة وميزانيات، عندما قمت بمراجعة تاريخ الهيئة، وجدت أنها وخلال 15 عاما الماضية لم تستحدث إلا 3000 وظيفة فقط، وهذا أثبتته دراسة لأحد الباحثين. إذا أردنا تطوير العمل الميداني، نحتاج إلى أفراد أكثر وتخصص أعضاء الهيئة يحتاجون لتخصص، فلدينا قضايا مختلفة تحتاج متخصصين مثل قضايا السحر والشعوذة ومصانع الخمور، ولا يستطيع أي شخص التعامل معها، أعضاء الهيئة يعملون في كل تلك المجالات، ول بد من إيجاد أعضاء متخصصين، ولكن العدد قليل، وهنا نحتاج لإعداد كافية.

أيضا لا بد من التركيز على جوانب التدريب والتطوير المستمر وأيضا إشراك مؤسسات المجتمع المدني مثل الجامعات وتقديم البحوث والاستشارات، وأيضا من النقاط المهمة يجب أن نعلم أن هيئة الأمر بالمعروف تقوم بواجب على الجميع القيام به، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو دور يجب القيام به في كل مكان في المنزل في والعمل، فمثلا قضايا الفساد والمحسوبية والرشوة والخلل في الدوام هذه منكرات، لو أشعنا ثقافة الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كافة مؤسساتنا بحزم ووجب أن يقوم به الإنسان بكل طواعية، ونشرنا ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما وجه الرسول صلى الله علية وسلم، حين قال «من رأى منكم منكرا فليغيره بيد، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». فالكلمة الطيبة لها وقعها، والحكمة والموعظة الحسنة أمر مهم وهي قيمة تميزنا عن باقي المجتمعات، ويوصي عليها ولاة أمرنا، وما رأيتم من دعم أخير من خادم الحرمين الشريفين دليل على أهمية هذه الشريعة وعلاقتها بأمن المجتمع، فعلينا أن نربي مجتمعنا عليها وستطور عمل الهيئة بشكل إيجابي أيضا.

* الدعم الملكي الأخير، كيف ترونه؟

- قراءتنا للدعم تنبع من حرص ولي الأمر على إبراز أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبلدنا قام على مبدأ الدين الإسلامي، والعمل بالكتاب والسنة ونشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي من أصل ودستور هذه البلاد، والدعم ليس بمستغرب على القيادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من كيان الدولة، وهو حافز ومشجع داعم للعاملين فيها، فعندما يشعر العاملون بأن هناك من يقدرون عملهم ويدعمهم من المسؤولين يحفزهم على أداء عملهم بشكل أفضل.

* ما جهات الصرف المتوقعة لتلك المبالغ في رأيكم؟ - هذا السؤال يوجه لهم، فليس لي علاقة بالهيئة، وفي الحقيقة أن هذه المشكلة دوما تواجهني، حيث يعتقدون أني متحدث باسم الهيئة، أنا مسؤول عن كرسي بحثي مهتم بالجوانب العلمية.

* هل فعلا هنا مطالبات من مديري الأسواق بوجود الهيئة في الأسواق؟

- نعم، كثير من مديري الأسواق طالبوا بوجود الهيئة، وأشاروا إلى أن ذلك يزيد من سقف المبيعات، ويقلل من السلوكيات الخاطئة، ومن خلال دراسة على شريحة بسيطة من الشباب، سألت شبابا عن سبب وجودهم في الأسواق، في ما إذا كان للتسوق أو للتنزه أو التسكع، ردت النسبة الأكبر منهم أنهم جاءوا للتسكع، فوجود الهيئة يحل مشكلة منع الشباب من الأسواق، ويقلل من الممارسات الخاطئة.