المشكلات الأخلاقية والتسكع والمخدرات.. أبرز إفرازات المجمعات السكنية في السعودية

كاميرات المراقبة فيها تعرضت للتكسير.. والمشرفون عليها يطالبون بتوفير «الأمن الصناعي» وتكثيف دور الشرطة

تعتبر ظاهرة التسكع وانتشار المخدرات والقضايا الأخلاقية من أبرز ما تعانيه المجمعات السكنية («الشرق الأوسط»)
TT

أفرز تجمع يعنى بالإشراف على التجمعات السكانية الخيرية، عددا من الملفات المهمة والمشكلات التي يعاني منها مشرفو تلك المجمعات، وبحث التجمع الذي دعت إليه مؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان التنموي عددا من العراقيل التي تعتلي صف المشرفين.

وبحث التجمع الذي شهدته العاصمة السعودية الرياض، أبرز ما يواجه المشرفين على الإسكان الخيري، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة بشكل يكفل الاستفادة من الحلول، والتحاور بشأنها.

وتصدر ملف «الشباب الطائش» أبرز تلك القضايا، وما يشكله بعضهم من تجمع إلى ساعات متأخرة داخل تلك المجمعات، وما تفرزه تلك التجمعات من ظواهر سلبية، تؤثر على استقرار أمنها.

وتطرق الدكتور عبيد العمري، مدير إدارة المستفيدين والمجمعات السكنية بمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان الخيري، إلى أبرز المشكلات في تلك التجمعات، التي يتصدرها تسكع الشباب، والمخدرات، والمشكلات الأخلاقية التي قد تنتج عن ذلك.

وتطرق المجتمعون إلى أن بعض الشباب يعمدون إلى كسر كاميرات المراقبة، مع إقرارهم بعدم كفاية 3 كاميرات، وذلك لكبر مساحات التجمع، مطالبين في ذات الوقت بضرورة إيجاد أمن صناعي لحماية الساكنين.

وعرج المجتمعون على حالات سحب الوحدات السكنية، واعتباره الملف الذي يصعب التعامل معه، وأنه مشكلة كبرى يواجهاها المشرفون، وتعود أسباب سحب تلك الوحدات إلى استخدام الوحدات بشكل مسيء، أو جعلها استراحة يقطنها الشباب، أو عدم استخدامها من قبل مستخدم.

وتطرق التجمع إلى قلة استجابة السلطات الأمنية إلى بعض الحوادث، مستشهدين ببعض الحوادث التي تأخرت فيها الفرق الأمنية إلى قرابة 45 دقيقة، وأدى ذلك التأخير إلى هروب الجاني.

وأضاف أن هناك عدم حزم من قبل بعض أقسام الشرطة، إلا أنه في المقابل أرجع أحد مديري المجمعات قلة استجابة الفرق الأمنية إلى عدم كفاية القوى البشرية؛ حيث استشهد بمحافظة الافلاج، والبالغ عدد أفراد الشرطة فيها 100 فرد، بينما الذي يكفيها ما يربو على 250 فردا.

وبالعودة إلى التجمع، أكد الدكتور عبيد العمري، مدير إدارة المستفيدين والمجمعات السكنية بمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان الخيري، أن مجمعي «الغالة» (في العاصمة الرياض)، و«القريات» (شمال البلاد)، هما من أكثر التجمعات التي يواجهها عدد كبير من المشكلات.

وطالب العمري بأن يقطن مدير أو مشرف التجمع في ذات المجمع لما له من فائدة في قربه من عين الحدث، مشددا في ذات الوقت على أن تكون لدى مدير المجمع الثقة، وتكون ظاهرة أمام وجهاء المجتمع.

وشدد العمري على أن يكون التجمع مقترنا بالمحيط الخارجي، والعمل على عدم عزلهم عن محافظاتهم أو قراهم أو مدنهم، وأضاف: «يجب على المشرف العمل على مساعدة المستفيدين على التكيف مع حياتهم الجديدة، عند انتقالهم إلى مقر سكنهم الجديد».

وأضاف مدير إدارة المستفيدين والمجمعات السكنية أن سياسة المشروع أن تضع القيادة في أيدي المديرين، منوها في ذات الوقت بأهمية كتابة تقرير مفصل يتضمن أبرز الأعمال، وعمل زيارات لمشرفين إمارة المناطق الإدارية التي يتبعونها، واستعراض المشكلات التي تواجههم.

وتطرق الدكتور عبيد العمري، مدير إدارة المستفيدين والمجمعات السكنية بمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان الخيري، إلى ضرورة إيجاد ملاعب رياضية ومسطحات خضراء تحوي الشباب.

وكشف العمري عن اعتماد مبالغ قبل نحو شهر لبناء ملعب رياضي ومسطحات خضراء، مطالبا المشرفين بالتنبه إلى المشكلات التي تعتلي المجمعات، وهي عدم الاهتمام بالنظافة، وعدم التعاون مع المنشآت الحكومية، وقلة كتابة التقارير، وتأخير فواتير الميزانيات، وعدم وجود المبادرات، وضعف التواصل مع المستفيدين، وعدم الالتزام بأوقات الدوام، وعدم الصيانة المباشرة.

وأقامت مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان الخيري، ورش عمل، لعرض أهم التجارب الناجحة وآليات العمل مع المستفيدين وتحليلها وتحديد ما يمكن تطبيقه بالمجمعات، والعمل على إكساب العاملين بالمجمعات الكثير من الخبرات وآليات إعداد وتنفيذ البرامج مع الفئة المستفيدة.

وتحاور المجتمعون في ورش عمل في عدد من المواضيع المهمة، أبرزها الاستفادة من البرامج المطروحة في الخطة التي وضعتها المؤسسة، والعمل على حل مشكلة الشباب أجمعهم، وبحث ما يعانون منه.

وطالب التجمع باستحداث حوافز تعطى إلى سكان الحي، مع التأكيد على مراعاة الجانب السري في حل المشكلات الأسرية التي تصيب الأسر التي تعيش بداخل تلك المجمعات، مع التأكيد على ضرورة تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية.

وأهاب التجمع ضرورة مراعاة الفروق الفردية، لدى أفراد الأسرة، وأن بعضهم يمتلك مقومات ومهارات تميزهم عن الآخر، وذلك عند الوقوف على حل مشكلاتهم.

واقترح العاملون استحداث برامج في فصل الصيف وعمل حملات في ذات الوقت، وتحوي على برامج تطوير الذات وتعزيز الثقة في نفوس الأفراد القاطنين في التجمع، وتحوي برامج متابعة الأيتام، وبرامج معرفة أوضاعهم.

وطالب المتحاورون بتعليم أولياء أمور الأسرة طرق معالجة مشكلاتهم، وتعلم الأساليب الحديثة في التربية، مع التأكيد على تشكيل لجان للإصلاح الأسري، والعمل على دراسة المشكلات.

وتبادل المتحاورون محورا مهما، وهو عدم اقتصار الوعظ على المشرف وحده، بل يمتد إلى أن يشارك فيه بعض وجهاء المجمع.