«الأمر بالمعروف» تتجه لـ«الأمن المعلوماتي» تحرزا من فخ «الاختراق»

مدير مركز أمن المعلومات لـ «الشرق الأوسط» : نسعى إلى تقديم دورات للقضاة عن الجرائم الإلكترونية

TT

في إطار البحث عن سرية المعلومات وأخذ الحيطة من عمليات الاختراق والتجسس، خضع 26 موظفا من منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى دورة تتناول أسس أمن المعلومات، بالتعاون مع مركز التميز لأمن المعلومات في الرياض، وهو ما يعكس تحرز منسوبي الهيئة المسبق من الوقوع في فخ «الاختراق»، والتوجه إلى العمل على تطوير آلية التعامل مع الجرائم الإلكترونية.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الغثبر، مدير مركز التميز لأمن المعلومات، أن دورة منسوبي الحسبة ركزت على الجانب التقني للمتخصصين في مجال تقنية المعلومات، معللا ذلك بالقول: «الهيئة لديها معلومات سواء عن موظفيها أو عن المواطنين الذين يتعاملون معها، لذا يهمهم الحفاظ على سرية هذه المعلومات من التسرب أو التغيير أو الاختراق، فجاءت هذه البادرة الجيدة عبر رفع مستوى العاملين بتقنية المعلومات في الهيئة للتعامل مع هذه المعلومات والشبكات». وكشف الغثبر عن تطلعات المركز مستقبلا إلى «تقديم دورات للقضاة والعاملين في مجال التحقيق»، مؤكدا احتياج موظفي السلك القضائي لمثل هذه الدورات المتعلقة في مجال أمن المعلومات، وتابع: «ليست دورات تقنية، بقدر ما هي دورات تثقيفية بأنواع الجرائم الإلكترونية وطبيعتها وكيفية التعامل معها، وهذا له علاقة مباشرة بالجرائم الإلكترونية التي تحدث الآن بشكل مطرد».

وعن أهم ما تركز عليه دورات موظفي الجهات الحكومية، أفاد بأنها تهتم بتقديم الدور المتكامل المعمول به في المعاهد الدولية المتخصصة في دورات أمن المعلومات، والتركيز على شريحة الموظفين عبر برنامج «روام»، وشريحة موظفي تقنية المعلومات من خلال إعطائهم الأساسيات في مجال أمن المعلومات، إلى جانب الدورات التخصصية التي تحتاجها بعض القطاعات مثل دورة «الأدلة الجنائية» المقدمة للجهات المتخصصة في مراجعة وتحليل الأدلة الجنائية الحاسوبية، وعلى رأسها وزارة الداخلية.

وبسؤال مدير مركز التميز لأمن المعلومات عن ما إذا كان المركز يوفر الدورات بحسب مجال عمل القطاع المستفيد منها، أكد أن المحتوى لا يتغير، مستدركا بالقول: «لكن بعض الجهات لها طلبات محددة في زيادة بعض الجرعات في ذات الدورة أو إنقاصها، وبإمكاننا أن نتواكب مع هذه المتغيرات»، في حين أوضح أن دورات المركز يستفيد منها حاليا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وجهات حكومية أخرى.

وأشار الغثبر خلال حديثه إلى ضرورة «تأهيل الكوادر السعودية في مجال أمن المعلومات»، في القطاعين الحكومي والخاص، بقوله: «كثير من الشركات تركز على بيع المنتجات العالمية المعروفة وتبقى الحلقة المفقودة هنا في العاملين بمجال أمن المعلومات، هل هم مؤهلون أم لا؟، وذلك يمثل جزءا من مهام المركز عبر نقل المعرفة من خلال الدورات التدريبية».

من جانب آخر، احتفى مركز التميز لأمن المعلومات التابع لجامعة الملك سعود في الرياض مؤخرا بتحقيق الفوز في عدد من المراكز المتقدمة في المعرض العالمي للابتكار في ماليزيا لعام 1432هـ، حيث حصل على الميدالية الذهبية عن الاختراع «كلمة مرور متجددة باستخدام الهاتف الجوال الباركود والصوت»، وكذلك الميدالية الذهبية عن الاختراع «استخدام الهاتف الجوال للإنقاذ»، وأيضا حصل المركز على الميدالية الفضية عن الاختراع «منقب الأدلة الجنائية الرقمية».

وعن إمكانية تحويل هذه المبتكرات إلى منتجات يستفيد منها المستخدم السعودي من خلالها تمويل تصنيعها وتسويقها، أفاد الغثبر بأن ذلك يعد من أولويات المركز، مضيفا بقوله: «نحن نعمل الآن مع جامعة الملك سعود، وتحديدا وادي الرياض للتقنية، لإنشاء شركات خاصة بتسويق هذه المنتجات، سواء التي انتهينا منها أو التي نعمل عليها حاليا».