جدة: نحو 100 سيدة سعودية يكسرن ثقافة العيب بـ«الحرف اليدوية»

ضمن برنامج عمل المرأة من المنزل التابع لأكاديمية نفيسة شمس

فتيات يعملن في محل كمبيوتر
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في أكاديمية نفيسة شمس للفنون والحرف، عن تجاوز عدد السيدات المنتجات اللاتي يعملن تحت مظلة برنامج عمل المرأة من المنزل التابع للأكاديمية 100 سيدة، مبينا أنهن يخضعن لبرامج تدريبية يمارسن من خلالها التطبيق العملي ضمن ورش تدريبية وحاضنات إنتاجية بشكل مستمر لضمان إتقان الحرفة.

وأوضحت ليزا الفضل، المنسقة الإعلامية في أكاديمية نفيسة شمس، أن الإقبال على الأعمال الحرفية لم يأخذ الطابع الجدي لدى الكثير من الفتيات، كونه لا يزال يندرج تحت إطار الهواية، وذلك نتيجة عدم قدرة الحرفيات على الوصول للسوق الملائمة، عدا عن ضعف التواصل مع الجهات المعنية بتلك الصناعات، مشيرة إلى أن ذلك يعد مشكلة مشتركة في مجال الحرف اليدوية.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ما شهدناه مؤخرا يعتبر تحركا قد يسهم في تحويل الأعمال الحرفية إلى مصدر رئيسي وثابت للدخل، خصوصا أن هذا التوجه صنعه اهتمام من المؤسسات والجمعيات الحرفية والجهات الداعمة لتمويل الأسر المنتجة والمنتجات المحلية».

وأشارت إلى عدم وجود حرف متطورة بالشكل المطلوب، لا سيما أن كل منطقة في السعودية تحتفظ بأصل الحرف الخاصة بها، غير أن هناك توظيفا حديثا لبعض تلك الحرف، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في زيادة الإقبال على شراء المنتجات الحرفية التقليدية. وأضافت أن «مجرد الرغبة في إحياء التراث وإعادته إلى دائرة الضوء لا يضمن نجاح المنتجات الحرفية، بل إن ذلك يحتاج إلى إضافة اللمسات الحديثة والروح المعاصرة، مع الحفاظ على أصل الموروث الحرفي، وذلك بهدف استقطاب الجميع لاقتناء هذه الصناعات».

وأكدت ليزا الفضل على أن الأكاديمية تهتم بالبرامج الفنية والحرفية بصورة أساسية، شريطة توافر فرصة عمل من خلالها، سواء كانت وظيفة أو قرضا يتم الحصول عليه من باب رزق جميل، أو العمل كمنتجة في برنامج عمل المرأة من المنزل، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه الدورات تركز على الخياطة وتصميم الأزياء وحياكة السجاد وصناعة الصابون إلى جانب دورات التجميل.

وفي ما يتعلق بوجود صعوبة في تقبل الفتيات لبعض المهن والحرف اليدوية، أفادت المنسقة الإعلامية في أكاديمية نفيسة شمس بعدم وجود صعوبات في ذلك «غير أن تلك الصعوبات تكمن في عدم امتلاك الفتيات لتصور واضح عن الفرص المتاحة لهن، إضافة إلى أن تغيير ثقافة العمل المكتبي للحرفي يعد توجها جديدا يأخذه المجتمع ككل، خصوصا أن معظم من فيه لا يزالون مقيدين بفكرة الوظيفة كمصدر رئيسي للدخل، الأمر الذي جعلهم يحصرون الحرف والموروثات الفنية ضمن دائرة الهوايات التي تظل حبيسة المنازل أو المعارض الفنية المقامة بصورة متقطعة».

وتتمثل فكرة برنامج عمل المرأة داخل المنزل، التابع لأكاديمية نفيسة شمس، في توظيف الطاقات الإنتاجية للحرفيات السعوديات، وتبني منتجات يدوية محلية كبديل للمنتجات المستوردة والمقلدة عن طريق إتاحة فرص وظيفية للمرأة من منزلها، مما يزيد من مشاركتها في تحقيق التنمية وزيادة الناتج المحلي للدولة، عدا عن كونه يحقق لها التوازن بين عمل السيدات ودورهن الأسري.

وقد بدأ البرنامج بتفعيل خط إنتاج السجاد منذ عام 2008، والذي تفرع بدوره إلى إنتاج الحقائب وشراشف الصلاة، إلى جانب إضافة خطوط إنتاج أخرى تتضمن أنواعا مختلفة من الصابون، وذلك بالاستفادة من الموارد المحلية كالورد الطائفي والياسمين والفل وغير ذلك من المواد الخام، فضلا عن إنتاج ميداليات تحمل الطابع التراثي.

وهنا علقت ليزا الفضل قائلة «منذ تفعيل خط إنتاج السجاد اليدوي بالأكاديمية عملنا على توقيع اتفاقيات مع منشآت تابعة للقطاع الخاص، والتي يتم تمويلها سنويا بما يقارب 2500 و3 آلاف سجادة سنويا، إلى جانب المشاركة في تصنيع بعض الأدوات المستخدمة في المؤتمرات والفعاليات المحلية والتي من ضمنها الحقائب وغيرها». وزادت «إن أهم عائق يواجه المرأة العاملة من المنزل هو تسويق منتجاتها، عدا عن تحقيق الميزة التنافسية من حيث جودة المنتجات، الأمر الذي دفع بالأكاديمية إلى التعاقد مع جهات حكومية لشراء المنتجات وتقديمها كهدايا لزوارها من منطلق التفاعل مع التوجيه الحكومي بأن تكون تلك الهدايا من منتجات الحرف والصناعات اليدوية السعودية».

وحول دعم البرامج التدريبية، أبانت المنسقة الإعلامية في أكاديمية نفيسة شمس بأن بعض الدورات يتم دعمها، إما بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية أو من خلال مؤسسات القطاع الخاص، إلى جانب أن الأكاديمية تأخذ بعين الاعتبار خلال وضع سياستها التسعيرية الفئات المختلفة بالمجتمع.

ولفتت إلى أنه يتم أيضا تقديم خدمة المقعد المجاني والأقساط الميسرة، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للجميع، وتحقيق الاستفادة من برامج الأكاديمية، في حين يتم دعم البرامج التنفيذية بالكامل من قبل أكاديمية نفيسة شمس في برنامج عمل المرأة من المنزل.

وبالنسبة لتوزيع الأرباح بين الأكاديمية والسيدات الحرفيات، ذكرت ليزا الفضل أن الأكاديمية عادة ما تأخذ قيمة المواد الخام فقط، خصوصا أنها يتم توفيرها بالكامل للسيدات المنتجات، بينما يعود باقي الربح إليهن.

الجدير بالذكر أن مصدرا مسؤولا في مركز جدة للمسؤولية الاجتماعية كان قد صرح في وقت سابق بأن ما يقارب 80 في المائة من المشاريع الصغيرة تعتمد على النساء، في حين أن نحو 65 في المائة من النساء العاملات ضمن نشاط الأسر المنتجة يمثل لهن ذلك النشاط مصدر الدخل الوحيد، وهن عادة ما يكنّ من الأرامل والمطلقات أو اللاتي يعجز أزواجهن عن إعالتهن لأسباب كبر السن أو المرض أو الإفلاس.