السعودية: توجه نحو توظيف السيدات لسد العجز في قطاع السياحة والفندقة

70% نقص الكوادر السعودية في القطاع والحاجة لنحو 1.5 مليون وظيفة حتى 2020

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مطلع في السياحة والآثار عن توجه لفتح المجال لتوظيف السيدات في مجالات السياحة والفندقة في وظائف متوائمة مع المتطلبات والأنظمة والتعليمات وذلك لسد العجز في الوظائف السعودية في هذا القطاع والتي من المتوقع أن تتجاوز نحو مليون ونصف المليون وظيفة حتى عام 2020.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه أن التوجه الاستفادة من الفتيات في مجالات التسويق والمبيعات والحجوزات وأعمال السنترال التي يشغلها بعضهن خلال الفترة الحالية مع التأكيد على جوانب الأنظمة ومنع الاختلاط.

وبين المصدر أن السعودية تفتقد بشكل كبير إلى شاغلي الوظائف التخصصية في قطاعات السياحة والفندقة وهو ما تسعى البلاد لتخفيضه من خلال الكليات المتخصصة في القطاع مؤكدا الحاجة إلى مليون ونصف المليون وظيفة، خلال العشر سنوات المقبلة، مشيرا في ذات الصدد إلى أن نسبة السعوديين العاملين في القطاع حاليا لا تتجاوز نحو 30 في المائة حاليا.

وهنا علقت نشوى طاهر، رئيسة اللجنة التجارية الاستراتيجية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، بقولها إن إحجام الشباب عن العمل في مجالات السياحة والفندقة يعود لأسباب اجتماعية وغياب مراكز التأهيل المتخصصة والعالمية المؤهلة للشباب في هذا المجال.

وقالت عن مشروع توظيف السيدات إنهن يعملن في هذه الوظائف في المستشفيات والقطاعات الأخرى خصوصا في وظائف التسويق والعلاقات العامة والسكرتارية ووفق الضوابط والأحكام. وأشارت إلى أن ضرر البطالة على الاقتصاد الوطني أكبر من الأضرار الأخرى. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار، ممثلة بمكتب الاستثمار والتراخيص بالهيئة بالعاصمة المقدسة، قد عقدت اجتماعا حضره عدد من المستثمرين ورجال الأعمال ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة بمنطقة مكة المكرمة، أول من أمس، في فندق الشهداء بالعاصمة المقدسة، وذلك بهدف بحث آلية تسريع إشغال الوظائف السياحية في مرافق الإيواء السياحي بعدد من الشباب السعودي المؤهل.

وأوضح محمد بن عبد الله العمري المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، أن هذا الاجتماع جاء استشعارا من الهيئة العامة للسياحة والآثار للتوجيهات الكريمة من قيادتنا الحكيمة حول توطين الوظائف وتأهيل الشباب السعودي للانخراط في العمل في القطاع الخاص.

ونوه عبد الله السواط مدير مكتب الاستثمار والتراخيص بالهيئة العامة للسياحة والآثار بالعاصمة المقدسة، الذي ترأس هذا الاجتماع، بمتابعة ودعم إمارة منطقة مكة المكرمة لبرامج الهيئة الخاصة بتوطين الوظائف في القطاعات السياحية ودعم برامج المنشآت السياحية الصغيرة والناشئة والبرامج التوعية والعمل على تنسيق أدوار ومسؤوليات الشركاء في تنمية الموارد البشرية في المنطقة.

وكشف أن الاجتماع خرج بحزمة من الحلول والتوصيات، من أبرزها التأكيد على أهمية القضاء على التستر بتطبيق المرسوم الملكي الصادر بخصوص مكافحة التستر وضرورة سعودة عدد من الوظائف في الفنادق وتبني فكر التدرج في تطبيق السعودة مع الالتزام بإعطاء الأفضلية للسعوديين في عدد من الوظائف. وأضاف السواط أيضا: «شملت التوصيات تبني عدد من الجهات نشر الوعي الوظيفي للشباب السعودي للعمل في القطاع الخاص وفتح قنوات اتصال مباشرة بين مؤسسات التدريب والتعليم والقطاع الخاص لردم الفجوة بينهما للوصول إلى خريج مؤهل لسوق العمل على أن تتم الاستفادة من أوقات فراغ الشباب بتدريبهم وتأهيلهم في الفنادق وخاصة في الإجازات لتهيئتهم للعمل في القطاع السياحي». وبين السواط أن التوصيات تضمنت أيضا النظر في وضع حد أدنى للرواتب لا يقل عن 3000 ريال، والاهتمام بتأهيل الشباب السعودي على رأس العمل، بالإضافة إلى إلحاقهم بدورات تدريبية لتطوير قدراتهم لتولي قيادة القطاع بعد عدة سنوات، على أن تتم الاستفادة من الدعم الحكومي الذي تقدمه الدولة من خلال صندوق الموارد البشرية وبعض البرامج المشتركة للتأهيل والتدريب وإيجاد آليات تشجيعية للترقي في السلم الوظيفي وفي سلم الرواتب يكون واضح المعالم للشاب منذ التحاقه بالمنشأة. ومن جانب آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعه أن الهيئة ستغلق خلال اليومين المقبلين أربعة فنادق في مكة المكرمة بسبب عدم حصولها على التصاريح الرسمية، ويأتي ذلك في وقت من المتوقع أن يبلغ عدد الغرف الفندقية المقدسة نحو 100 ألف غرفة قبيل شهر رمضان المبارك. وحددت جهات رقابية السنوات الثلاث المقبلة، حدا زمنيا لإكمال كل المشاريع الفندقية المحيطة بالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، التي من المتوقع أن تتجاوز طاقتها الاستيعابية أكثر من 15000 غرفة، وتوفر ما لا يقل عن 20000 فرصة عمل في العاصمة المقدسة وحدها.