جدة: النيران تهدد ذاكرة التاريخ

في ثاني حادث تشهده المنطقة التاريخية هذا الأسبوع

TT

اندلع ظهر أمس حريق في أحد البيوت الأثرية بالمنطقة التاريخية بجدة، وجاء على كل أجزاء المبنى، إلا أنه لم يؤد إلى انهياره بعد أيام من انهيار سقف أحد المحلات التجارية بالمنطقة التاريخية، وذلك حسب ما جاء على لسان الرائد عبد الله العمري، المتحدث الرسمي بالدفاع المدني.

وباشرت أمس 5 فرق للإطفاء أعمالها فور اندلاع الحريق، لتسيطر عليه دون تسجيل أي خسائر بشرية أو إصابات، في المبنى الخالي من السكان.

وقد قامت فرق الدفاع المدني بوضع سياج حديدي حول المبنى ومنعت من المرور أو الوجود بقربه، احترازا من إمكانية انهيار المبنى أو سقوط أجزاء منه على خلفية الحريق، بينما لا تزال تلك الفرق موجودة بموقع الحادث لذات الغرض.

ومن جهته، أكد المهندس سامي نوار رئيس بلدية جدة التاريخية لـ«الشرق الأوسط»، أن المبنى الذي وقع عليه الحريق غير مسكون ولا موصول بالكهرباء، ولا يوجد سبب منطقي لنشوب حريق في أرجائه، ولا يمكن أن تكون صاعقة نزلت من السماء. متوقعا أن يكون الحادث قد وقع بـ«فعل فاعل».

وحول مشروع أمانة جدة والدفاع المدني لإنشاء شبكة إطفاء خاصة بالمنطقة التاريخية، أشار نوار إلى أن المشروع أنجز جزءا كبيرا من المرحلة الأولى منه، بينما تبقى مرحلتان لإنهائه.

إلى ذلك، كانت المنطقة التاريخية بجدة التي تحتوي على 440 من المباني المتلاصقة، قد تعرضت لسلسلة من الحرائق، وذلك منذ مارس (آذار) من العام الماضي.

وخلال 12 شهرا شبت 5 حرائق في المنطقة، حسب المهندس نوار، وأكثر من انهيار لعدد من تلك الأبنية التي تتجاوز أعمارها المائة والمائتي عام، كما تحوي مئذنة لمسجد مبنية منذ أكثر من 900 عام. وأكبر تلك الحرائق كانت تلك التي نشبت في الثالث من مارس 2010، وأدت إلى انهيار 3 من 7 مبان أثرية طالتها النيران بحارة المظلوم.

وفتحت السلطات الأمنية، آنذاك، تحقيقات موسعة في الحادث الذي لم يخلف أي إصابات، بينما أرجع الدفاع المدني بدوره أسباب انتشار النيران بشكل سريع إلى ما وصفه الناطق بلسان الجهاز في منطقة مكة المكرمة النقيب عبد الله العمري، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بطبيعة المنازل القديمة، والمكونة مما يعرف بـ«الرواشين، والأسقف الخشبية»، بالإضافة إلى تلاحم المباني بعضها ببعض، وضيق الشوارع.

وقريبا من نهاية العام، اندلعت ألسنة اللهب مرة أخرى لتطال أحد المعالم الأثرية في المنطقة، وهو «منزل الريري» الواقع وسط المدينة التاريخية دون وقوع أي إصابات، الأمر الذي استدعى تدخل 4 فرق إطفائية من الدفاع المدني ترافقها 6 وحدات إطفاء.

وفي فبراير (شباط) الماضي، اندلع حريقان منفصلان خلال أقل من 24 ساعة، وباشرهما 8 فرق من الدفاع المدني، وتسببا في إحداث أضرار في أحد أهم المواقع في المنطقة، وهو الوقف التابع لبيت نصيف الأثري الشهير بينما سقطت الأسقف الداخلية للمنازل.

الحادث الأول وقع في الساعات الأولى من الفجر في المنطقة التاريخية، بينما نشب الحريق الآخر على بعد 100 متر من موقع المنزلين المحترقين، حيث شب في غرفة لمبنى مكون من 4 أدوار تمكنت فرق الإطفاء من إخماده، وإخلاء الموقع من ساكنيه دون وجود إصابات.