برامج الموهوبين تعاني من تسرب الطلاب لتفوقها على عقولهم

محمود نقادي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» عن قرب إطلاق حملة إعلامية للتعريف بـ«الموهبة»

السعودية تسعى إلى إيجاد مقاييس نوعية للطلاب الموهوبين للحد من تسرب الطلاب من برامج الإبداع («الشرق الأوسط»)
TT

وضع مسؤول تعليمي سعودي، حقائق حول أسباب تسرب الطلاب من البرامج الخاصة بالموهوبين، لخصها بتفوق تلك البرامج الإبداعية على عقول الطلاب الملتحقين بها، بسبب سوء آلية اختيار الطلاب وعدم دقتها.

وقال الدكتور محمود نقادي نائب الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) إن من أسباب انسحاب الطلاب من برامج الموهوبين أن تلك البرامج تكون أعلى من مستواهم العلمي، مشددا في الوقت ذاته على أن يكون اختيار الطلاب مبنيا على معاير دقيقة. وأكد نقادي على ما يواجه الطالب من صعوبة على التكيف مع البرامج المقدمة له وعدم استيعابه وإدراكه، وهو الذي يؤدي إلى انسحاب عدد من الطلاب الموهوبين.

وشدد نقادي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن هذا المشروع الذي أطلقته السعودية قبل شهر، والذي يسعى إلى التعرف على الموهوبين وبناء قاعدة بيانات لهم، سوف يسهم في التقليل من الهدر الذي يحصل، مضيفا أنه تم رصد عدد من الملاحظات في بعض البرامج عندما يتم تقديم خدمات معينة إلى الطلاب خاصة في بعض البرامج المتقدمة التي تحتاج إلى مهارات، وقدرات عقلية عالية. وحصر نقادي البرامج التي يوجد بها انسحاب، منها البرامج الصيفية لـ«موهبة»، وهي برامج نوعية متقدمة، ويقدمها أساتذة متخصصون في هذا الجانب، وإذا لم يكن اختيار الطالب مبنيا على معايير صحيحة، أو عند حصول خطأ عند اختيار البرنامج، تكون النتيجة تسرب تلك الأعداد. وأضاف أن الطالب يجد نفسه أمام برنامج مرتفع المستوى، وهو لا توجد لدية المهارات الكافية، وينسحب من البرنامج بعد عدة أيام.

وقلل نقادي من أعداد المنسحبين؛ حيث أكد على أن تلك الانسحابات تأتي في نطاق ضيق. وأضاف أن «موهبة» لا تسعى إلى التقليل من تلك الانسحابات فحسب، بل تعمل على تقديم برامج ذات نوعية متميزة.

وعدد نقادي أسباب تلك الانسحابات، ومنها عدم اهتمام الطالب، وعدم وجود قدرات العقلية غير ملائمة، وخلفية الطالب العلمية غير الخصبة. وتطرق الدكتور محمود نقادي إلى عدم فهم المجتمع السعودي إلى الآن لمفهوم الموهبة، سواء من ناحية التعرف على الطلاب الموهوبين أو سماتهم، وتمتد ضبابية هذا المفهوم إلى محيط الأسرة، ويصل إلى المؤسسة التعليمية التي هي الأساس في اكتشاف الموهوبين.

وربط نقادي حديثة عن التسرب بالمبادرات التي تقوم بها «موهبة»، حيث ترتكز الخطة الاستراتيجية لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع على توعية المجتمع، ومعرفة أحد أساليب انتقاء الطلاب الموهوبين والعمل على إيجاد بيئة مناسبة للطلاب الموهوبين. وزاد: «تعتمد الخطة الاستراتيجية لموهبة على إيجاد الطلاب الموهوبين وانخراطهم ببرامج فريدة من نوعها». وأكد نقادي أن «موهبة» لن تستطيع وحدها أن تصل لجميع الموهوبين في السعودية. حيث تسعى «موهبة» لإشراك المجتمع وتفعيل دوره في البحث عن الموهوبين. وكشف الدكتور محمود نقادي عن قرب إطلاق مبادرة التوعية الإعلامية، ضمن 6 مبادرات، تحوي في طياتها التوعية. وموهبة تأتي في إطار زمني على مدى 15 سنة، وتسعى من خلالها إلى الخروج برؤية 2022. وزاد: «تنقسم تلك الاستراتيجية إلى 3 خطط، وكل مرحلة تستمر 5 سنوات». وعدد نائب الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع عددا من المبادرات منها برنامج الشراكة مع المدارس، وعليه تم اختيار عدد من الطلاب ووضعهم في مدارس متميزة وفق معايير حددتها «موهبة». وأضاف نقادي أنه تم اختيار عدد من المدرسين المتميزين لتدريب هؤلاء الطلاب، وقدر أعدادهم بما يربو عن 70 معلما. وأكد نقادي على أهمية الإعلام، وأن «موهبة» تدعو أيضا مؤسسات المجتمع إلى نشر ثقافة الإبداع والموهبة، وأن الموهوبين هم الاستثمار الحقيقي والهام للبلاد وكلما قدمنا خدمات ودعما أكبر كان له عائد متميز مهم. تأتي تلك التصريحات في أعقاب إعلان المشرفين على الحركة التعليمية في السعودية عن مشروع تعليمي مشترك يعنى بالتعرف على الموهوبين، ويسعى لتطوير نظام التعرف على الموهوبين من خلال استخدام طرق وأساليب علمية منهجية، والذي أطلقته مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم، والمركز الوطني للقياس والتقويم (قياس).