معارض الكتاب العربية «المتجولون فيها أكثر من المشترين»

الأوضاع الاقتصادية والسياسية سبب لضعف الإقبال عليها

معرض الكتاب الذي شهدته العاصمة الرياض مطلع شهر مارس الماضي، والذي أسهمت ظروف جوية في كف أقدام الكثير من المثقفين والعامة عنه («الشرق الأوسط»).
TT

ربط بعض المهتمين بحركة الثقافة في العالم العربي، تضاؤل الإقبال على شراء الكتب والمراجع، لسببين، أولهما الأوضاع الاقتصادية التي يُعاني منها المواطن العربي وظروف المعيشة من الناحية المادية، وجاء ما تشهده الدول العربية من إشكالاتٍ واضطرابات سياسية في الوقت الراهن، وفيما مضى من أشهرٍ قليلة سابقة كسببٍ ثانِ، أثّر بشكلٍ واضح على الحركة الثقافية ومؤشراتها الشرائية.

وأعاد بعض المشاركين في معرض جامعة طيبة الدولي الثالث للكتاب والمعلومات، الذي أقيم بالمدينة المنورة وجرى افتتاحه مؤخرا، ضعف القراءة في المجتمعات العربية، إلى تردي الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الفرد العربي وضغوطات الحياة، إضافة إلى الأوضاع السياسية التي تشهدها بعض الدول في الوطن العربي، والتي جعلت المواطن العربي يهجر الكتب.

ورأى محمد عبد القوى مسؤول التسويق بالمركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية المشارك في معرض طيبة الدولي الثالث للكتاب، خلال حديثٍ لـ«الشرق الأوسط» أن المعرض يشهد حركةً غير اعتيادية من قبل أهالي المدينة المنورة أو زائريها، لقربه من الحرم المدني، وأن هناك جنسيات عربية وغير عربية تزور المعرض، مشيرا إلى أن أغلبية الزائرين في معرض الكتاب أغلبهم يأتي للتجول وليس للشراء، فيما يطلع البعض الآخر من الزائرين على الكتب المعروضة في المعرض بشكل سريع.

وطالب بما سماه «زرع ثقافة القراءة لدى الأطفال والشباب العربي»، لتدخل المؤسسات الاجتماعية والحكومية والفكرية في توعية الناس بالقراءة وفوائدها، مشيرا إلى أن دور المعارض فعال لكنه يحتاج إلى مزيد من التفاعل مع المعرض والمعارض الأخرى التي تقام في معظم الدول العربية.

وأبرز وجود سرعة تجاوب من قبل إدارة المعرض لطلبات العارضين، وعمل لفترتين «صباحية ومسائية»، وهو الشيء الغائب في أغلب المعارض الدولية، وتوافر العديد من أجهزة البحث، التي تساعد القارئ بدورها على سرعة إيجاد احتياجاتهم من الكتب لدى دور النشر بالمعرض.

وقال عبد القوي «أقترح تخصيص أماكن بالمعرض للعارض، يتم تصنيفه حسب الدولة التي يأتي منها، بالإضافة إلى تخصيص أماكن لكتب الأطفال، وهو ذات الأمر المتبع في أغلب المعارض الدولية الأخرى، وتفعيل دور المؤسسات الحكومية (الجامعات والمدارس) في الشراء من الناشر، وهو ما يؤدي إلى توافر الفرصة للقارئ العربي، بعد فترة المعرض في الحصول على الكتب، وزيادة الندوات التي تقام على هامش المعارض، مما يؤدي إلى جذب فئةٍ من المثقفين للمعرض، مع تنظيم رحلات يومية للمدارس بجميع مراحل التعليم (يوم للطلاب، ويوم للطالبات)».

من جانبه اعتبر الدكتور منصور بن محمد النزهة مدير جامعة طيبة، المعرض هادفا لدعم الثقافة، عبر تحويل معارض الكتاب إلى مناسبة تستعيد من خلالها المرجعيات الثقافية دورها وتأثيرها من خلال وسيلة النشر والفعاليات التي تؤمن لها سُبّل حركة الكتاب بيسر في مختلف الاتجاهات، مشيرا إلى ضرورة تشجيع الناشرين والمؤسسات الثقافية على توسيع حركة النشر والترجمة وتنظيمها، لتواكب مثيلاتها في العالم من خلال إشراك ذوي الاختصاص من المفكرين والكتاب ووضع البرامج والأسس التي تكفل تغطيتها لكل المجالات والميادين التي تتغير وتتطور باستمرار.

وأضاف أن المعرض يهدف أيضا إلى تأمين إجراء لقاءات وحوارات بين الناشرين والقرّاء وبين المسؤولين عن شؤون الثقافة والتعليم، للتفاعل في كل ما من شأنه توسيع دائرة القراءة وحركة النشر، وتحقيق التعاون بين الناشرين والمعنيين بالثقافة والكتاب، والإسهام في توسيع قاعدة توزيع الكتاب ودعم دوره في التطور المعرفي والارتقاء الاجتماعي، وإطلاق مختلف المبادرات بين بيوت الثقافة لتكريس تقاليد القراءة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات النشر المختلفة والمنظمات والمؤسسات كافة سواءً الثقافية أو التربوية أو العلمية أو غيرها.

وقدّر عدد الجهات المشاركة ودور العرض في المعرض بنحو 200 دار نشر، تمثل جهات حكومية وخاصة من 15 دولة، فيما بلغ عدد العناوين المعروضة 240 ألف عنوان في جميع المجالات والعلوم المختلفة.