عودة نشاط الشهب إلى سماء السعودية مساء اليوم

الجمعية الفلكية لـ«الشرق الأوسط»: كوكب الأرض لن يتأثر بها

TT

بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من انخفاض نشاط تساقط الشهب في سماء السعودية، تدخل الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس، ابتداء من اليوم 16 أبريل (نيسان)، إلى بقايا غبار المذنب «تاتشر»، وتستمر الأرض في عبور ذلك الغبار حتى يوم 25 من الشهر ذاته، وتصل ذروتها فجر يوم الجمعة 22 أبريل (نيسان) الحالي، وفق ما أعلنته الجمعية الفلكية بجدة.

وأكد المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية لـ«الشرق الأوسط» أن شهب «القيثاريات» تتحرك بسرعة عالية، وقد تسقط على الكرة الأرضية، إلا أنه استدرك بأن تساقطها لن يؤثر إطلاقا على الكرة الأرضية، لا سيما أن الكرة الأرضية يحيط بها غلاف جوي سميك، ولا يمكن أن يتأثر بالشهب أو بالكويكبات المتساقطة وغيرها، إلى جانب أنها تملك من وسائل الدفاع الخاصة ما يمكنها من الحماية لآلاف السنين.

وذكّر بأن هناك أنواعا رئيسية للشهب؛ فالأول مثل ما هو مشاهَد، ويتكرر حدوثه، ولا يمثل خطرا على كوكب الأرض، ولا على الحياة البشرية، خاصة أنه يحترق في طبقات الجو العليا، ويمثل 99 في المائة من عامة الشهب، أما النوع الآخر فهو الكرات النارية، وعادة ما يكون أكبر من النوع السابق، وهو نادر الحدوث.

وقال: «من طبيعة هذا النوع من الشهب أنه يدخل الغلاف الجوي ويحترق ولا يتبخر في طبقات الجو العليا، فيصل إلى سطح الأرض على هيئة أحجار سوداء محترقة، وهذا قد يتسبب في حصول خسائر مادية وبشرية، مؤكدا أنه لم يتم تسجيل تساقط أحجار نيزكية على أشخاص أو منازل».

وأردف أبو زهرة: «يحدث في بعض الأحيان أن تعبر الأرض في داخل تجمع كثيف من بقايا المذنب، عندها يرتفع معدل التساقط»، لافتا إلى أنه في عام 1982 رصد الفلكيون 90 شهابا في الساعة الواحدة، مؤكدا أنه لا يمكن للفلكي معرفة عدد الشهب التي سوف تتساقط إلا بالخروج ورصد تلك الشهب.

وترجع أهمية «القيثاريات» إلى سببين، فهي مشاهدة من قبل الراصدين منذ 2600 سنة على الأقل، وهي بذلك تعتبر أطول الشهب التي يتم رصدها تاريخيا، حيث إن مدار المذنب «تاتشر» يميل بزاوية مقدارها 80 درجة على النظام الشمسي، وبسبب قضائه وقتا كبيرا بعيدا عن الكواكب، فإنه يعتبر منيعا على تأثيرات الجاذبية، وهذا قد يكون السبب في أن بقايا ذيل المذنب ثابتة، وهي تُرصد منذ عدة قرون.

واستطرد: «وبحسب تسجيلات صينية قديمة، يعود تسجيل تساقط هذه الشهب إلى عام 687 قبل الميلاد، وهذا ما يجعلها أقدم وابل شهب يتم تسجيله، والأمر الآخر أن هذه الشهب في بعض الأحيان يحدث لها أن تتساقط بمعدل نحو 100 شهاب في الساعة في بعض الأحيان».

وبين أبو زهرة أن أفضل توقيت لرصد شهب «القيثاريات» هو خلال ذروة تساقطها ما بعد منتصف ليل 22 أبريل (نيسان)، مشيرا إلى أنها تصل إلى ذروتها عند الساعة الواحدة صباحا بتوقيت مكة المكرمة، حيث يمكن رصد ما بين 5 إلى 20 شهابا في الساعة. ونقطة الإشعاع لهذه الشهب تقع بالقرب من النجم الأبيض المزرق «النسر الواقع» في كوكبة «القيثارة»، مؤكدا أنه يمكن رصد الشهب بالعين المجردة إذا تم الرصد ما بعد منتصف الليل من مناطق مظلمة بعيدة عن إضاءة المدن.