مسؤول سعودي: «أزمات الجوار» رفعت سقف المخدرات المضبوطة في البلاد

في بيان يعد الأكبر من نوعه.. قال إن قيمتها تفوق 373 مليون دولار

الجهات الأمنية في السعودية بدت مدركة للتأثيرات التي تشهدها بعض دول المنطقة.. وفي الصورة اللواء التركي الناطق باسم وزارة الداخلية («الشرق الأوسط»)
TT

ألقى مسؤول أمني بارز في السعودية، باللائمة على الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية المجاورة، في ارتفاع حجم مضبوطات المخدرات في البلاد، والتي وصلت قيمتها السوقية خلال الربع الأول من العام الهجري الحالي لأكثر من 1.4 مليار ريال (373 مليون دولار).

وأكد اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن من سماهم «أرباب الفساد من مهربي المخدرات» ينتهزون الفرص ولا يترددون في أن يكتسبوا من وراء مشكلات الآخرين وأزماتهم لتحقيق مبتغاهم، إلا أنه عول كثيرا على رجال الأمن ورجال الجمارك فيما يقومون به من إجراءات، سواء في المنافذ الرسمية، أو من خلال أعمالهم في حراسة الحدود البرية أو البحرية في البلاد، بغض النظر عن الأحداث الخارجية التي يستفيد منها المتسلل عبر الحدود.

وأوضح اللواء منصور التركي، أن هناك دولا تعاني من استغلال أراضيها لتهريب المخدرات، واصفا جرائم المخدرات بـ«العابرة للقارات»، مشيرا إلى إمكانية إنتاجها في مكان ما ومرورها عبر بعض الدول بطرق قد تكون مشروعة، مثل «الترانزيت» على سبيل المثال.

وأكد المتحدث الأمني، عدم إمكانية الربط بين تهريب المخدرات والدول التي تمر من خلالها المخدرات، لافتا إلى أن الكثير من الحالات يتم فيها التواصل مع الدول المعنية، متى ما توفرت معلومات إيجابية، وذلك لمحاولة ضبط أي أشخاص يثبت تورطهم في إنتاج المخدرات أو حتى في تهريب المخدرات إلى السعودية. وقال في هذا الصدد «الكثير من العمليات الاستباقية تتم بالتعاون مع الأجهزة النظيرة في دول مختلفة من العالم، ووزارة الداخلية تمد جسور التعاون مع مختلف دول العالم خاصة الدول المجاورة، أو الدول التي يعرف عنها إنتاج المخدرات بكافة أنواعها، ومن خلال ذلك يكون هناك معلومات إيجابية تساعد على ضبط كميات من المخدرات المهربة والقبض على مستقبليها». وتعد الكميات الواردة في بيان أصدرته وزارة الداخلية السعودية، أمس، الأكبر من نوعها في تاريخ البيانات الصادرة عن الوزارة، في حين اعتبر اللواء التركي، أن ذلك يعود لكون البيانات السابقة، التي لم تشر إلى كل التفاصيل، التي تضمنها البيان الحالي، حيث تضمن أصنافا لم يتم ذكرها في السابق، القات المخدر، وعمليات حيازة المخدرات. وكشفت وزارة الداخلية السعودية أمس، عن تورط 478 شخصا تم ضبطهم في جرائم تهريب وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بـ1.411.903.521 ريالا، وكان من بين المقبوض عليهم 241 سعوديا و237 شخصا من 23 جنسية مختلفة.

وأشارت إلى إحباط عدة محاولات لتهريب مواد مخدرة تشمل 7.639.871 قرصا من مادة الأمفيتامين، و3 أطنان و862 كيلوغراما من مادة الحشيش، و51 طنا و362 كيلوغراما من القات المخدر، و13 كيلوغراما و392 غراما و58 ملليغراما من الهيروين الخام.

وأبرزت الداخلية السعودية بذكرها عددا من العمليات الأمنية، التي واجهها رجال الأمن وشهدت مقاومة مسلحة من مهربي تلك المواد، وتم الحيلولة دون ترويج مواد مخدرة، وشملت 2.897.880 قرصا من مادة الأمفيتامين، وطنا و460 كيلوغراما من الحشيش، و19 طنا و482 كيلوغراما من القات المخدر، و5 كيلوغرامات و79 غراما و95 ملليغراما من الهيروين الخام، إضافة إلى التحفظ على ما مجموعه 2.865.397 ريالا ضبطت بحوزة المروجين.

وجاء المتحدث الأمني على ذكر رجال الأمن الذين استشهدوا خلال تنفيذ المهام الأمنية للقبض على المهربين والمروجين، وسماهم برتبهم العسكرية وهم «الرقيب محمد بن علي المجرشي، ووكيل الرقيب عابد بن عبد الله المالكي، ووكيل الرقيب عبد الله بن فريج الجابري، والعريف أحمد بن إسماعيل خيري»، في إشارة من الداخلية السعودية لإبراز ما قام به من تسميهم وتصفهم بـ«شهداء الواجب».

وتتكفل السعودية بأسر من يلقى مصيره أثناء أداء واجبه، وتولي أسرته وذويه وأبناءه اهتماما خاصا من كافة النواحي، المادية والمعيشية والمعنوية، كرد لجميل أبنائها ممن ذهبوا ضحية حفاظهم على ثغور الوطن.

ونوه اللواء التركي بتعرض 28 من رجال الأمن لإصابات مختلفة، فيما نتجت عن المهام مقتل 3 وإصابة 3 من المهربين والمروجين.

وأضاف اللواء التركي أنه تم ضبط كميات من المخدرات بحوزة المتعاطين تشمل 2.634.000 من مادة الأمفيتامين، وطنا و331 كيلوغراما من مادة الحشيش، و4 كيلوغرامات و618 غراما و13 ملليغراما من مادة الهيروين المعد للاستعمال، و17 طنا و711 كيلوغراما من القات المخدر.

وقدر المتحدث الأمني أن إجمالي ما ضبط من مواد مخدرة ومؤثرات عقلية في هذه العمليات بلغ 13.171751 قرصا من مادة الأمفيتامين، و6 أطنان و653 كيلوغراما من الحشيش، و88 طنا و555 كيلوغراما من القات المخدر و18 كيلوغراما و471 غراما و153 ملليغراما من الهيروين الخام، بالإضافة إلى 4 كيلوغرامات و618 غراما و13 ملليغراما من مادة الهيروين المعد للاستعمال.