«فن النحت».. التعبير الآخر لما تحويه ذات الفنان

بينما سيتم عرض أكبر لوحة إعلانية منحوتة من نتاج أيدي «مساجين»

جانب من أعمال النحت الفنية (تصوير: مروان الجهني)
TT

النحت يعد أسلوبا من أساليب الإبداع، حيث يقوم الفنان بصياغة الواقع من خلال لوحة فنية تشكيلية، تتضمن عدة معان، تأخذ الخلاصة التعبيرية للواقع وتأثيرها في المجتمع، وتشمل بذلك رؤية الفنان لقضايا المجتمع، على أنها لوحة فنية تشكيلية متفردة، وبدوره يعبر الفنان عن دور الرموز في الفن التشكيلي.

الأساليب التي ينتهجها الفنان في عمله التشكيلي، بأسلوب مبدع في عملية الاختزال واعتماده على الواقع، ليقوم بصياغة الواقع من خلال لوحة فنية تشكيلية، متضمنة عدة معان مختلفة متعلقة بموقف من المواقف.

عبد الحافظ الغامدي، مدير مؤسسة العليا العالمية لأعمال النحت ومشرف معرض النحت للفنون التشكيلية والحرفية في سجن بريمان في جدة، يرى أن فن النحت هو أساس الفن منذ القدم، يحتاج ممارسوه للتوعية والتوجيه والمبادرة من قبل أي جهة من شأنها دعم هذا الإبداع.

يقول الغامدي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تهميشا لهذا الفن، وبالأخص عند سماعهم أن المتمرس في أحد السجون بدا واضحا، مشيرا إلى الإنجازات التي قدمت من أعمالهم والجوائز التي حققوها وتكريمهم في فعاليات نادي الفروسية، كجائزة إمارة منطقة مكة المكرمة، وجائزة محافظة جدة لأعمالهم المبدعة، ويعتبر هذا المعرض بسجن بريمان الأول في المملكة للأعمال التشكيلية للنحت، بعد موافقة الأمير محمد بن نايف، مما جعل هذا المعرض يتميز بالأعمال والمجسمات الوطنية.

الغامدي أبرز خلال حديثه، توظيف 20 شخصا من متمرسي النحت، والذين انتهوا من فترة السجن بالمؤسسة، حيث أتت الموافقة من الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، على عرض أكبر لوحة إعلانية كانت لـ«شهداء الواجب» والتي زاد طولها على 300 متر، سيتم عرضها في طريق الملك قريبا، وفاء من الوطن لشهداء الواجب، الذين ذهبوا فداء وتضحية للوطن في مواجهة الإرهاب.

من جانبه، أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد السريع، المتمرس في فنون النحت، مزاولته هذه الحرفة لأكثر من 4 سنوات، وهو كان محل إعجاب كثير من المتذوقين لهذا الفن وغير المتذوقين لعملية النحت والتشكيل الجمالي، خلال عمل قوالب من الفيبر والجبس، والنحت اليدوي، ليشكل مجالا من الإبداع ذي النظرة البعيدة.

وللمعلومية، تشتهر منطقة دمياط المصرية، بالنحت على مستوى الدول العربية، في حين عرف شرق آسيا اشتهار بعض الدول في ذاك الجزء من العالم بذات الحرفة.

السريع أشار إلى النحت على الصخور يدويا، وهو نادر وجوده بالمملكة في أحجار طبيعية يقوم البعض بالنحت عليها، فتعود أعمار تلك الصخور لملايين السنين، ويتم النحت عليها عن طريق البوليش والصنفرة باختلاف المواد المتعلقة بالناحت على الخشب، كمراحل للنحت لتخرج الصورة النهائية لعمل مهني يدوي.

وأفاد السريع بسهولة عملية النحت، التي ترتبط بالدرجة الأولى لقناعة الشخص الذي يرغب في تعلم هذه الحرفة، بينما يراه البعض فنا معقدا في نظر الكثير، لا سيما أن هذا النوع من الفن يعود إلى وجود الإنسان على هذه الأرض منذ الأزل، كونه فنا يعبر عن حضارات الدول وموروثها الفني، يتبلور على أشكال مختلفة، منها أشكال الزينة، والتراث الديني الإسلامي، التي لا تزال موجودة حتى هذا الزمان.

أحمد أبو زيد، بائع بأحد محلات النحت بالمجسمات التشكيلية، أشار إلى أن النحت فن كان يعرف قديما كظاهرة اللوتس في المعابد بمصر، مما نرى قلة هواة متمرسيه، لعدم تهيئة برامج ودورات تساعدهم على تنمية تلك المهنة، واعتمادهم كليا على صنع الماكينات لمصممي ومبتكري النحت بالفوتوشوب والسيدي ماكس، مشيرا إلى وجود فوارق بين النحت اليدوي والنحت بالماكينة من حيث التكلفة، فتكلفة النحت اليدوي أغلى ولكن الجودة أفضل، أما النحت بالماكينة أرخص ولكن أقل جودة، فتختلف وجوه هذا الفن كل على هوى الفنان، فهناك من ينحت على ورق الشجر، ومنهم من يستهوي النحت على الرمال، ولكن الغالبية يقومون على نحت الموبيليا ونحت الجبس.