الأحسائيون يعودون لشغف الأرقام القياسية بإطلاق أكبر نافورة في العالم

أزاحت نافورة منطقة برج خليفة عن الصدارة العالمية بـ140 مترا

TT

يعد الأحسائيون - نسبة إلى محافظة الأحساء (شرق السعودية) - من أكثر أبناء السعودية اعتزازا وفخرا بالمحافظة التي ينتمون إليها، وينشط أبناء هذه المحافظة في ابتكار الفعاليات والأحداث لتخليد اسم الأحساء على مختلف الصعد.

واليوم يطلق الأمير محمد بن فهد، أمير المنطقة الشرقية، في زيارته لمحافظة الأحساء، أكبر نافورة تفاعلية في العالم، وهي تلك النافورة التي يحتضنها متنزه الأحساء الوطني، الذي سيدشن اليوم على مساحة 500 ألف متر مربع، وبتكلفة 100 مليون ريال. يقول المهندس فهد الجبير، لـ«الشرق الأوسط»، إن النافورة هي الأكبر عالميا، حيث تمتد على طول 420 مترا، ويتناغم فيها الصوت والضوء والحركة، وتعد الأطول في العالم لتزيح نافورة منطقة برج خليفة في إمارة دبي عن الصدارة العالمية، بعد أن كانت تحتل هذا الموقع بطول 280 مترا، حيث تتفوق - والكلام للجبير - على نافورة برج خليفة بـ140 مترا، ويحل في المرتبة الثالثة نافورة لاس فيغاس. عبر هذه النافورة عاد الأحسائيون للبحث عن الأرقام القياسية، ففي السنة الماضية اجتهد الأحسائيون في وضع منطقتهم على خارطة الأرقام القياسية بصناعة أكبر سلة خوص بلغ طولها 12 مترا نفذت بواسطة برنامج الأسر المنتجة الذي تبنته جمعية فتاة الأحساء الخيرية، وأكبر «كيس فشار» في العالم وقد بلغ طوله 13 مترا وسجلته المحافظة في مهرجان قرية بني معن التراثي، والرقم القياسي العالمي لتسلق الأشجار بعد نجاح المواطن جعفر الجبران (30 سنة) في كسر الرقم القياسي العالمي السابق، بتسلقه أمام أعضاء لجنة تحكيمية من موسوعة «غينيس» العالمية نخلة ارتفاعها 12 مترا خلال سبع ثوان فقط. في عام 2009 خاض الأحسائيون ومحافظتهم مسابقة عالمية للدخول ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، لكن المحافظة خسرت بسبب الانخفاض النسبي في حجم التصويت لمصلحتها، رغم أن الأحسائيين لا يزالون حتى هذه اللحظة واثقين من جدارة واحتهم وأنها إحدى عجائب الدنيا، وعندما تتاح لهم الفرصة لإقناع العالم بذلك سيبحثون مجددا عن موقع لها بين العجائب الدنيا.

في حين يعتبر البعض أن خوض المحافظة غمار المنافسة على المراكز السبعة لعجائب الدنيا، هو الباعث لهذا الشغف لدى الأحسائيين، عندها فتحت شهية أبناء المحافظة من جميع الأطياف والأعمار لوجبة الأرقام القياسية، لتأكيد أهمية التعريف بالأحساء وتفردها، مع إيمانهم بأن هذه الجهود الفردية ستجير في النهاية لصالح المحافظة.

عندما يكون الحديث عن الأوائل فإن كثيرا من الأحسائيين يذكرون من يناقشهم في ذلك بأن أول سيدة سعودية مبدعة شاركت في مؤتمر المبدعين العرب في تونس كانت من الأحساء، وأول شاعر يشارك في مسابقة جماهيرية (مسابقة أمير الشعراء) كان من الأحساء، كما أن محافظتهم حصلت على المركز الأول بين المواقع العربية المتنافسة على الدخول في قائمة عجائب الدنيا السبع، واحتلت المرتبة السادسة عالميا. كل هذا حفز الأحسائيين من جميع الأطياف والأعمار على تأكيد أهمية التعريف بالأحساء عبر إنجازات تأتي كبداية فردية لكنها ستجير في النهاية لصالح المحافظة.

يقول عبد الخالق الجنبي (خبير الآثار) إن شغف الأرقام القياسية والتميز ثقافة وافدة على محافظة الأحساء، نافيا أن تكون لها جذور تاريخية. وقال إن الأحسائيين القدامى (بني عبد القيس) كانوا بارعين في التجارة والرحلات التجارية، حيث جابوا أفريقا وآسيا، وبلغوا حتى بلاد الصين.

ويتابع الجنبي حديثه قائلا إن ثقافة التميز وتسجيل الأرقام القياسية خلقتها موسوعة غينيس وليست شغفا محليا أو ثقافة خاصة بمنطقة معينة كالأحساء في السعودية، وإنما تحول حب الحصول على الأرقام القياسية إلى ثقافة عالمية لتحقيق نوع من التميز على المستويات المختلفة.

ولفت الجنبي إلى أن الحديث عن الآثار وفخر الأحسائيين بأن محافظتهم تضم ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة (مسجد جواثا) بعد المسجد النبوي الشريف حقيقة تاريخية ودينية مثبتة، وليس من باب الشغف بالتميز وتسجيل المراكز.