90 ألف تأشيرة للسعوديين عام 2010 إلى الولايات المتحدة.. نصفها للسياحة

السعودية تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم لعدد تأشيرات السفر.. و6% فقط تم رفض طلبهم

روبن بوسا رئيس قسم تأشيرات غير الهجرة في مكتبه بالسفارة الأميركية في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في العاصمة السعودية، الرياض، النقاب مؤخرا عن احتلال السعودية المرتبة السابعة على مستوى العالم في الحصول على تأشيرات السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، بينما اعتبرت أن عام 2010 شهد أعلى معدل لنسبة إصدار تأشيرات سفر لمواطني البلاد، حيث بلغ عدد التأشيرات الممنوحة من كافة المكاتب القنصلية لأميركا لدى السعودية ما يزيد على 90 ألف تأشيرة سفر، بينما بلغت نسبة رفض تأشيرات السعوديين للسنة الماضية 6 في المائة، وهي واحدة من أقل معدلات رفض التأشيرات في كافة الممثليات الدبلوماسية للولايات المتحدة حول العالم.

وأوضح غلين كايزر، القنصل العام للولايات المتحدة في الرياض، أن إجراءات الحصول على «فيزا» للولايات المتحدة من السفارة تتم وفق أفضل الطرق للتواصل عن قرب مع المواطنين السعوديين من جميع الشرائح الاجتماعية، من أفراد العائلة المالكة إلى الطلاب إلى عامة الناس الذين ينوون زيارة الولايات المتحدة منفردين أو بعائلاتهم.

وأشار كايزر إلى مواعيد الحصول على «فيزا» بأنها لا تتجاوز الأسبوعين في مواسم السياحة، مشيرا إلى أنها لا تستغرق سوى 7 أيام في غير مواسم السياحة.

واعتبر كايزر أن سفارة بلاده في الرياض تعتبر - من وجهة نظره - بوابة ونافذة للولايات المتحدة، موضحا أن الناس يأتون عادة إلى السفارة كأول جهة اتصال مع أميركا والجهات الحكومية الأميركية، متمنيا أن تكون متسمة بأعلى مستوى من الاحترام لمن يتقدمون لطلب «الفيزا» من الأصدقاء السعوديين أو المقيمين في البلاد وبأعلى قدر من الكفاءة.

وعن إجراءات الحصول على «فيزا» للولايات المتحدة، أكد روبن بوسا، رئيس قسم تأشيرات غير الهجرة بالسفارة الأميركية في الرياض، أن نظام المواعيد الذي هو النظام الرئيسي للتقدم بطلب الحصول على «الفيزا»، حيث يهدف هذا النظام إلى جعل الإجراءات متوقعة وأكثر شفافية بالنسبة للمتقدم بالطلب، فيقرر المتقدم أو المتقدمة عبر زيارة الموقع اليوم المناسب لزيارة السفارة.

وبين بوسا أن في استمارة الموعد يستطيع الشخص الحصول على التعليمات اللازمة، مشيرا إلى أهمية تعبئة الاستمارات باللغة الإنجليزية، مؤكدا على توافر ترجمة عربية لهذه الاستمارات بمجرد وضع مؤشر جهاز الكومبيوتر على العبارة ليتم ظهور النص المترجم للغة العربية.

واعتبر بوسا أن الكثير من الناس في السعودية يلجأون إلى جهة ثالثة لتعبئة هذه الاستمارات كمكاتب وكالات السفر، معتبرا ذلك الأمر ليس ضروريا، موضحا أن الناس يأتون إلى السفارة وفق مواعيد محددة، مشيرا إلى أنها قد تصل إلى حدود أسبوعين في موسم السياحة، ولكن في حدود سبعة أيام في الأوقات العادية قبل الحصول على موعد المقابلة.

وأكد بوسا على التوجه من قبل سفارة الولايات المتحدة في الرياض إلى تطبيق إجراءات أكثر سهولة بنهاية العام الحالي 2011، معتبرا أن الناس عندما يأتون إلى السفارة في يوم المقابلة لديهم تعليمات ويعرفون بشكل عام ما يحصل، ولمح إلى أن البعض منهم يشعر ببعض التوتر أو القلق في يوم المقابلة، وأرجع ذلك إلى كونها قد تكون أول مقابلة لهم.

وبين رئيس قسم تأشيرات غير الهجرة بالسفارة الأميركية في الرياض توفر نظام مبسط يهدف إلى أن تكون زيارة المراجعين للسفارة لمرة واحدة فقط، موضحا أن استرجاع جوازات المتقدمين للسفارة يتم وفق ترك عناوينهم لدى خدمة البريد السريع «فيدكس» في نهاية المقابلة.

ويضيف بوسا: «لدينا موقع شامل على الإنترنت يتم تشغيله بواسطة شركة متعاقدة، وهو موقع يقدم معلومات مفصلة وشاملة، إضافة إلى جدولة مواعيد المقابلة، وفيه كافة المعلومات باللغتين، العربية والإنجليزية، ويتم تحديثه وتزويده بالمعلومات الجديدة».

من جانب آخر كشف غلين كايزر، القنصل العام للولايات المتحدة في الرياض، النقاب عن أن عدد المتقدمين بطلبات التأشيرات في عام 2010 هو الأعلى في تاريخ العلاقات السعودية – الأميركية؛ ومنذ عام 2006، مؤكدا على قيام السفارة الأميركية في الرياض بزيادة طاقة عملها بما يزيد على 100 في المائة.

وأشار كايزر إلى أنه قبل ما يزيد على 5 سنوات كان عدد المتقدمين للحصول على تأشيرات سفر للولايات المتحدة أقل من نصف العدد المكشوف عنه لعام 2010، إلا أنه يشير إلى أن ذلك بدأ يتزايد بشكل تدريجي.

ولمح إلى أنه في 2006 تقدم ما يزيد على الـ40 ألف شخص بطلبات للحصول على «فيزا» أميركية، بينما في عام 2010 تقدم ما يزيد على الـ90 ألف شخص من جميع مناطق المملكة، أي ما يعادل 125 في المائة زيادة.

وهنا يضيف بوسا بالقول: «مدينة الرياض تستحوذ على ثلثي عدد التأشيرات للولايات المتحدة في المملكة»، مضيفا أن الرياض من المتوقع أن تحصل على نصف التأشيرات خلال العام الحالي 2011.

بينما اعتبر كايزر من جانبه أن حصد الرياض لأكبر عدد من التأشيرات، كونها هي العاصمة، ويتوافر فيها أكبر مكاتب إصدار التأشيرات الأميركية في السعودية، ويشير إلى وجود قنصلية أميركية في كل من جدة (غرب السعودية) والظهران (شرق السعودية) وهذه القنصليات تصدر التأشيرات أيضا.

وعن الأسباب التي قد تؤدي إلى منع السعوديين من السفر أكد بوسا أن الرفض لا يتعدى نسبة 6 في المائة بواقع 6 أفراد من بين 100 متقدم، ويرجع الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى منع السعوديين ممن تقدموا بطلبات للحصول على «الفيزا» الأميركية ولم يحصلوا عليها أن بعضا منهم يفشلون في إقناع الموظف القنصلي، وهنا يؤكد أن مسألة الإقناع ليست إثباتا للموظف أن لدى أولئك الأشخاص انتماء قويا لأوطانهم، لضمان أنهم فعلا ذاهبون للزيارة وليس بغرض تجاوز تأشيراتهم والبقاء في الولايات المتحدة.

وبين بوسا أن مكتب التأشيرات الأميركي، مثل كل مكتب قنصلي في العالم، يعمل وفق فرضية أن كل شخص يتقدم للحصول على تأشيرة يرغب في البقاء في الولايات المتحدة، وهو ما يسمونه بالراغب في الهجرة، موضحا أن وظيفة المتقدمين للحصول على التأشيرة هي إقناع موظف القنصلية أنهم لا يريدون البقاء في الولايات المتحدة، وأن لديهم أشياء كثيرة في بلدهم الأم تبقيهم مرتبطين بها، كالعمل أو العائلة أو الوضع الاقتصادي أو أيا كانت هذه الأسباب.

وشدد بوسا على أن السبب الرئيسي الذي يجعل سفارة بلاده في الرياض تقوم بمقابلات لتعرف على مدى توافر الرغبة لدى المسافر للولايات المتحدة بالعودة إلى بلاده بعد انتهاء مدة إقامته هناك، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الكثير من السعوديين ليس لديهم تلك الرغبة في الهجرة من بلادهم، مرجعا السبب إلى كون السعودية بلدا جيدا، وأن السعوديين معروفون بأنهم يزورون الولايات المتحدة لفترات تطول أو تقصر لكنهم في النهاية معروفون بعودتهم إلى بلدهم.

ويضيف بوسا: «نحن نرحب بالزوار السعوديين ولدينا عدد كبير منهم يأتون للدراسة، ولدينا أعداد كبيرة تذهب لزيارة عائلاتها، وهذا رائع، وكثيرون يذهبون للسياحة وأعداد كبيرة من المسؤولين المدنيين والعسكريين الذين يذهبون للتدريب، فبلدنا على علاقة متميزة وعالية المستوى مع المملكة، وهناك أيضا كثيرون يذهبون لتلقي العلاج في قطاعنا الصحي».

من جانبه يضيف كايزر، القنصل العام بالسفارة الأميركية في الرياض، بالقول: «إن الهدف من المقابلة هو أن يُظهر المتقدمون أنهم عازمون على العودة إلى السعودية بعد رحلتهم، وأنهم قادرون على تمويل رحلتهم، وأنهم سيلتزمون بالقوانين الأميركية إجمالا عندما يكونون هناك».

واعتبر كايزر أن تلك المتطلبات ليست بالمتطلبات السهلة، موضحا أنه يجب التحدث إلى كل متقدم بطلب للحصول على «فيزا» لزيارة أميركا.

وبين كايزر أن ما يقرب من نصف الزوار يذهبون إلى أميركا من أجل السياحة ولأسباب تجارية، وما يتجاوز الـ20 في المائة للدراسة وما يقارب الـ5 في المائة كدبلوماسيين أو كمتدربين عسكريين يذهبون للتدرب مع الجيش الأميركي، موضحا أن هذه هي الفئات الأكبر من زوار الولايات المتحدة من المواطنين السعوديين حاليا.

وأكد كايزر أن السفر إلى الولايات المتحدة يقدم للسعوديين تجربة حقيقية للتعرف على أميركا بخلاف ما هو في التلفزيون والأفلام، مؤكدا أن تلك التجربة تتيح لهم رؤية أميركا مباشرة بأعينهم ليحتكوا بالأميركيين وليتحدثوا إليهم ويروا ما هي الحياة التقليدية لأميركا.

معتبرا أن ذلك من دواعي سروره، وأنه يرى هذه الأعداد المهتمة بزيارة بلده لأسباب مهنية أو لأسباب شخصية، مشيرا إلى ترحيب بلاده بزائريها.

وعن مدى تقديم السفارة الأميركية لأي معاملة تقضيلية للسعوديين للحصول على التأشيرات أكد روبن بوسا، رئيس قسم تأشيرات غير الهجرة بالسفارة الأميركية في الرياض، أن الإدارة الأميركية، وليست السفارة الأميركية في الرياض فقط، من تعطي للمتقدمين بطلب تأشيرات لأغراض الدراسة من كافة أنحاء العالم اهتماما كبيرا، مؤكدا أن طلاب «برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» وكافة الطلاب من السعودية ممن يدرسون في الولايات المتحدة في الأعوام الماضية تم تخصيص أيام لهم.

وبين بوسا أن طلاب «برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» خصص لهم أيام بعينها للتقدم بطلبات للحصول على التأشيرات، موضحا أنه تم تخصيص 5 أيام ما بين ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) للمتقدمين ولمحارمهم.

معتبرا أن كافة الطلاب السعوديين وليس طلاب «برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» فقط يحظون برعاية خاصة من قبل سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الرياض، مشيرا إلى ربط الأيام المخصصة لأولئك الطلاب بحلقات تحضيرية ليتم الشرح للطلاب ما هي عليه حياة الطلاب في الولايات المتحدة وبشكل أكثر أهمية عن الإجراءات والقوانين.

وأكد بوسا قيام السفارة وقنصلياتها في البلاد بتقديم شرح خاص على الموقع وبشكل شخصي عن القواعد التي على «المحارم» الالتزام بها، ولمح إلى أنهم لا يقدمون «تأشيرة محرم» بصورة محددة، بل يتم منح المحرم تأشيرة سياحة.

من جانبه يؤكد كايزر، القنصل العام، أن سفارة الولايات المتحدة في الرياض تعمد إلى معاملة الناس بمساواة، بغض النظر عما إذا كان كبيرا أو صغيرا أو غنيا أو فقيرا، مؤكدا تعامل موظفي السفارة باحترام مع كافة المراجعين لها.

وكشف كايزر على وجود نظام خاص لحالات الطوارئ، مشيرا إلى إعطاء الأولوية القصوى للراغبين في السفر لأغراض علاجية وطبية وللطلاب، بالإضافة إلى من لديهم مشكلات تتعلق بالأعمال ولا يستطيعون تجاوزها.

وأوضح كايزر أن الشخص الذي يرغب في الحصول على «فيزا مستعجلة» يمكنه التقدم عبر موقع السفارة على الإنترنت بطلب موعد مقابلة مستعجل موضحا أسبابه، ويؤكد كايزر أن التجاوب يتم بشكل عاجل مع تلك الطلبات، حيث يتم التعامل معها في اليوم التالي من التبليغ عبر الإنترنت.

ويشير كايزر إلى أن ما نسبته 98 في المائة من الحالات الطارئة يتم النظر في شؤونها بشكل عاجل، مشيرا إلى أن إجراءاتها في العادة تتم في غضون يوم أو يومين.

بينما اعتبر كايزر الحالات الوحيدة لرفض الطلبات الطارئة هي في حال عدم وجود أسباب طارئة حقيقية لهذا الطلب، مشيرا إلى أنهم يعملون في السفارة على جعل هذه المدة أقصر قدر المستطاع.

ويضيف كايزر: «لو قارنت هذا بما كان عليه الوضع في بداية 2010 حيث كنت تنتظر لإجراء موعد قرابة الـ4 أشهر، أما الآن فقد عملنا على تقليص هذه المدة إلى أسبوعين».

وبين كايزر أنه تم إضافة عدد من الموظفين الجدد، بالإضافة إلى تغيير طريقة وإجراءات الحصول على تأشيرات السفر للولايات المتحدة، مؤكدا في الوقت ذاته عدم تغيير القوانين التي يتم العمل وفقها في سفارة بلاده في السعودية، مما جعلهم يخفضون هذه المدة من قرابة 4 أشهر إلى نحو أسبوعين.

ويضيف بوسا: «إضافة إلى تقليل فترة الانتظار بشكل كبير، قمنا بتقصير فترة وجود المتقدمين هنا داخل السفارة في يوم المقابلة المختار إلى ساعة أو ساعتين فقط».

وحول مدى العلاقة بين السفارة والجهات الأمنية في السعودية.. وهل هناك تنسيق أمني متعلق بالممنوعين من السفر في السعودية؟ يؤكد كايزر عدم حصولهم على أي معلومات من الجهات الأمنية السعودية، معتبرا أنهم في حال منحهم تأشيرة سفر لمن يتقدم لديهم فهم يعتمدون على ما يتوافر لهم من معلومات يحصلون عليها من المتقدم في المقابلة، بالإضافة إلى ما يتوافر لديهم في قاعدة البيانات الخاصة بالسفارة الأميركية.

وأشار كايزر إلى أن قاعدة البيانات تعتمد على سجل للأشخاص ممن تمت لهم زيارة الولايات المتحدة في الماضي، وفي حال كون أحد أولئك الأشخاص قد وقع في مشكلة مع الشرطة وتم اعتقاله، سيتم سؤاله عن تلك الحادثة والمعلومات المتعلقة بها فقط.

وشدد كايزر على عدم حصولهم على أي معلومات من الوزارات في الجانب السعودي، مؤكدا أن ما يهمه كمسؤول قنصلي أميركي هو قانون الهجرة والتأشيرات الأميركي، ولمح إلى أن المعلومات التي يحصل عليها بحسب وظيفته تعتمد على مصادره الخاصة وليست من مصادر سعودية.

وقال إنه يبحث عن مدى ملاءمة الشخص المتقدم للحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة الأميركية دون النظر إلى وجود مشكلة لذلك الشخص مع حكومة بلاده، موضحا أنه لديهم علاقات وثيقة جدا مع الحكومة السعودية، وبخاصة بالنسبة للقضايا الأمنية وغيرها، لكنه يستدرك بالقول: «في الواقع قسمنا القنصلي مستقل ويعمل وفق قانوننا، ونحن مهتمون جدا بالأمن، ونريد أن نكون متأكدين من أن الأشخاص القادمين إلى الولايات المتحدة لا ينوون القيام بأي أعمال مؤذية للولايات المتحدة، أو لزوارها».

وبين أن الحديث مع المتقدمين للحصول على تأشيرات سفر للولايات المتحدة يأتي في إطار التأكد من عدم توافر نيات للقيام بأعمال مؤذية، موضحا أنه من النادر جدا أن يكون لديهم قلق حقيقي حول الأمن.

ويؤكد كايزر بالقول: «إن ما يهمنا على الدوام الاهتمام بحماية حدودنا»، ويضيف: «ولكن ليس أحد شروطنا أن تقدم لنا وزارات الدولة المضيفة معلومات بمدى ملاءمة أحدهم للسفر إلى الولايات المتحدة، هذا أمر نقوم به بأنفسنا».

وأضاف كايزر أن سجلات التأشيرات الخاصة بالسفارة الأميركية في الرياض محمية بسياسة صارمة بالقانون الأميركي، وعليه فلا نتشارك بأي من معلوماتنا مع أي وزارة سعودية تحت أي ظروف. وأكثر من ذلك لا نتسلم أي معلومات من الوزارات السعودية عند إصدارنا التأشيرات، فهذه السجلات محمية، بحسب كلامه.

وحول الإيجابيات والسلبيات التي يلحظونها في السفارة من السعوديين أثناء تعبئة الاستمارات، كنقصان المعلومات، أو صعوبة التواصل من ناحية ضعف اللغة الإنجليزية، واختلاف الثقافات.. إلخ يؤكد روبن بوسا، رئيس قسم تأشيرات غير الهجرة بالسفارة الأميركية في الرياض، أن موظفيهم يتحدثون إلى المتقدمين بطلب التأشيرات كل يوم، وهم يرون أين تكمن المشكلات وكيف يمكن تجاوزها، معتبرا أن مشكلة اللغة ليست قضية، كون أغلب الموظفين يتحدثون العربية، مشيرا إلى أنه في حالات قليلة قد يضطرون إلى استدعاء مترجم، ولمح إلى أن الكثير من السعوديين يتحدثون إنجليزية رائعة، لذلك يستطيع الموظفون القيام بالمقابلات باللغة الإنجليزية.

واعتبر بوسا أن هناك أحيانا مشكلات من نوع الاختلافات الثقافية بين الشعبين، وهي مشكلات تؤدي إلى صعوبات في التواصل بين السعوديين والأميركيين، ويضيف: «أن السعوديين والأميركيين لديهم طرق مختلفة في التواصل، ونحن نصل إلى ما نريد بشكل مختلف، وهذا من أكثر الجوانب الممتعة في عملنا، أن تكون في شباك التأشيرات فأنت على نافذة تطل منها على المجتمع، ومنها نرى عدة جوانب من الثقافة السعودية».

وأشار بوسا إلى ملاحظة لاحظها من خلال عمله في قسم التأشيرات وهي اعتماد الكثير من السعوديين على مكاتب السفريات أو أطراف ثالثة لتعبئة طلبات «الفيزا»، مضيفا أن ذلك يؤدي إلى تأخر معاملة الحصول على تأشيرة في موعدها المحدد، وارجع بوسا السبب إلى أنه لا يوجد من يعرف حياتك أكثر من نفسك، وعندما يقوم شخص آخر أو مكتب سفريات بتعبئة استمارة التأشيرة، فإنهم يقومون بذلك لأنه طلب منهم ذلك وبمقابل مالي كبير، وهم في العادة يقدمون معلومات غير صحيحة أو غير دقيقة عن مقدم الطلب الأصلي.

وكشف بوسا عن أن هناك اختلافات بين الذكور والإناث من المتقدمين للسفارة الأميركية، موضحا أن الإناث المتقدمات هن أكثر استعدادا من الذكور بالنسبة لتحضير المستندات والوثائق، ولا يعتبر ذلك انتقادا للذكور هنا، ولكن هذا ما يلاحظه إجمالا.

وبشأن شكوى بعض السعوديين من الإجراءات المتشددة في المطارات الأميركية، التي تبلغ في بعض الأحيان حد التحقيق والتفتيش الانفرادي والإيقاف لمدة ساعات من دون تهمة معينة، والتساؤل عن حق أولئك الأشخاص بعدم التحدث إلا بحضور محام أو إبلاغ سفارة بلادهم في الولايات المتحدة، وذلك ما ينص عليه القانون الأميركي، وعن مدى الدور الذي يمكن للسفارة الأميركية في السعودية أن تلعبه في الحد من تلك الظاهرة أم أن دورها ينتهي بمنح التأشيرات فقط، بالإضافة إلى وضع السعودية ضمن قائمة ضمت 10 دول يخضع مواطنوها لإجراءات تفتيش مشددة في المطارات والمنافذ الأميركية على خلفية أحداث إرهابية كقضية عمر الفاروق المتهم بمحاولة تفجير إحدى الطائرات المدنية في أميركا مؤخرا.. يؤكد بوسا على وجود مثل تلك الحالات تحصل للسعوديين، ولكنه يؤكد في الوقت ذاته أنها ليست فقط للسعوديين بل لأشخاص من كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه يتم أحيانا إيقاف أشخاص بشكل أطول مما ينبغي على الحدود، وهذا عادة بسبب شيء ما حولهم يحتاج إلى مزيد من الإيضاح.

وبين بوسا أنه من حق الأشخاص الموقوفين في تلك المنافذ إجراء اتصال هاتفي، في الوقت الذي يقف فيه موظفو الحدود عادة في الانتظار على مسافة 200 متر تقريبا في غرفة الانتظار.

ولمح بوسا إلى أن أي شخص يواجه مشكلة حقيقية دائما يعطى فرصة الاتصال بمستشار من السفارة السعودية، ولكنه يؤكد أنه في أغلب الحالات يقومون برفض ذلك، مشيرا إلى حاجة البعض منهم إلى وقت أطول للتأكد من شخصياتهم الحقيقية، مؤكدا أن الكثير من تلك المشكلات يحل في نهاية المطاف عادة.

من جانبه أكد كايزر أن منح التأشيرة يعني في الحقيقة أن صاحبها له الحق في الذهاب إلى الحدود وطلب الدخول، ويضيف قائلا: «وعندما يرى الموظفون هذا الإذن سيقولون حسنا. فعندما تذهب إلى المطار في نيويورك سيتي أو واشنطن العاصمة أو سان فرانسيسكو، تترجل، تذهب إلى مكتب الهجرة بجوازك وبالتأشيرة»، مضيفا: «الناس الذين يتحدثون إليك الآن هم يتبعون لوكالة أخرى مهمتهم أمننا. وسيقررون الآن ما إذا كانوا سيسمحون لك بالدخول. وغالبا في كل الحالات يسمح لك بالدخول. في بعض الحالات ستكون لديهم أسئلة وسيريدون منك إجابات عن هذه الأسئلة. فسيطلبون منك الوقوف جانبا والانتظار والإجابة عن أسئلة. ربما يستغرق ذلك نصف الساعة وربما 3 ساعات، هذا قد يحصل للأسف. قد يكونون طبيعيين وقد تختلط عليهم الأمور فيتوترون. وللأسف فإن هذا قد يولد ضغطا على المسافر وقد يعطي صورة سيئة عن الولايات المتحدة».

وأشار كايزر إلى أنه «بالنسبة لهم فإنهم يأخذون عملهم على محمل الجد. إنهم لا يريدون لمن لا يجب أن يكون داخل الولايات المتحدة بأن يكون داخلها، وما زلنا نود أن نقوم بعملنا بأفضل شكل ممكن»، مشيرا إلى أنه يتحدث إلى موظفين من مكتب الأمن يوميا حول هذه القضايا وهم يحاولون يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر أن يطوروا من كيفية عملهم بحيث يكون انطباع المسافر مريحا قدر المستطاع.

بينما يضيف بوسا: «عمل موظف مكتب الهجرة ليس مسؤوليتنا. هو يقرر أن يسمح لك بالدخول ومدة مكوثك. في العادة بالنسبة للمسافر السعودي لأغراض السياحة تكون المدة 5 سنوات متعددة السفرات. تستطيع العودة مرات كثيرة».

بينما يرى القنصل كايزر أنه، وفي أحيان أخرى، يتم تقرير 3 أشهر وفي مرات كثيرة تقرر 6 أشهر، معتبرا أن مدة الـ6 أشهر هي أمر شائع، ويلمح إلى أنه بالنسبة للطلاب، يخبرهم الطالب بأنه سيدرس لمدة سنة أو 4 سنوات، ويضيف: «ما دام الطالب يدرس كطالب فسيسمح له بالدخول، والبقاء لسنة أو لسنتين أو 3 سنوات».

ولمح كايزر إلى أن الطالب يحصل على تأشيرة متعددة السفرات، تصل في العادة إلى 5 سنوات، مؤكدا أن المفتشين في الحدود هم من يقررون المدة التي يستطيع الطالب مكوثها.

ويشدد بوسا من جانبه على أن لكل دولة نظام هجرة يخصها، مشيرا إلى أنه في كل دولة يحتاج بعض الأشخاص إلى وقت أطول للمرور بالنظام، ولمح إلى أن «نظام المقابلات تقوم به كثير من الدول. ولكن لا يوجد لدينا نظام متابعة، وهذا هو السبب الذي يجعل موظفي مكتب الهجرة يقومون باتخاذ قرارات رسمية في وقت قصير حول مدة بقائك في الولايات المتحدة، لأنه بمجرد وجودك داخل الولايات المتحدة لا يوجد لدينا أشخاص يقومون بتفتيشك كما هو الحال في بعض الدول، حيث يتوجب عليك الذهاب إلى مكتب محلي لتوقع بحضورك».

وأشار إلى أن المسافر له الحق وكامل الحرية في البقاء ما دام هناك إذن له بالبقاء، ويتوقع من ذلك الشخص المغادرة عندما ينتهي الوقت المتاح له.

وبشأن النصائح التي يقدمها المكتب القنصلي الأميركي للسعوديين لضمان حصولهم على التأشيرات بأسرع وقت ممكن، يشير بوسا إلى أهمية التخطيط الجيد قبل السفر، وفي حال اتخذت قرارا فجائيا بالسفر إلى الولايات المتحدة، يؤكد بوسا ضرورة التقدم بطلب بشكل سريع وفي أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه في حال عدم احتياج الشخص إلى وقت أقل للحصول على التأشيرة فلن يضره الانتظار، بعكس من هو في حاجة إلى وقت أقصر للحصول على التأشيرة.

من جانبه يشير كايزر إلى ضرورة قراءة الاستمارة وفهمها بشكل جيد، وأن يتحدث الشخص إلى موظفي السفارة بشكل طبيعي ودون توتر، مؤكدا أن ما يريدونه في السفارة أثناء المقابلة هو محادثة طبيعية.

أما بوسا فيؤكد بالقول: «ما نبحث عنه فعلا هو التعاون.. هل ما يقوله هذا الشخص منطقي أم لا.. نحن لا نريد أن نتدخل في خصوصياتك، فقط نريد أن نتأكد.. وإذا كان هذا منطقيا فلا بأس وليحصل على تأشيرته وأهلا وسهلا به».