«التمن» يتوقف بالجنادرية بعد رحلة امتدت من جنوب العراق لـ«مزارع حائل»

الدلال والمداخن والنعناع والبهارات أبرز معروضات السوق الحائلية

TT

التمن العراقي يردد كثيرا في بيت حائل في مهرجان الجنادرية المقام حاليا، وكانت أكثر الأسئلة التي يلقيها الزوار على المرشد السياحي في البيت الحالي وكذلك على الباعة عن ماهية هذا الشيء، بعدما أثار فضولهم عرض البائع لكيس معلب مكتوب عليه التمن العراقي.

التمن العراقي هو أرز بسمتي ذو حبة صغيرة، وكان ينتج سابقا في مزارع جنوب العراق، وتجلبه العقيلات آنذاك قبل أكثر من 10 عقود، ويقبل عليه سكان المناطق الشمالية في السعودية.

ويؤكد هنا عبد العزيز محمد القاسم، بائع للتمن العراقي في سوق بيت حائل، أن جل الزوار يبادرون بالسؤال عن التمن العراقي، ويطرحون أسئلة كثيرة ومنها طرق استخدامه وتسميته وكيفية وأماكن إنتاجه، حيث يقضون وقتا طويلا في الاستفسار عنه. وأضاف القاسم أنهم اعتادوا في السوق على هذه الأسئلة، حيث باتت تتردد كثيرا في البيت.

وأوضح القاسم أن التمن كان ينتج ويستورد سابقا من جنوب العراق، خاصة المناطق القريبة من البصرة، وحاليا يزرع في محافظة بقعاء شرق منطقة حائل سنويا، وينتج بكميات كبيرة بعد حصده وتنظيفه وتعبئته قبل تسويقه في الأسواق المحلية، ويتم عرضه في المهرجانات والفعاليات السياحية سنويا.

وعن طرق زراعة التمن العراقي، يقول القاسم إنه يزرع على شكل شتلات في موقع طيني جامع للمياه، ولا تتسرب فيه بسرعة، يعرف بقاع هوبان بمحافظة بقعاء. وشدد القاسم على نجاح زراعته نظرا لجودة إنتاجه.

وأبان القاسم أن التمن العراقي يعد بطرق خاصة، حيث يحتاج لكميات من الماء تختلف عن طرق إعداد أنواع الأرز الأخرى، ومخصص لكبسة اللحم. وتجاوز زوار بيت حائل 50 ألف زائر خلال الأيام الماضية، وجاءت هذا الإقبال مدعوما بالأجواء المميزة التي تعيشها العاصمة الرياض خلال هذه الأيام.

ومن جهته، أشار يوسف الشغدلي، مشرف بيت حائل بمهرجان الجنادرية، إلى أن بيت حائل لهذا العام قام بعمل تحسينات وترتيبات لجذب الزوار وبما يتناسب معهم. وقال «عمدنا أن نجعل كل فعاليات البيت تواكب تطلعات الجمهور الذي يريد أن يكتشف كل شيء، فتم تخصيص مساحة لفرقة حائل للفنون الشعبية مقابل السوق، وتم كشف أجزاء عدة من البيت، وتم تغيير خيمة الضيافة بموقع آخر وسط أشجار النخيل وممرات المياه ليتيح الفرصة لزوارها الاستمتاع بمشاهد البيت الحائلي ونمطه المعماري الجاذب».

ويتميز بيت حائل كما ذكر الشغدلي بأنه روعي في بنائه جذب الزائر لاكتشافه، وأيضا يحوي أقساما عدة منها الليوان ومقطع لبيت القديم يحوي المصخن وغرفة «الشايب» وغرفة «البنات» وغرفة «العروس» و«المطبخ». ويضم البيت أيضا معرضا للصور الفوتوغرافية عن حائل وعرضا لفناني حائل التشكيليين، بالإضافة لمعرض للأسر المنتجة في مدينة جبه.

وقال الشغدلي «يحرص زوار البيت الحائلي على أن يكونوا موجودين بأقسام عدة، أبرزها السوق الشعبية التي تعرض منتجات حرفيي حائل، ومنها دلال القهوة العربية، ومداخن البخور، والأكلات الشعبية، ويفد للسوق زبائن موسميون يحرصون على شراء البهارات الحائلية والفلفل الأحمر المطحون والكليجاء الحائلية وشراء نعناع حائل ذائع الصيت».

ويختتم زوار بيت حائل جولتهم في الخيمة التي تميزها دلال القهوة وأباريق الشاي المرصوفة بجوار النار، ويتناول الزوار القهوة، وتُقدم لهم القهوة وشاي النعناع.

وبين الشغدلي أن بيت حائل يقدم خدمة الإرشاد السياحي هذا العام بعد أن قامت الهيئة العليا لسياحة والآثار ضمن مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في النسخة 26 لهذا العام 1432 بإطلاق خدمة الإرشاد السياحي في جميع أرجاء القرية التراثية، لتقديم المعلومات للزوار والشروحات عن المهرجان ومعروضاته الأثرية والثقافية، خاصة في بيوت المناطق المختلفة.

ومن مهام المرشدين السياحيين استقبال الزوار، وأخذهم في جولة على أجزاء البيت الحائلي، وتقديم المعلومات اللازمة لهم عن منطقة حائل ومقوماتها السياحية والأثرية والمهرجانات والفعاليات السياحية التي تقام في المنطقة سنويا.