سيدات ينتقدن إلزامهن بتسجيل اسم قائد المركبة عند شرائها.. والمرور يرد: الموضوع اختياري

مدير مرور جدة لـ«الشرق الأوسط»: يحق للسيدة تغيير اسم السائق دون رسوم

أكثر من 75 ألف سيارة تمتلكها سيدات في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

انتقدت سيدات سعوديات الإجراءات التي اتخذتها إدارة المرور، القاضية بتسجيل اسم قائد المركبة عند شرائها، وجاء رد إدارة المرور بأن الأمر غير إلزامي، مبينة أن الإجراء لمنع تسجيل المخالفات بأسماء نسائية، ولتسهيل الإجراءات عند تسديد المخالفات، منعا للغط الكبير الذي يحدث عند تسجيل مخالفة بأسماء نساء. وأوضحت نشوى طاهر، سيدة الأعمال، أنها تفاجأت عند إجراءات تسجيل سيارتها الجديدة بطلب من المرور لإضافة اسم السائق، مع العلم أن الاستمارة السابقة لسيارتها لم تتضمن نفس الإجراء، وهو ما اعترضت عليه طاهر، وتساءلت «عند سفر السائق ما هو الإجراء المتبع؟ هل أستبدل باستمارتي استمارة جديدة، وبرسوم إضافية؟»، معتبرة أن الإجراء يجر إجحافا بحق المرأة، ومنعها من التملك الذي لم يمنعها منه الدين الإسلامي.

وهنا رد العميد محمد بن حسن القحطاني، مدير عام المرور بمحافظة جدة، بأن إضافة اسم قائد المركبة في استمارات السيارات التي تمتلكها سيدات ليس إلزاميا، وأنه إجرائي، حتى لا تسجل المخالفة باسم السيدة، وإشغالها بأمور أخرى، وليتم تسجيل المخالفة على السائق مباشرة.

وعن تغيير اسم السائق في حال سفره، وما إذا كان ذلك يتطلب تغيير الاستمارة، قال العميد القحطاني «تقوم السيدة بتغير اسم السائق فقط، ودون رسوم، ومن حقها أن تطلب تغيير الاسم من إدارة المرور».

وكانت دراسة متخصصة قد قدرت معدل ملكية السيارات في السعودية بنحو 349 سيارة لكل 1000 شخص، وقالت: «إن معدل المرور اليومي في الاتجاهين على مقاطع معينة من الطرق السريعة بمحافظة جدة وحدها يصل إلى 25 ألف عربة في اليوم، كما يبلغ في مقاطع شريانية رئيسية معينة 137 ألف عربة في اليوم».

وزارة النقل وأمانة جدة أعلنتا عن البدء فعليا في دراسة مع إحدى الشركات المتخصصة للوضع المستقبلي للنقل في محافظة جدة، وذلك بعد أن كشفت دراسة متخصصة عن أن مشكلة النقل والمرور ستظهر بشكل أكبر في مدينة جدة عن غيرها من مدن المملكة خلال الفترة المقبلة، بسبب غياب وسائل النقل العام، وزيادة معدل التملك للمركبات.

وأوضح المهندس علي سميط، وكيل أمين جدة للتعمير، أنه يوجد أكثر من مليون مركبة عاملة على الطريق، وأكثر من 6 ملايين رحلة يقطعها السكان يوميا، ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 10 ملايين رحلة في غضون الأعوام العشرة المقبلة. وأضاف سميط: «تتمثل مشكلات النقل في جدة في تزايد عدد السكان، فضلا عن تباعد مناطق العمل عن مناطق السكن، واستخدام المركبات بمعدلات عالية، حيث توجد 299 سيارة خاصة لكل 1000 فرد، في حين أنها في الرياض لا تتعدى 233 سيارة لكل 1000 فرد». وقال: «أدى الاختلال الحالي بين تنامي الطلب على النقل ومحدودية خيارات النقل البديلة إلى بيئة يسيطر عليها التنقل بالسيارة. ويقدر في الوقت الحاضر أن ما يقرب من 86 في المائة من جميع الرحلات داخل مدينة جدة يتم بواسطة سيارات، خاصة أن 10 في المائة أخرى تتم بواسطة سيارات الأجرة ويمكن ملاحظة نتائج ذلك بوضوح في الازدحام المروري الذي تعانيه المدينة».

وكانت «أرامكو» السعودية قد أوردت في إحصائية لديها أن عدد المركبات المسجلة بأسماء سعوديات حسب نوع التسجيل هو 8351 لوحة رقمية، و75070 خصوصي، و3804 نقل عام، و27617 نقل خاص، و128 حافلة صغيرة عامة، و2740 حافلة صغيرة خاصة، و1698 أجرة، و207 معدات ثقيلة، و618 تصدير، و101 دراجة نارية، مبينة أن امرأة سعودية تمتلك وحدها 630 سيارة.

وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة التخطيط والاقتصاد أظهرت نتائج المسح أن عدد الأسر السعودية يبلغ 2.9 مليون أسرة، منها 2.51 مليون أسرة تمتلك سيارة على الأقل، ويمثلون ما نسبته 86.15 في المائة من إجمالي عدد الأسر السعودية، بواقع 59.54 في المائة تمتلك سيارة واحدة فقط. وبين المسح أن 25.17 في المائة تمتلك سيارتين، أما الأسر التي تمتلك 3 سيارات فأكثر فتقدر بـ15.29 في المائة.. الأمر الذي يثبت أن هناك أكثر من 400 ألف أسرة لا تمتلك وسيلة نقل خاصة.