حضر جناح المدينة المنورة في قرية الجنادرية مستهدفا حواس الزوار الخمس، عارضا محصلة تلاقح الثقافات التي مرت بالمنطقة في حلة تميز بها بيت المدينة، وذلك بمشاركة 364 شخصا جاءوا ضمن الوفد المديني.
زائر الجناح المديني، يلحظ الثراء والتنوع في الجوانب التراثية والثقافية في المدينة، وسر ذلك الذي لا يخفى على أحد، هو أن هذه المدينة المنورة مدينة عالمية، لأن كثيرا من الناس وفدوا إليها في فترات زمنية متلاحقة ومن أنحاء مختلفة، نظرا لاحتوائها على الحرم النبوي الشريف، الأمر الذي ولد مزيجا مميزا من الثقافات والأنماط الاجتماعية المختلفة.
«البيت المديني»، كان أول أجنحة المناطق إنشاء في قرية الجنادرية التراثية، الأمر الذي منح القائمين عليه الخبرة الكافية للتعامل مع الزوار واستقطابهم في مهرجان الجنادرية الثقافي والتراثي، وذلك عبر حضور المعروضات والعروض المختلفة بصيغها المختلفة.
وذكر علي العمري، المشرف العام على جناح المدينة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجناح كان مشبعا لحواس الزوار الخمس، حيث قدم المدى البصري في الأنماط المعمارية القديمة في المدينة، إلى جانب إشباع الجانب السمعي عبر ألوان الفولكلور الشعبي التي تعكس الألوان الفنية الشعبية التي تقدمها فرق شعبية من مختلف محافظات المدينة المنورة.
الروائح العطرية التي اشتهرت بها منطقة المدينة المنورة منذ القدم، كانت حاضرة في جناح المنطقة مما أعطى عبقا عطريا بديعا يمتع أنوف الزوار، تختلط معها روائح المطبخ المديني، التي يتهافت عليها الزوار، لما تعرضه من تنوع في المأكولات، وتميز في المذاق.
مطبخ المدينة، وفقا للعمري، يكاد يكون عالميا لما يحويه من ثراء متعدد، جاء نتيجة تلاقح ثقافات مختلفة، تهافتت إلى المدينة المنورة لاحتوائها على الحرم النبوي الشريف، ودليل هذا الثراء، أن كثيرا من المأكولات لا تظهر إلا في مناسبات معينة، كشهر رمضان أو الأعياد، وتحجب بقية العام.
وذكر مشرف الجناح، أن البرنامج الرئيسي الذي يرتكز عليه «البيت المديني» في أي مشاركة له في «الجنادرية»، هو البرنامج الثقافي، حيث تطرق البرنامج الثقافي لهذا العام إلى المستشرقين وأعمالهم التي تناولت المدينة المنورة عبر التاريخ، وذلك بمشاركة جامعة طيبة بالمدينة المنورة. ويقدم جناح المدينة المنورة، الأنماط الاجتماعية السائدة عن «البيت المديني»، والحياة الأسرية والاجتماعية، وتقدم الألوان الفولكلورية عبر فرق من مختلف محافظات المنطقة.
جناح المدينة المنورة، تميز عن بقية أجنحة المناطق كافة، بأنه الوحيد الذي يستعرض مكنوناته ويطرحها أمام الزوار في الفترة الصباحية، في حين تعمل معظم الأجنحة، لا سيما أجنحة المناطق، بشكل كامل في الفترة المسائية، ويبرر مشرف الجناح، علي العمري، هذا الأمر باستهداف زيارات طلاب المدارس، حيث تستقبل قرية الجنادرية كل صباح عددا من الزيارات المدرسية التي تنظمها الكثير من مدارس العاصمة الرياض، ويشير العمري إلى أن هؤلاء الطلاب، هم جزء مهم من رسالة «البيت المديني» الثقافية، التي لأجلها تم إنشاء هذا الجناح في قرية الجنادرية.