السفير البريطاني: لدينا 16ألف مبتعث سعودي

تحذيرات من التسابق للدخول في تصنيف الجامعات

TT

أفصح سفير بريطانيا المعتمد لدى السعودية، عن أن عدد الدارسين السعوديين في بلاده وصل إلى 16 ألف مبتعث، مؤملا أن تشهد أعدادهم زيادة مطردة خلال الأعوام المقبلة.

وجاء إفصاح المسؤول الأول عن البعثة البريطانية العاملة في السعودية عن هذه المعلومة، في أعقاب مشاركة بريطانيا في مؤتمر التعليم العالي، الذي أسدل الستار عنه في الرياض يوم أمس.

وكشف السفير البريطاني لدى السعودية السير توم فيليبس أن عدد الجامعات البريطانية المشاركة في المعرض بلغ 62 جامعة، مشيرا إلى أنها تمثل أكبر مشاركة للجامعات الأجنبية في المعرض. وأضاف السفير البريطاني أن هذه المشاركة مهمة بالنسبة للحكومة البريطانية، مشيرا إلى أن المجلس الثقافي البريطاني يشارك في المعرض، وبين أن سفارة بلاده خصصت قسما للتأشيرات للطلاب السعوديين بهدف تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات لهم للذهاب إلى المملكة المتحدة. وأكد السفير البريطاني لدى السعودية على أهمية السعودية، مؤكدا على سعي جامعات بلاده للوجود في المعرض الدولي للتعليم العالي بالرياض في جميع دوراته القادمة. يشار إلى أن معرض التعليم العالي في دورته الثانية لهذا العام 2011 شهد مناقشة ما يزيد على 16 ورقة عمل وشارك فيه 16 من خبراء وقيادات التعليم العالي العالميين، بالإضافة إلى اثنين من قيادات التعليم العالي في السعودية كما شملت فعاليات المعرض 34 ورشة عمل تضمنت قضايا ومشكلات تتعلق بالتعليم العالي محليا وعالميا. واختتم المؤتمر الدولي للتعليم العالي، أعماله على وقع تحذيرات باوان اكروال منسق المبادرات الجديدة في جامعة الهند، والذي انتقد من جانبه ما سماه «سعي عدد من الجامعات - مدفوعا بتصنيف الجامعات - لمحاكاة نموذج الجامعات البحثية»، واصفا ذلك بالاتجاه خطير الذي لا يناسب رسالة جامعات التعليم العالي العامة والمحتاجة لمؤسسات تحمل رسالات مختلفة وتخدم مجموعة متنوعة من الطلاب والمستفيدين من التعليم العالي.

من جانبه أوضح الدكتور سالم المالك المشرف العام على المؤتمر الدولي أن المؤتمر ناقش عددا من المحاور المهمة من بينها «التعليم العالي في الاقتصاد المعرفي» و«التنافس العالمي في التعليم العالي» و«الاستراتيجيات والهيكلة في مؤسسات التعليم العالي» وعلى صعيد ذي صلة عقدت جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية ورش عمل إرشادية لطلاب المرحلة الثانوية ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي الثاني للتعليم العالي وذلك بهدف مساعدتهم على اختيار التخصص الجامعي الذي يتناسب مع سماتهم الشخصية وتطلعاتهم إلى مستقبلهم الوظيفي ومسارهم المهني. وعن أهمية هذه الورشة، يقول الدكتور إبراهيم البعيز المشرف على الإدارة العامة للعلاقات الجامعية والإعلام بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، إن اختيار التخصص الجامعي من أهم القرارات التي تواجه طالب المرحلة الثانوية، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 65 في المائة من طلاب الثانوية يواجهون صعوبة تحديد واختيار التخصص للمرحلة الجامعية، وذلك لنقص مهارة التفكير المنطقي والأسلوب الأمثل لاتخاذ مثل هذا القرار الهام. وبين البعيز أن العديد من الطلاب يقعون ضحية سهلة لضغوط اجتماعية سواء من الأسرة أو من الأصدقاء والزملاء في اختياراتهم.

ولمح البعيز إلى أن نتائج عشوائية القرار تبلغ أكثر من 50 في المائة لدى طلاب السنة الأولى في الجامعة، مشيرا إلى قيام العديد منهم بالتحويل والانتقال لتدارك الفشل في الدراسة الجامعية. ويضيف: «وهذه لا تمثل فقط خسارة في وقت الطالب بل هي في المقام الأول هدر في الموارد التعليمية، وقد تمثل ذلك في نسبة كبيرة من الطلاب يمضون مدة قد تصل إلى ست سنوات في الدراسية الجامعية، جراء الانتقال والتحويل بين التخصصات».

وشملت النقاشات التي رافقت مؤتمر ومعرض التعليم العالي، محور توحيد الجهود لمواجهة تغيير المناخ، والطاقة، والأمراض المعدية، والفقر، حيث طالبت سليست تشنك مديرة الجامعة الأميركية بباريس، المؤسسات التعليمية بالنظر بعين الاعتبار إلى القيم والممارسات والشراكات والتفكير الإبداعي والبحث العلمي كجزء بالغ الأهمية من رسالتها التي يفترض أن تعود على المجتمع الذي تنتمي إليه بالنفع الكبير، مطالبة بتوحيد الجهود تجاه العديد من القضايا الملحة، كتغيير المناخ، والطاقة، والأمراض المعدية، والفقر.

وأشارت تشنك إلى وجوب النظر لمسألة التعليم كأساس للتنمية المستدامة - اجتماعيا، واقتصاديا، وبيئيا - وكجزء أصيل من المسؤولية الاجتماعية لأي نظام جامعة عالمية في القرن الحادي والعشرين.

واعتبرت تشنك أن القضية الوحيدة المعاصرة التي تجمع بين الجميع في وعاء واحد، هي تلك الأمور المتعلقة بالبيئة، كما راهنت على أن مجتمع مؤسسات التعليم العالي العالمي المرتبط بفاعلية بالتقنيات المتطورة، يمكنه أن يرسي أساسا قويا لمستقبل مستدام من خلال تبادل المناهج، وبناء شراكات وتعاون في المجالات البحثية، وإظهار للقيادة الإدارية المتميزة.