أمين رابطة العالم الإسلامي: ملتقى خطاطي المصحف يكرس لتحسين أشكال الحروف العربية

الملتقى يواصل عروضه في المدينة المنورة حتى مطلع الشهر المقبل

جانب من فعاليات ملتقى خطاطي المصحف الشريف («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي تنتظم فيه بالمدينة المنورة فعاليات ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف في العالم، اعتبر الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، عضو هيئة كبار العلماء، الملتقى أحد المناشط العلمية والفنية التي يضطلع بها المجمع في خدمة كتاب الله تعالى، بمشاركة كتبة المصحف الشريف لتبادل الآراء وعرض التجارب في تحسين أشكال الحروف التي يخطونها وإبراز جماليات تركيبها وتحقيق ما يسميه أهل الفن بالنسب الفاضلة، وما يرونه من محاولة التوفيق بين معاييرها.

وأبرز الدكتور التركي بمناسبة إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كتابا وثائقيا أحصى كتبة المصحف الشريف في مختلف أنحاء العالم، ورصد المشاركين في الملتقى اهتمام المملكة بالمجمع، وتوفير كل ما يحتاج إليه، مؤكدا أن المجمع يعد فخرا للمملكة وللأمة قاطبة، حيث يعد أكبر مطبعة للمصحف الشريف، معتمدا على أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم، إلى جانب ما يقوم به من التسجيل الصوتي للقرآن الكريم بمختلف الروايات وترجمة معاني القرآن الكريم إلى أكثر من 40 لغة، والعناية بعلوم القرآن الكريم وبالسنة والسيرة النبوية وبالبحوث والدراسات الإسلامية.

عبد الله القاضي، أحد المهتمين بالخطوط العربية، والذي يزور الملتقى، قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الملتقى يساعد المسلمين بشكل عام على تنمية مهارة الخطاطين واستقطاب المبتدئين الهاوين في الخط وزخرفته لينخرطوا في هذا العالم الذي يدخل البهجة والسرور في النفوس، مشيرا إلى أنه لا بد من زرع مثل هذه المواهب لدى صغار السن كي لا تندثر.

وأضاف أنه مع تطور التكنولوجيا ودخول الكومبيوتر عزف كثير من المهتمين بالخط، وخاصة المبتدئين عن تطوير مهاراتهم في الخط، الذي أصبح متاحا عبر الكومبيوتر دون عناء، فالكومبيوتر مغذى بجميع أنواع الخطوط وزخارفها، مما جعل حتى غير المهتمين يدخلون في السباق الجمالي للخطوط الإلكترونية.

وأوضح أن على المهتمين المحافظة على هذا الفن عمل دورات تدريبية وملتقيات ونشر مهارات الخط بين صفوف الطلاب وتكثيفها في المناهج، لا سيما أن هناك منهجا في تعليم الخط يدرس في الصفوف الأولى ولكنه يحتاج إلى تطوير.

وفي فعاليات الملتقى، قدم الدكتور خالد أرن، مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) محاضرة بعنوان «جهود مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) في خدمة المصحف الشريف».

وتناول عناية المركز بالقرآن الكريم من خلال إعداد عدد من الفهارس المهمة لترجمات معاني القرآن الكريم المطبوعة، والمخطوطة، والشفوية، ونشر الكثير من معاني ترجمات القرآن الكريم بلغات متعددة، ونشر عدد من النسخ التاريخية للمصحف الشريف مع دراسات علمية مقارنة، إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة، التي تصب في خدمة المصحف الشريف.

بينما ناقشت ندوة «الخط العربي بين الخطاطين والمبرمجين» فنون وقواعد الخطوط، وشارك فيها كل من الدكتور مصطفى جاد الحق، والدكتور عبد الله عبده فتيني، والمهندس نايف عبد الله الراجحي، وتاج السر حسن سيد أحمد، وأدار الندوة الدكتور أحمد أحمد الشامي.

وتناولت الندوة محورين، الأول بحث مواضيع «فن الخط العربي: قواعد وأصول»، و«تاريخ تطور الخط العربي»، و«القواعد والأصول التي تساعد على برمجة الخط العربي»، بينما بحث المحور الثاني مواضيع «نحو أتمتة كاملة للخط العربي»، و«أتمتة الخط العربي: الإنجازات والتحديات» و«برمجيات الخط العربي: المميزات والعيوب». كما تضمن البرنامج الثقافي المصاحب للملتقى عرضين، الأول للعارض عبد العزيز الميمون الذي قدم له الدكتور مصطفى عمر حلبي.

أما العرض الثاني فكان للخطاطة فاطمة بنت إبراهيم آغا أوغلو (فاطمة أوزجاي)، المختصة بفن التذهيب، والتي بينت أنها بدأت فن التذهيب سنة 1986، بإشراف من أخويها محمد وعثمان اللذين شجعاها على فنون الخط والتذهيب، كما أخذت عن فاطمة جيجك درمان. وقالت إنها قامت بتذهيب المصحف الذي كتبه أخوها محمد، وتذهيب الحلية الشريفة للشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وتذهيب الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وكانت المقدمة للعرض الدكتورة ميمونة فوتاوي.

يشار إلى أن الملتقى الذي بدأ أعماله في يوم 26 أبريل (نيسان) الحالي، سيختتم أعماله في الثاني من مايو (أيار) المقبل، بمشاركة 280 خطاطا وخطاطة ينتمون إلى 31 دولة عربية وإسلامية ودول أخرى من مختلف أرجاء المعمورة، بينما يبلغ عدد الجهات المشاركة 20 جهة رسمية، وعدد اللوحات 600 لوحة من روائع الخط والزخرفة.