عضو هيئة كبار العلماء: الناس ليسوا بحاجة للمواقع الإلكترونية المتخصصة بـ«الفتوى»

الشيخ صالح اللحيدان يدعو لعدم أخذها من البرامج الإذاعية.. قائلا: دين الله ليس بهذه السهولة

TT

قلل الشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، من شأن المواقع الإلكترونية المتخصصة في «الفتوى»، قائلا إن الناس ليسوا بحاجة لمثل هذه المواقع.

وسجل اللحيدان موقفه هذا إزاء المواقع الإلكترونية المتعلقة بالفتوى، خلال محاضرة ألقاها في العاصمة السعودية الرياض، حملت عنوان «الفتوى وأهميتها وأثرها في زمن الفتن».

ونبه عضو هيئة كبار العلماء، من أخذ الفتاوى والمسائل الدينية من البرامج الإذاعية، قائلا إن «دين الله ليس بهذه السهولة».

ورأى الشيخ صالح اللحيدان، ضرورة أن يشد السائل الرحال إلى بلاد العلم، في حال كانت القرية التي يقطن فيها لا يوجد بها علماء.

وقال: «إذا لم يكن في القرية أحد من أهل العلم فعلى من يريد الفتوى أن يسافر إلى البلاد التي فيها العلم، ثم يسأل ويكلف من أراد أن يكتب المسألة ثم يرحل إلى بلاد العلماء ويعرض المسألة ويدون جوابها، ولا يأخذ بفتوى ما سمعها من عالم أو من برنامج إذاعي فيكون حكمه كذا وكذا. لا، دين الله ليس بهذه السهولة. ينبغي للسائل أن يخاف من الزلل فيه».

ورد اللحيدان على سؤال أشار إلى أن قرار قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء عطل المواقع الإلكترونية المتخصصة بالفتوى والتي تعرضها للناس بطريقة سهلة وميسرة، بقوله: «أعرف أن الناس ليسو بحاجة إلى تلك المواقع الإلكترونية المخصصة للفتوى». وأكد عضو هيئة كبار العلماء على ضرورة عدم الإفتاء من غير علم، مشددا على أهمية كلمة «لا أعلم» التي يجب أن لا يخجل المسؤول من نطقها إن كان ليس لديه علم أكيد. وقال: «إن من يستحي أن يقول لا أعلم فقد تعرض للخطر فينبغي للشخص المسؤول إذا سئل وهو لا يعلم فليقل لا أعلم».

وأضاف الشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء أن «رأي أهل العلم أن من يهاب قول لا أعلم فقد تعرض للخطر فينبغي على الشخص المسؤول إذا سئل وهو لا يعلم فليقل لا أعلم كما كان الصحابة يقولون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (الله ورسوله أعلم)، أما بعد موت الرسول فكانوا يقولون الله أعلم».

وشدد اللحيدان على أهمية أن يحرص طالب العلم الذي ابتلي بالفتوى أن تكون له صلة بدواوين السنة وبالحديث ويكثر من قراءتها وقراءة القرآن ويراجع كتب التفسير ويحرص عليها وأن عليه الرجوع إلى كلام العلماء لا سيما من عرفوا بالتحقيق والتدقيق بالمسائل والتفسير وحسن الاستنباط والاستدلال، لتكون عند المرء ملكة، كما ينبغي أن تكون لدى طالب العلم ثقة بنفسه على قدر علمه وأن يحقق ما يريده بالمراجعة.

وأوضح الشيخ صالح اللحيدان خلال محاضرته التي حملت عنوان «الفتوى أهميتها وأثرها في زمن الفتن» أن هناك مسائل كثيرة من الفتاوى لا تحتاج إلى مراجعة ولا خصومات فيها مثل الطهارة والصلاة والسفر وغير ذلك، ولكن في المقابل، أيضا هناك مسائل تحتاج إلى مراجعة.. فهي غير واضحة تحتاج إلى قراءة واستعراض للألفاظ والمعاني.

وبين الشيخ اللحيدان أن الشخص إذا توجه إلى عالم يعرف الناس علمه وسلامة فتواه فلا يحتاج إلى أن يتحول إلى غيره من العلماء لأنه يفتح عليه بابا من الشك على السائل فيصبح في أمر مريج ويدخل في القول «من تتبع الرخص فقد سلك طريقا إلى الزندقة».