السعودية تنهي الجانب العملي لرسم ملامح أول استراتيجية وطنية للشباب

شارك فيها 1258 شابا من الجنسين.. ويرتقب انطلاقها خلال 7 أشهر

TT

انتهت مؤخرا في السعودية، أعمال الجزء العملي من مشروع الاستراتيجية الوطنية الأولى للشباب، التي تعمل عليها وزارة الاقتصاد والتخطيط، بعد أن أنهى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، تنفيذ 18 ورشة عمل للشباب في كافة المناطق بالتنسيق مع الوزارة بهدف إعداد الخطة الوطنية للشباب في السعودية.

وكانت وزارة الاقتصاد والتخطيط، قد أطلقت مشروع الاستراتيجية في أواخر العام الماضي، حيث بدأت مشوارها عبر توقيع اتفاقية مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، يقوم الأخير بموجبه بعقد عشرات ورش العمل لاستطلاع الرؤى الشبابية من كافة طبقات المجتمع، حول جميع ما يواجههم من قضايا، على أن تستخلص النتائج وتسلم إلى وزارة الاقتصاد والتخطيط، والتي تعهدت بموجبها بإطلاق هذه الاستراتيجية خلال عام منذ انطلاقها، أي خلال 7 أشهر تقريبا من الآن.

وأكد الدكتور فهد السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن المركز قام بتحليل 42 ورشة عمل لصالح وزارة الاقتصاد والتخطيط، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية التي نفذت تلك الورش.

وبين الدكتور السلطان أن مشروع ورش العمل حول الاستراتيجية الوطنية للشباب في السعودية ناقش جملة من القضايا الشبابية الراهنة التي تستحوذ على هواجس الشباب والشابات، حيث قام المركز بتحليل 42 ورشة عمل منها 23 ورشة للشباب، و19 ورشة للفتيات، في 24 مدينة شارك فيها 1258 شابا وفتاة بالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية منها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبرنامج الأمير محمد بن فهد، وصندوق الموارد البشرية، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومنتدى الغد.

من جانبه أوضح الدكتور أحمد حبيب صلاح، المستشار الاقتصادي بوزارة الاقتصاد والتخطيط المشرف على الاستراتيجية الوطنية للشباب، أن ورش العمل هي إحدى أهم منهجيات التشاور التي تتبعها الاستراتيجية الوطنية للشباب في المملكة العربية السعودية للتشاور مع الشباب، واستكشاف مواقفهم، ومعرفة آرائهم حول محاور الاستراتيجية، وتطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية التي يجب ترجمتها في الاستراتيجية، مؤكدا على إقامة عدد من ورش العمل التي سيشارك فيها الشباب من الجنسين في جميع مناطق السعودية، مشيرا إلى أن الدولة تنفق نحو 50% من ميزانيتها العامة على تطوير القوى البشرية، وذلك باعتبارهم أساس القوى العاملة في المستقبل، وهم من سيتولى المساهمة في صناعة الإنماء والتطور.

وتأتي قضية العمل، واحدة من أبرز المحاور والقضايا التي ركزت عليها ورش العمل الـ18، حيث عرض التقرير موضوع البطالة، وأسبابها، وسبل علاجها، وثقافة الشباب نحو العمل، ومتطلبات السعودة، في حين تناولت ورش العمل محور الصحة، كواحدة من أبرز قضايا الشباب، متطرقة إلى أبرز قضايا الشباب الصحية مثل حوادث المرور، والتغذية ونمط الحياة، والصحة الإنجابية، وسلوكيات الشباب الصحية الضارة، وكيفية تجنبها والقضاء عليها، والمسكرات، والتدخين والمخدرات، كما تناول محور التعليم والتدريب معوقات تطوير التعليم من وجهة نظر الشباب، وسبل التطوير، واحتياجات الشباب التدريبية ومدى توفرها وكيفية توفيرها.

ومن المحاور والقضايا التي تناولتها ورش العمل كما جاء في الدراسة، محور الرياضة والترويح، ومحور تقنية المعلومات والاتصالات ومجتمع المعرفة، من حيث تأثير التقنية والاتصالات في حياة الشباب اليومية، وكيفية استفادة الشباب المثلى من الوسائل التقنية الحديثة، وطرق مساهمة الشباب للوصول إلى مجتمع المعرفة.

وفي محور الثقافة والإعلام تم التركيز على قراءة واقع الشباب الثقافي من حيث مصادر المعرفة، وتوفر الوسائل الثقافية وسبل تطويرها، وتأثير وسائل الإعلام على توجهات الشباب الفكرية والثقافية كالفضائيات والتلفزيون، والإنترنت، ومن جانب آخر معوقات ممارسة الشباب للفنون المختلفة كالمسرح والهوايات والرسم والتصوير. كما نوقشت قضايا أخرى مهمة اندرجت في محور المواطنة الصالحة والمشاركة المجتمعية، مثل أساليب تعزيز الهوية الوطنية من وجهة نظر الشباب، ومجالات مشاركة الشباب في خدمة المجتمع، كالتطوع، واتخاذ القرار ومجالس الطلبة.