رئيس مجلس القضاء: الحوار ليس تنازلا عن المسلمات ولا تفريط في الثوابت

قال إنه ليس مقصورا على المسائل الدينية

TT

قال الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، إن الحوار مع الآخر يتمثل في قبول الحق وليس الإجبار عليه، كما أن الحوار ليس تنازلا عن المسلمات ولا تفريط في الثوابت ولا تلفيق بين الأديان أو الأفكار أو المعتقدات.

وقال رئيس مجلس القضاء الأعلى، في فعاليات برنامج الحوار والمجتمع الذي تقيمه عمادة كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة أم القرى، أمس، إن فن الاستماع يعد خير وسيلة للإقناع، لافتا الانتباه إلى أن الاستماع الجيد يورث التقدير والاحترام والثقة بالنفس.

وزاد بالقول «الحوار يخفف من حدة الخلاف ويفتح ميادين الحوار والفهم والتفاهم. العناصر المؤثرة في الناس ثلاثة هي الأخلاق والمحبة والمنطق، وإن وظيفة الحوار تتمثل في بيان الحق ونشره وليس الإجبار على قبوله، كما أن الحوار ليس تنازلا عن المسلمات، ولا تفريط في الثوابت ولا تلفيق بين الأديان أو الأفكار أو المعتقدات».

وأضاف بن حميد «الحوار ليس خاصا أو مقصورا على المسائل الدينية أو الفكرية وقضايا الاعتقاد والمبادئ، بل يجري في كل القضايا الإنسانية والمجتمعية من البيئة وحقوق الإنسان والاقتصاد والتربية، والأسعار والفقر والفقراء، والمستضعفين والمخدرات، وسائر ما يعيشه الناس في عاداتهم وأعرافهم ومناشطهم، مما يحق الحق ويبطل الباطل ويحقق العيش الكريم الآمن ويحفظ العلاقات الودودة»، لافتا النظر إلى أن الحوار هو الوجه الحضاري المضيء في مقابل التعصب والانغلاق والاستبداد والإقصاء.

وقال كذلك «إن قاعدة الاتصال والتواصل والاحترام الفكري تقوم على الخطاب المتزن والحوار الهادي والجدال بالتي هي أحسن والتي من خلالها تتولد الوسطية والعدل والبر والقسط وتنشأ السجايا الطيبة بأبعادها الشرعية والفكرية والثقافية والاجتماعية»، موضحا أن هناك ارتباطا بين التفكير والتعبير والتغيير السليم.

وأضاف قائلا: «إن باب الاجتهاد واسع لأهله فلا تحتكر الحقيقة وحق إبداء الرأي مكفول من أصحابه، فينبغي أن تتطهر النفوس المفكرة من أدران الأزمات والانتكاسات وتحرير العقلية من الاستعباد والاستبداد والتصنيف والإقصاء ونزع روح الاستعلاء الفكري والاجتماعي».

من جانبه أكد الدكتور ياسر شوشو، عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر، أن هذا البرنامج يأتي من منطلق تفعيل رسالة الجامعة في مجال خدمة المجتمع ويهدف إلى التوعية بأهمية الحوار وفائدته وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته.

وأضاف شوشو، أننا نهدف معا نحو نشر ثقافة الحوار بين الطلاب والطالبات وأفراد المجتمع ومشاركة الطلاب والطالبات في الأنشطة وتحقيق التواصل والتفاعل بين الجامعة والمجتمع، مشيرا إلى أن البرنامج الذي يشارك فيه عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والمختصين يستهدف جميع منسوبي الجامعة وفئات المجتمع كافة.