سلطان بن سلمان: سنطور جائزة حفظ القرآن قريبا.. وطريقها ما زال طويلا لـ«العالمية»

عضو هيئة كبار العلماء: رعاية المعوقين في بلادنا تجاوزت العناية الصحية والحياتية إلى العناية الروحية

صورة جماعية لراعي الحفل الأمير سلطان بن سلمان وعضو هيئة كبار العلماء يتوسطان عددا من الأطفال المعوقين لدى تكريمهم («الشرق الأوسط»)
TT

أكد 100 طفل وطفلة من المعوقين، يمثلون 53 مدرسة وجمعية خيرية من جميع مناطق المملكة وعدد من دول الخليج، إلغاء المصطلح الدارج بين العامة، المتمثل بـ«ذوي الاحتياجات الخاصة»، من القاموس تماما واستبدال مصطلح «ذوي القدرات الخاصة» به، جرَّاء تميزهم وتفوقهم بأعلى الدرجات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، وذلك خلال حفل أقامته جمعية الأطفال المعوقين أول من أمس بالعاصمة الرياض.

وكشف الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، خلال رعايته حفل ختام الدورة الـ15 لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، عن قرب تنظيم جديد للجائزة للسنة المقبلة، مضيفا أن التركيز الحالي منصب حول المعوقين في السعودية ودول الخليج بحكم أنها دول متقاربة، وأن الطريق ما زال طويلا حتى يتم بث هذه المسابقة إلى جميع مراكز المعوقين في العالم الإسلامي لحفظ القرآن الكريم، موضحا أن هذا التطوير سيكون قريبا جدا وفي أعلى مستوياته.

وقال الشيخ عبد الله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية: إن هذا التوجه في نوعية الرعاية لفئة المعوقين ليس عناية ورعاية فيما يتعلق بأمورهم الصحية أو أمورهم الحياتية فقط، بل تجاوز الأمر إلى حياتهم الروحية، التي تتمثل بالعناية بكتاب الله وحفظه في نفوسهم وارتباطهم به ارتباطا كاملا، ولا شك أن هذا سوف يعطيهم الكثير من الطمأنينة والاحتساب، مستشهدا بقوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»، ونحمد الله تعالى أنه يسر لهؤلاء الذين هم بأمسّ الحاجة إلى العطف والرعاية من يحمل القلب الكبير من الرحمة والمودة والعطف، وبذل الجهود في سبيل ما يمكن أن يكون سببا من أسباب مسح دموع الحاجة وفقد ما فقدوه.

وقال عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الشيخ عبد الله المنيع: إنه عندما نتذكر الأثر وهو «ما قطع الله من جانب إلا ووصله من جوانب أخرى»، وعندما ننظر إلى أولادنا وبناتنا الذين لديهم إعاقة يجعلنا ذلك نرى أن الله، سبحانه وتعالى، قد يختار لعبده منزلة رفيعة لا يبلغها بعمله، ولكن يبلغها بما يقدره الله له من بلاء ونحو ذلك، ترفع حسناته وتخفض سيئاته، وهذا بلا شك مقصد رباني، نسأل الله أن يعوض هؤلاء الذين فقدوا بعض المجهودات التي يتمتع بها غيرهم، مضيفا أن نعم الله تكون واضحة وجلية حينما تجد أمامك من يفقدها، ونحن حينما ننظر إلى أبنائنا وإخواننا المعوقين ونحن نتمتع بما فقدوه من النعم، فلا شك أن الإنسان يتذكر نعمة ربه، وهذا يعني شكر الله وحمده والثناء عليه، وهذا من الحكم الربانية في ذلك.

وأوضح عبد العزيز السبيهين، أمين عام المسابقة، أن هذه الدورة شهدت إقبالا متميزا؛ حيث تم توجيه الدعوات لـ116 جهة من جميع إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات وإدارات الشؤون الاجتماعية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية ومراكز رعاية الأطفال المعوقين الأهلية والحكومية وغيرها داخل المملكة، بالإضافة إلى الجهات المعنية بدول مجلس التعاون الخليجي.

ثم شاهد الحضور فيلما تسجيليا يرصد المحطات التي مرت بها المسابقة منذ انطلاقتها قبل 15 عاما، ثم تم تكريم عدد من الجهات والشركات التي تفاعلت مع رسالة المسابقة، وخصصت الجائزة لعدة فروع تتمثل في فرع المعوقين جسديا، وفرع المعوقين إعاقة جسدية علوية شديدة مع صعوبات النطق وفرع المعوقين عقليا وجسديا أو عقليا فقط.