وزير الإعلام: تعديلات «نظام المطبوعات» تعزز الحرية.. ولا تعطي حصانة فوق النقد

قال إن ثورة الاتصالات أزاحت صورة رئيس التحرير «الهرم».. وأعلن الترخيص لـ200 صحيفة إلكترونية

الوزير خوجه خلال مشاركته في اليوم الأخير من فعاليات منتدى الغد (تصوير: خالد الخميس)
TT

وضع الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، أمس، حدا للجدل الذي رافق إقرار التعديلات على نظام المطبوعات والنشر، بتأكيده أن تلك التعديلات تخدم مبدأ «الحرية الصحافية»، ولا تعطي لأحد حصانة بأن يكون فوق النقد.

وطالب وزير الإعلام السعودي، الجميع باحترام الأمر الملكي الذي صدر بالتعديلات المتعلقة بنظام المطبوعات. وقال: «هذا ليس تنظيما من وزارة الثقافة والإعلام، بل هو أمر ملكي يجب أن يتم النظر إليه بكل تقدير وتبجيل».

وأعلن الوزير خوجة أن اللائحة التفسيرية للتعديلات المدخلة على نظام المطبوعات والنشر ستصدر قريبا. ونفى خوجة صفة «الغموض» عن تلك التعديلات، وقال: «يجب أن لا نأخذ سطرا من الأمر دون آخر، أو التركيز على بعض الظواهر، بل علينا أن نقرأ الأمر الملكي بكل دقة وتفصيل، وأعتقد أن الأمر ليس فيه لبس أو غموض، ويجيب على جميع الأسئلة».

ونوه الوزير باستيعاب بعض كتاب الأعمدة الصحافية لمضمون التعديلات المدخلة على نظام المطبوعات والنشر، قائلا: «أعتقد أن جميع الكتاب في الصحف عندما قرأوا هذا الأمر بكل دقة وتمعنوا فيه، وجدوا العكس بأنه يخدم الحرية ولا يعطي الحصانة لأحد، بل يحمي المواطن الصغير والعادي والذي ليس له وظيفة، كما يحمي أكبر مسؤول، وجميعهم سواسية في هذه الحماية، والمهم في النقد أن يكون هادفا وبناءً وأن لا يتعرض للشخصنة أو تجريح أحد، وعدم التسرع في طرح الآراء، وهذا هو قلب الفكر في هذا الأمر».

وجاءت هذه التوضيحات من وزير الإعلام السعودي، على هامش مشاركته في أعمال اليوم الأخير من منتدى الغد، الذي استضافته العاصمة الرياض لمدة 3 أيام. وتركز النقاش في الجلسة التي حضرها الوزير خوجة حول الإعلام الجديد، حيث كشف عن إنشاء وزارته إدارة متخصصة بهذا النوع من الإعلام.

وأفصح عبد العزيز خوجة عن أن وزارة الثقافة والإعلام قامت بالترخيص لنحو 200 صحيفة إلكترونية، نافيا أن تكون هناك محاولات للتضييق على الإعلام الإلكتروني. وتحدث خوجة بزهو عن الإعلام الجديد، وقال: «إن ثورة الاتصالات الحديثة أسست للفردية وعملت على تقويض المفاهيم التقليدية لصناعة الخبر وتلقيه، وأزاحت من طريقها تلك الصورة القديمة لرئيس التحرير الهرم الذي يجلس على مكتب تراكمت فوقه وخلفه الأوراق والصحف القديمة والملفات».

وأعلن خلال مشاركته في اليوم الأخير من فعاليات منتدى الغد عن إنشاء إدارة جديدة في وزارة الثقافة والإعلام لـ«الإعلام الجديد»، وذلك لمواكبة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، و«يوتيوب».

ويأتي ذلك بينما أظهر استطلاعان للرأي، تم عرضهما خلال جلسة الوزير خوجة، أن 58 في المائة من المشاركين يقولون إن على الإعلام الحكومي مواكبة التغيير، بينما يرى 32 في المائة أن الإعلام الحكومي مخصص للمناسبات الرسمية فقط. ورأى كذلك 46 في المائة من المصوتين في استطلاع الرأي الذي عرضه منتدى الغد أمس، أن القضايا والمواضيع التي تناقش في الإعلام السعودي المرئي والمقروء لا تلامس الشباب إطلاقا، بينما رأى 4 في المائة فقط العكس.

وتعليقا على هذه النسب، أوضح الوزير خوجة أنهم في وزارة الثقافة والإعلام ينظرون إلى هذا الأمر بأهمية بالغة، بغية تعزيز الثقة في الإعلام الحكومي السعودي.

وقال وزير الثقافة والإعلام في كلمته الافتتاحية: «لا أشك أن الإعلام هو المحرك الأقوى، والقوة الناعمة الرابعة الأساسية لتحريك كل شيء، سياسيا وثقافيا واجتماعيا.. وما نشهده في هذا العالم من تحركات كان الإعلام المحور والمحرك الرئيسي لكل ما حدث، الإعلام له تأثير كبير جدا في جميع التحركات السياسية التي تمت وحدثت حولنا، وعلى سبيل المثال، كنا في الماضي نتحدث عن أن العالم قرية كونية، الآن أصبح العالم نحمله على أكف أيدينا».

وأضاف في حديثه عن تأثير الإعلام: «تأثير الإعلام نعيشه في كل لحظة من لحظات حياتنا.. الإعلام ليس للتمثيل الرسمي فقط للدولة، بل أصبح جزءا أساسيا من المجتمع لتحريكه اجتماعيا وثقافيا وسياسيا بالطريقة الصحيحة، وهو بالتالي أصبح صناعة، وينظر إليه استراتيجيا وبمفهوم أوسع من أن أملأ الساعات التلفازية بأغانٍ أو مسلسلات.. يجب أن تستغل الإذاعة والتلفزيون أو الصحف، وأن يكون لها هدف وفكر واستراتيجية معينة لملء الساعات أو الصفحات أو الصوت الإذاعي سواء رسمية أو خاصة».

ورأى الوزير خوجة أنهم «أمام مسؤولية كبيرة أمام الأبناء والشعوب والمجتمع، وهو كيف نملأ هذا الوقت بالشيء المناسب الذي يتلقاه المتلقي بصورة مناسبة ويواكب مستجدات العصر».

واعتبر وزير الثقافة والإعلام أن «الإعلام مسؤولية ثقيلة، ويجب أن تكون هناك دائما استراتيجية واضحة أمام المسؤول الإعلامي، وأن يكون هناك دائما فريق متخصص في جميع البرامج التي تبث، وأن يكون هناك تواصل مع العالم، وأن لا نكون جزرا معزولة».

وأشاد وزير الإعلام بالدور الذي لعبه الشباب خلال المرحلة الماضية، حيث قاموا بتغطية ما لم تستطع القنوات الحكومية الرسمية من تغطيته. وقال: «الشباب استطاعوا تغطية أحداث لم نستطع نحن كإعلام رسمي تغطيتها.. ولذلك نحن عملنا إدارة للإعلام الجديد، حيث يستحيل أن نعيش بمنأى عن هذا التغيير الذي يحصل».

وأعلن خوجة أن وزارة الثقافة والإعلام قامت بإنشاء إدارة للإعلام الجديد «ليتم عبرها التواصل مع الشباب ثانية بثانية، لكي نعلم كيف يفكرون، وماذا يريدون منا»، على حد قول الوزير.

وأكد خوجة أنهم يعملون على تطوير استراتيجية للإعلام الجديد، وقال: «لدينا طموح أن كل شاب في السعودية يمكن أن يكون مراسلا في وزارة الثقافة والإعلام».

وفي رده على التساؤلات التي طرحها الجمهور، شدد خوجة على أهمية إنشاء قناة للأطفال، لافتا إلى أن قناة «أجيال» تسعى لربط الطفل بالقيم والتقاليد والانتماء الوطني. وقال عن تجربة قناة «أجيال»: «كخطوة أولى نجحنا.. قناة (أجيال) تحتاج إلى تطوير أكثر». وعلق خوجة على مداخلة حادة لأحد الشباب اتهم فيها وزارة الثقافة والإعلام بالتضييق على هذه الفئة، قائلا: «ليس هناك تضييق أبدا، فالعالم الافتراضي أصبح هو العالم الحقيقي المسيطر، وأصبح التحاور مع جميع أنحاء العالم». وأعلن الوزير خوجة بأن وزارة الثقافة والإعلام رخصت حتى الآن لنحو 200 صحيفة إلكترونية، كما أن هناك الكثير من المنتديات والمواقع الإلكترونية التي تشهد حوارات مفتوحة بين الشباب بعضهم وبعض.