انتقادات تطول «الإعلام الإسلامي» لاعتماده على معيار غير مهني

أكاديمي يرجع عمل القنوات لمدى علاقة المقدم بملاكها

TT

أرجع متخصص أكاديمي في الإعلام ما يواجه الإعلام الإسلامي من إشكاليات، تتمحور حول معيار العمل «غير المهني»، الذي يعتمد على مدى العلاقة بين المذيع أو مقدم البرنامج بمالك القناة الفضائية.

وأكد الدكتور محمد الحضيف أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود سابقا، أن العلاقة التي تربط المذيع والمعد بمالك القناة الفضائية، إشكالية مؤرقة في العمل الإعلامي، معتبرا من يتولى تلك البرامج ليسوا أكفاء لها، لكن القرب من مالك القناة هو الأمر الفيصل، بينما تستثنى كفاءات علمية لها خبراتها العتيقة تكون لها الأحقية في الظهور، مسقطا ذلك على نفس الأنظمة والقوانين التي تستخدمها حكومات الشعوب العربية على شعوبها.

الحضيف كان يتحدث في ندوة بعنوان «الفضائيات الإسلامية بين الواقع والطموح» ناقشها مع الدكتور مالك بن إبراهيم الأحمد أستاذ الإعلام الأكاديمي والمستشار الإعلامي. وأرجع الحضيف تفسير مصطلح الإعلام الإسلامي للقنوات الفضائية، لما له من تبعات آيديولوجية وتبعية وحركية، فعندما يتم الحديث عن الإعلام الإسلامي، تستثنى شريحة كبيرة من الجمهور، لأن الصورة الذهنية التي سوف تتشكل عن هذه القنوات، معنية بالأشخاص الملتزمين والمحافظين، ولا تعني البقية، ولا يعنيها الطرح، أو كما قال: «في الغالب ما تكون هذه القنوات موجهة لشريحة معينة ضمن تصنيفات معينة».

واعتبر الحضيف مصطلح الإعلام الإسلامي أضر بالفضائيات أكثر مما أفادها، مما أوقع الناس في مأزق التصنيف، مؤكدا في ذات الصدد أن العالم العربي ما زال يعاني منذ أكثر من عقد من قضية التصنيف، وهو ما أدى إلى إقصاء شريحة كبيرة من الجمهور، وفرض نفسه على طبيعة المحتوى، فبمجرد ذكر أي «فضائية إسلامية» يتم إلزام النفس بطرح معين، ليس بالضرورة أن يمثل الإسلام، ولكنه يمثل الإسلام (كما فهمه صاحب الفضائية)، مبعدا وصف «الإسلامي» الذي يطلق على الأشخاص، وأنه ليس لمن أطال لحيته وقصر ثوبه، وفقا لتعبير الرجل. وعاد من جديد أستاذ الإعلام إلى مأزق التصنيف وتساءل عن المصطلح الذي يعتبر مأزقا للفضائيات الإسلامية، حيث أصبح الإعلام الإسلامي لا يعتمد بالدرجة الأولى على نظريات مؤسسية بقدر ما يعتمد على الذائقة الشخصية لنفس المشاهد. وأضاف الحضيف «قدمت ورقة عمل في مؤتمر مؤسسة الإمارات للثقافة والإعلام في عام 2006، وسميتها (الإعلام الإسلامي بين النظرية والممارسة)، فكان مما طرحت بورقتي، استبعادي لفظ (إسلامي)، وتحدثت عن حاجتنا الملحة لوجود إعلام نقي، هذا الإعلام وضعت له إطارا نظريا استخدمت فيه حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، لذلك أي عمل إعلامي يتمم مكارم الأخلاق هو إسلامي، والمثال على هذا الأمر، البرنامج الذي يقدمه أحمد الشقيري، هو برنامج إسلامي، يتحمل الرجل المسؤولية في كلامه، فالبرنامج يعتبر متمما لمكارم الأخلاق». من جانبه، تساءل الدكتور مالك الأحمد الأكاديمي والمستشار الإعلامي، عن القنوات الإسلامية والمحددات التي على أساسها يتم الحكم بأن هذه القناة هي قناة إسلامية أو غير إسلامية، حيث قال «إن مصطلح القنوات الإسلامية مصطلح هادف، لكن قد يكون مشكلا ربما على بحوث إسلامية وعلى جهات كثيرة».

واعتبر الدكتور الأحمد أنه ليس بالضرورة أن تكون الجهة المؤسسة للقناة الدينية إسلامية التوجه وواضحة المنهج، بل تكتفي بالصبغة الدينية التي تتمثل وتفيد بها جمهورها.