وزير الإعلام: زمن «حجب» المعلومات ولى.. والحرية ليست بـ«الشتم» و«القدح»

أطلق رصاصة الرحمة على الإعلام الرسمي.. وقال إن «المناصب» تذهب وتأتي.. ولم يخف حنينه لـ«العمل الدبلوماسي»

وزير الثقافة والإعلام يقول إن سياسة الإخفاء والحجب قد ولت
TT

أطلق الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام، ما يمكن تسميته «رصاصة الرحمة» على «الإعلام الرسمي» أو ما وصفه بـ«صوت النخبة»، بقوله: «أستطيع أن أقول صوت النخبة انتهى، الإعلام الرسمي انتهى بكل صراحة».

وسجل خوجه هذا الموقف، خلال تجمع دبلوماسي وثقافي شهدته وزارة الخارجية السعودية أمس، في إطار برنامج تبنته لاستعراض سير وتجارب مسؤولي الدولة.

ولم يخف خوجه، وهو يتحدث في وزارة الخارجية التي كان أحد العاملين فيها، حنينه للعمل الدبلوماسي، حيث قال «المناصب تذهب وتأتي.. وأتعامل مع وظيفتي وكأنني أتعامل مع الشعر.. وكتابتي لأبيات قصيدة هي أجمل متعة في حياتي».

ورأى وزير الثقافة والإعلام، أن سياسة الإخفاء والحجب قد ولت. وقال «نحن في عالم مختلف تماما عن عالمنا قبل عقدين وأكثر، عالمنا جديد الآن، العالم أصبح في متناول اليد ولا تستطيع أن تخفي شيئا عن أحد ولا تحجبه عنه».

وتحدث خوجه مطولا عن «إعلام اليوم»، قائلا «الإعلام الآن إعلام الشباب الإلكتروني، وأصبح حرا بعد أن كان محتكرا في دولة أو جهاز يوجه الرأي العام والآن انتهى هذا الأمر بالكامل وأصبح الإنسان هو من يصنع الخبر في أي مكان».

وعاد للتأكيد على أهمية إدارة الإعلام الجديد التي أنشأتها وزارته، قائلا إن ذلك النوع من الإعلام «سيكون موازيا تماما للإعلام الرسمي»، واصفا موجة الإعلام الجديد التي اجتاحت العالم بأسره بـ«موجة التسونامي»، جراء ضخامتها وقوتها.

ووجد خوجه نفسه مضطرا للحديث عن التعديلات التي تم إدخالها على «نظام المطبوعات والنشر»، حينما وجه له سؤال بخصوص تلك التعديلات، ومن وجهة نظره فإن هامش الحرية ارتفع في الإعلام السعودي ولم يتراجع.

واعتبر وزير الثقافة والإعلام أن الحرية في الإعلام لا يمكن تحقيقها من خلال «الشتم والقدح». وقال «لا نستطيع أن نسمي من يشتم أو يقدح أحدا بأنه يمارس الحرية فهذه تشكل خطورة».

وأشار خوجه إلى معرفته بوجود إعلاميين سعوديين متأثرين وحزينين بعقوبة الـ500 ألف ريال التي شملتها التعديلات، بيد أنه قال «كل من يحمل الأمانة والقلم يجب أن يكون على قدر المسؤولية، والأمر الملكي هو تأكيد للحرية والشفافية وهي لم تتراجع أبدا».

ورد وزير الإعلام على من يعتقد بأن تعديلات نظام المطبوعات والنشر هي تراجع للحرية في السعودية، بقوله «أنا مؤمن إيمانا كاملا أنه دون حرية وشفافية لا يمكن لأي إعلام أن يقوم بالطريق الصحيح، والعالم اختلف أصبح للشفافية مكان، ولا أحد يستطيع أن يخفي أي شيء، الطريقة الوحيدة للمجابهة هي الشفافية المطلقة، وهي الحرية المسؤولة، ومن يخوض هذا المجال يجب أن يكون لديه إلمام في الفرق بين الحرية والفوضى الإعلامية».

وعن دور الإعلام في تنفيذ السياسة الخارجية للدولة قال خوجه «الإعلام قوة مؤثرة ونظرنا إلى تأثيره في الأسابيع الماضية، وله دور كبير لو استحسن استخدامه وله التأثير في إيصال أي رسالة كانت خصوصا لو كانت الرسالة داخلية أو خارجية والمهم أن تنفذ بمهنية عالية».

وعما إذا كان هناك خطة لاستعادة القنوات الرسمية في السعودية لدورها السابق، قال خوجه «لدينا قناة (الإخبارية) تتطور أكثر للقيام بالتغطية الإخبارية المميزة ودورها إيجابي الآن، وهناك زحمة في القنوات وهناك منافسة جديدة جدا في المحطات خصوصا الإخبارية، هناك محطات موجهة للإثارة تضع الخبر وتضيف إليه لأن لديهم توجها سياسيا معينا، ونحن واضحون في هذا الأمر لو حدث خبر يتم نقله بموضوعية».