«التعليم العالي»: ترجمة 53 كتابا سعوديا لمعرض براغ

السعودية ضيف شرف.. وتهدف إلى تقديم رسالة إيجابية عن نهضتها الثقافية والحضارية

السعودية ضيف شرف بمعرض الكتاب الدولي بالعاصمة التشيكية براغ
TT

كشف مصدر مطلع بوزارة التعليم العالي السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام الوزارة بترجمة 53 كتابا في إطار مشاركة السعودية بمعرض الكتاب الدولي بالعاصمة التشيكية براغ، حيث تحل السعودية ضيف شرف على المعرض.

وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المستشار والمشرف العام على إدارة التعاون الدولي في وزارة التعليم العالي، أن المشاركة السعودية كضيف شرف في معرض براغ الدولي للكتاب الذي سيبدأ أعماله مطلع الأسبوع المقبل، تهدف إلى نقل صورة حقيقية عن المملكة وما تعيشه من تقدم ثقافي وعلمي وحضاري يتواكب مع مكانتها العالمية على المستويين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى التعريف بقيم الإسلام، بوصفه دين محبة ووئام. وأضاف المالك أن الهدف من المشاركة هو الاستمرار في نقل الفكر والثقافة السعودية عبر العالم، وتأكيد تحقق الوزارة في معرض طوكيو العام الماضي.

وأشار المالك إلى أن مشاركة هذا العام تأتي بإشراف وزارة التعليم العالي، وبالتنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، كشركاء استراتيجيين، مشيرا إلى أنها لا تتوقف فقط على المعرض بل تشمل أنشطة فنية وندوات ثقافية يشارك فيها باحثون ومثقفون من الجانبين السعودي والتشيكي، بمشاركة وتركيز على جناح الطفل، وإبراز دور المرأة السعودية في المجتمع والتنمية.

وأوضح المالك أن أحد أهم عناصر المشاركة هو نشر مؤلفات عن الحرمين الشريفين، وعن كسوة الكعبة المشرفة، بأسلوب مناسب باللغتين الإنجليزية والتشيكية، بحيث تعطي الصورة العامة لما تعنيه هذه المقدسات للمسلمين، بجانب كتب مصورة عن الحرم المكي والحرم المدني والكسوة، ولمح إلى أنه سيتم توفير مجسمات للحرمين الشريفين توزع بشكل مجاني على الزوار.

وأكد المشرف العام على إدارة التعاون الدولي في وزارة التعليم العالي على أن السعودية تحرص في مشاركتها على تقديم جميع فنون المعرفة دون الاقتصار على أسماء معروفة في أي مجال منها، إضافة إلى أن تصنيف الكتب لم يكن على حسب الجهات المصدرة لها وإنما على حسب الموضوعات.

وبين المالك أنه تمت ترجمة 53 كتابا خصيصا لمعرض براغ بالتعاون مع الملحقية الثقافية في النمسا، مشيرا إلى أن السعودية تشارك في المعرض بما يزيد على 1000 عنوان اختيرت من بين قرابة 6 آلاف عنوان.

وأوضح المالك أن تلك العناوين تخص عددا من كتب المؤلفين السعوديين، التي تم ترجمتها إلى اللغة الانجليزية، مؤكدا على إدراك وزارته لما يمثله الكتاب السعودي من قيمة ثقافية ومعرفية، ومشيرا في السياق ذاته إلى ما يعنيه ذلك النتاج الثقافي والمعرفي السعودي من سوء وصول للعالمية حتى الآن.

وأرجع المالك ذلك التأخر للكتاب السعودي عن مواكبة التواصل العالمي إلى قلة الترجمة وضعف النشر، ولمح إلى ما يشهده الكتاب السعودي من إقبال خارجي حال تمكنه من نشره بلغة أجنبية، مستدلا بما حققته بعض الأعمال المحلية من نجاحات عالمية ملموسة بعد ترجمتها.

وحول ما يعتزم الجناح السعودي القيام به لتغيير الصورة النمطية عن محدودية فاعلية ضيف الشرف في معارض الكتب، علق المالك بالقول «نحن ندرك أهمية أن يكون ضيف الشرف مؤثرا وفاعلا، ومشاركاتنا في اليابان لم تكن شرفية فقط لكنها كانت عنصرا أساسيا في المعرض، سواء في البرنامج العلمي أو المحتوى والأنشطة، لدرجة أن اليابانيين طلبوا أن يتنقل المعرض بين مدن يابانية وأن يبقى لمدة شهر».

وتوقع المالك أن تجد هذه المشاركة صدى طيبا بالنظر إلى تنوع النشاط المقدم، وإلى ما تتمتع به جمهورية التشيك من تاريخ عريق من حيث التراث والفكر والثقافة والعلوم وبالذات عاصمتها براغ، كما أنها مرتبطة منذ القدم بعلاقات ثقافية مع العالم العربي، وهو ما يزيد فرص نجاح هذا المعرض في رهانه على الثقافة السعودية كضيف شرف.

يشار إلى أن المشاركة السعودية ضمن معرض براغ الدولي للكتاب في التشيك ستشهد بالإضافة لقيمتها الفكرية، من ناحية الكتاب والندوات الثقافية والفنية، اهتماما بالفن التشكيلي والخط العربي، وجناحا خاصا بالطفل.