التربية والتعليم تتجه لتحويل المدارس إلى مراكز لممارسة الأنشطة «اللاصفية»

تبنت استراتيجية لترسيخ مفهوم المدرسة المستقلة ومشاريع تطويرية للعملية التعليمية

تسعى وزارة التربية والتعليم إلى نقل العملية التعليمية لمرحلة مجتمع المعرفة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول رفيع في التعليم العام عن توجه وزارة التربية والتعليم لتبني مشروع استراتيجي يفضي إلى ترسيخ مفهوم «المدرسة المستقلة «بحيث تكون كل مدرسة مستقلة بذاتها، مما يترتب عليه تفرغ الوزارة لجانب التخطيط والإشراف على تنفيذ السياسات العامة، وتكون كل مدرسة ذات شخصية اعتبارية ومستقلة».

وأبان الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم السعودي عن قيام وزارته بتنفيذ مؤتمرات ولقاءات ومنتديات ترسم ملامح العمل المستقبلي، موضحا أن الرؤية الشاملة لوزارة التربية والتعليم تتجه نحو تطوير ما تم تأسيسه على مدى عقود من العمل للوصول إلى مرحلة من التكامل مع مراحل التأسيس والاتجاه نحو بناء متين قائم على رؤية شمولية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب نهاية أعمال لقاء قادة العمل التربوي بعسير مؤخرا، والذي شارك به وكلاء الوزارة وعدد من مديريها ومسؤوليها. وتحدث وزير التربية والتعليم عن المشاريع التطويرية المتزامنة التي تقوم بها الوزارة بغية تحقيق معدلات متقدمة في التحول نحو مجتمع المعرفة، مؤكدا أنه سيتم قريبا الإعلان عن تأسيس هيئة متخصصة ومستقلة لتقويم أداء التعليم العام ومراجعة مخرجاته، والتي تعمل على تشخيص ومراقبة أداء مؤسسات التعليم العام والعاملين فيها، والتأكد من مواكبتها للمقاييس والمعايير العلمية.

وشدد الوزير على الاهتمام بالتعليم الأهلي كونه شريكا استراتيجيا للوزارة، والمأمول أن يقدم نموذجا تعليميا نوعيا يضاهي التعليم الحكومي، فيما أبدى عدم رضاه عن نسبة كبيرة من أنماط التعليم الأهلي والآليات التي ينفذ من خلالها، مؤكدا على توجه وزارة التربية لوضع معايير عالية للتعليم الأهلي تمنح التراخيص من خلالها، والعمل على رفع مستوى مشاركة القطاع الخاص في هذا الاتجاه، بطريقة ترضي العاملين في القطاع الخاص، ولا تقبل بالتنازل في مستوى الأداء.

وحول قرار مجلس الوزراء بالموافقة على البدء في تطبيق تعليم اللغة الإنجليزية بدءا من الصف الرابع الابتدائي للبنين والبنات في المدارس الحكومية بشكل مرحلي ابتداءً من العام الدراسي المقبل، أكد وزير التربية والتعليم على أن تدريس المقرر الجديد سيتم وفق معايير عالمية تضمن جودته، وتدريسه من قبل معلمين ومعلمات مؤهلين لتدريس اللغة الإنجليزية بالاختصاص، مؤكدا تقييم الوزارة لتلك المرحلة التطبيقية خلال السنوات المقبلة.

وأبان وزير التربية والتعليم أن الدراسات جميعها أثبتت أنه لا تأثير على اللغة العربية والعلوم المرتبطة بها من تدريس اللغة الإنجليزية في سنوات مبكرة، مؤكدا أن الوزارة على أتم الاستعداد لتلقي الرؤى والاقتراحات لنقاشها في المرحلة المقبلة، كما ستتاح المقررات الدراسية للجميع خلال فترة قريبة للاطلاع عليها.

وفي ذات السياق أشار الوزير إلى قيام الوزارة ومن خلال وكالة المباني بتصميم مدارس صغيرة وسريعة التنفيذ لا تزيد مدة إنجازها عن أربعة أشهر، وستكون بديلا للمباني المستأجرة.

وأعلن وزير التربية والتعليم السعودي عن قيام الوزارة بإطلاق خدمة الهاتف الموحد لتلقي البلاغات عن أعطال المدارس والتي تحتاج للصيانة الطارئة، وتتولى الوزارة من مقرها الرئيسي متابعة تنفيذ أعمال الصيانة مباشرة من خلال فرق ميدانية، لمدارس البنين والبنات وسيتم تعيين عناصر نسائية هندسية وفنيه للأعمال الهندسية والصيانة، خلال الدوام الرسمي وخارجه.

وعلى صعيد ذي صلة، أعلن وزير التربية والتعليم عن إطلاق الوزارة 1000 مدرسة كمواقع للأنشطة التعليمية والترويحية في كل حي بشكل تدريجي، وتشمل كافة مناطق ومحافظات السعودية، حيث ستفتح أبواب عدد من المدارس خلال أوقات الدوام الرسمي وخارجه لاستقبال الطلاب والطالبات والأسر وشرائح المجتمع المختلفة المحيطة بالمدرسة.

وأبان الوزير أن المشروع يهدف إلى تفعيل البرامج الموجّهة إلى الأسرة لرفع قدرتها على مساندة تعلم أبنائها وبناتها، وتوفير بيئة تعليمية لهم داخل المنزل تعزّز من فرص التعلم والتميز، وتساعد على التعامل الفعال مع المشكلات التربوية، وتحقيق التواصل المستمر مع المدرسة.

وأوضح أنه سيتم تشغيل مدرسة للبنين وأخرى للبنات في كل حي لاستيعاب الشباب والشابات، وتقديم منظومة من البرامج الثقافية والتدريبية والتربوية والرياضية، وبما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي ويحافظ على العادات والتقاليد المحلية.