مسابقة الأمير سلمان للقرآن تطلق فعالياتها.. وسط تأكيد عناية السعودية به تعليما وتطبيقا

18 مليون ريال صرفها أمير الرياض عليها من نفقته الخاصة.. وجعلت المرأة من ضمن اهتماماتها

المسابقات القرآنية في السعودية تلقى دعما كبيرا من القيادة السياسية («الشرق الأوسط»)
TT

يتنافس أكثر من 100 متسابق ومتسابقة، على مدار 4 أيام، في فعاليات الدورة الـ13 للمسابقة المحلية، على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده للبنين والبنات، التي تنطلق اليوم برعاية أمير منطقة الرياض في العاصمة السعودية، ويبلغ عدد المشاركين والمشاركات فيها 104، منهم 47 متسابقة.

وتوجه الشيخ صالح آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المشرف العام على المسابقة، بالشكر والثناء للأمير سلمان بن عبد العزيز على تواصله الدائم مع كتاب الله وأهله وحفظته من البنين والبنات، وحرصه المستمر على تقديم مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي لناشئة وشباب هذه البلاد المباركة من البنين والبنات حتى يتقنوا كتاب الله تلاوة وحفظا وتجويدا وتفسيرا.

ولفت الوزير إلى أن الجوائز المالية التي يقدمها الأمير سلمان من نفقته الخاصة على مدار 12 عاما، وتجاوزت 18 مليون ريال للفائزين والفائزات بالمسابقة، ما هي إلا انعكاس طبيعي لهذا التوجه، وهذا الارتباط الكبير من الأمير سلمان بأهل القرآن، مؤكدا أن الإنفاق على مثل هذا العمل المبارك والتشجيع عليه في كل صوره وأعماله أمر محمود، لما تحققه هذه المسابقة من تنافس مبارك في أشرف ميدان، وهو حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، وتقوية مناشط تعليمه وتدارسه، معتبرا أن ذلك كله يحقق الخيرية التي وعد بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، خصوصا أن التنافس من الوسائل النافعة في التفوق في كل مجال، ولا يوجد ما هو أفضل من التفوق في حفظ القرآن الكريم.

وشدد الوزير آل الشيخ على أن هذه المناسبة القرآنية التي تتكرر كل عام في عاصمة الخير والإنسانية، تتجدد معها السعادة والسرور بحملة القرآن، وحفظته من البنين والبنات أبناء هذه البلاد المباركة مهبط الوحي، ومهد الرسالة، ومهوى أفئدة المسلمين، التي يسعى جميع أبناء المملكة وبناتها في جميع مدن ومحافظات المملكة، ومراكزها، وقراها، إلى نيل شرف المشاركة فيها؛ حيث التنافس يكون في أعظم ما يتنافس فيه في الدنيا.

وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد: «إن تنظيم هذه المسابقات القرآنية يؤكد أن القرآن الكريم هو رفعة شأن هذه الأمة التي ارتقت بالقرآن العظيم؛ فالاهتمام به واجب ومتعين على الجميع»، مجددا التأكيد أن العناية بالقرآن العظيم في السعودية منذ أن أسسها الملك المجاهد عبد العزيز - يرحمه الله - إلى هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني «ليست عناية تعليم فحسب، بل هي عناية تطبيق لما اشتمل عليه القرآن الكريم من العقيدة الإسلامية، وما اشتمل عليه من تشريع، في جميع شؤون المملكة وتعاملاتها في الداخل والخارج».

وأهاب المشرف العام على المسابقات القرآنية بالأبناء والبنات ممن شاركوا وسيشاركون في هذه المسابقات أن يكونوا من حملة القرآن الكريم، والمتنافسين فيه، وهو أعظم تنافس؛ لأنه تنافس في حمل كلام الله في الصدور، وأن يكونوا دعاة وداعيات إلى الله وفق كتاب الله الكريم، وسنة رسوله.

ووجه الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، في نهاية تصريحه، النصح والإرشاد للتالين والحافظين لكتاب الله من البنين والبنات بأن يعتنوا كثيرا بتعلم القرآن الكريم، وتصحيح تلاوته، وتقويم ألسنتهم به، موصيا إياهم بـ«الإخلاص في أداء رسالتهم، ونيل خيرية تعليم القرآن الكريم التي وعد بها رسولنا»، مضيفا: «ولنعلم جميعا أن الأمة الإسلامية عزَّت وسادت عندما اهتمت وعملت بالقرآن الكريم، وتراجعت عندما أهملت في هذا الأمر».

من جانبه، أوضح سعود بن عبد الله بن طالب، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية، أن «المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم من الأعمال الجليلة للأمير، وهي جائزة سخية لها فوائد كبيرة نحو تحفيز الناشئة والشباب من الأبناء والبنات تجاه الإقبال على القرآن الكريم وزيادة نشر الوعي لدى الآباء والأمهات لعظم مكانة القرآن الكريم، وتهيئة الأجواء المناسبة للأبناء والبنات عند تلاوته، وتعلمه، وحفظه»، مؤكدا أن المسابقة «تزداد تألقا وفائدة عاما بعد عام وتدخل هذا العام عامها الثالث عشر».

وفي إشارته إلى ثمار هذه المسابقة على ناشئة وشباب المملكة من البنين والبنات، قال ابن طالب: «إن المسابقة أسهمت في زيادة أعداد المقبلين على حفظ القرآن الكريم، بشكل ملحوظ، مما ترتب عليه زيادة المتقدمين من الشبان والشابات على المسابقات التمهيدية المؤهلة إلى المشاركة في هذه المسابقة العظيمة، للظفر بنيل جائزتها والسلام على صاحب الجائزة وراعيها، كما أسهمت في ارتفاع المستوى العلمي للمشاركين ارتفاعا ملموسا، نظرا إلى اشتداد المنافسة، فأصبحنا نرى مستويات رفيعة جدا، سواء من حيث الحفظ، أو التلاوة، أو التجويد، أو التفسير».

يُشار إلى أن البرنامج العام للدورة الـ13 للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده للبنين والبنات في الرياض، يتضمن الاستماع إلى تلاوات المتسابقين خلال 4 أيام متتالية، على فترتين، صباحية ومسائية، أمام لجنة تحكيم متخصصة.