بعد انتظار دام عقودا.. قرى الباحة تحتفي بوصول المياه المحلاة

عضو في مجلس المنطقة لـ «الشرق الأوسط»: هذه المشاريع كفيلة بحل كل أزمات نقص المياه

أعمال تنفيذ في أحد شوارع المنطقة لإيصال المياه إلى المنازل.. وفي الإطار سعيد بن حسين عضو مجلس منطقة الباحة
TT

بعد انتظار دام عقودا طويلة، احتفت جملة من قرى ومحافظات منطقة الباحة جنوب السعودية، بوصول شبكات المياه المحلاة إليها بنسبة بلغت 40 في المائة من النطاق العمراني. وسط أعمال جارية لإنهاء ما تبقى من هذه المشاريع في المنطقة بكاملها.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس محمد العضيد، مدير عام المياه في منطقة الباحة: «أنه تم ضخ المياه إلى المنازل في الباحة وبالجرشي والمندق والعقيق والمخواة وقلوة بنسبة 40 في المائة، تغطي بعض أجزاء النطاق العمراني لكل من هذه المواقع»، مشيرا إلى أن بعضها تحت التجربة، حيث تتعرض بعض الخطوط المنزلية في الشوارع إلى بعض المشكلات، جراء تنفيذ مشاريع أخرى لجهات خدمية أخرى، مما يعيق وصول المياه حسب ما خطط له.

وأضاف أن «العمل جار لاستكمال بقية الشبكات الأخرى والتوصيلات المنزلية، بواقع 5 مشاريع في بالجرشي، ومشروعين في العقيق، و3 مشاريع في المخواة، ومشروعين في العقيق، ومشروعين في المندق، تمثل المرحلتين الثانية والثالثة، وثلاثة مشاريع في محافظة القرى».

إلى ذلك، أوضح عبد العزيز بالرقوش، محافظ محافظة المندق، لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المشروع سيؤدي دورا مهما وبارزا في القضاء على كل مشكلات المياه في الأيام المقبلة، وخاصة حين انتهاء توصيله إلى جميع القرى والهجر»، موضحا «أن جملة من المشاريع يجري التحضير لها تهدف إلى القفز بالمحافظة، التي تعد من أبرز وإجمال المحافظات، إلى الصفوف الأولى على المستويين الخدمي والسياحي».

وحول مشاريع المياه المنفذة والجاري تنفيذها، أوضح محافظ المندق أنه «تم تنفيذ خطوط ناقلة مع خزانات لمحافظة المندق، بمبلغ 180 مليون ريال، في حين بلغ إجمالي تكلفة مشاريع الشبكات في المندق نحو95 مليون ريال».

وأوضح محافظ المندق أنه «تم إنشاء سد وادي ضرك مع صيانة السدود في المحافظة بالكامل، بتكلفة نحو 20 مليون ريال»، مشيرا إلى إجراء دراسة وطرح لمشروع الصرف الصحي في المحافظة بمبلغ 100 مليون ريال.

وبين بالرقوش أن «إجمالي عدد القرى التي تم تشغيل الشبكة فيها بلغت نحو 20 قرية، وبلغ إجمالي العدادات نحو 1500 عداد».

وفي هذا الصدد، وصف سعيد بن حسين الزهراني، عضو مجلس منطقة الباحة، هذه المشاريع بـ«العملاقة»، معتبرا أنها حلت وستحل عند الانتهاء منها أزمات كبيرة عاشها سكان منطقة الباحة، خاصة مع حلول كل صيف تزيد فيه نسب استهلاك المياه.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» عضو مجلس منطقة الباحة «أن الأزمات التي مرت بها المنطقة مع المياه تنتهي، بإذن الله، بانتهاء هذه المشاريع»، معبرا عن شكره العميق لمحافظ المندق، عبد العزيز بالرقوش، الذي بذل جهدا جبارا في هذا الصدد، وإدارة المياه في المنطقة حتى تحققت هذه المشاريع.

وبالعودة إلى مدير عام المياه بمنطقة الباحة، المهندس محمد العضيد، أكد أن «مشاريع المياه في الباحة ومحافظاتها حظيت بما يزيد عن 5 مليارات ريال و200 مليون ريال للمشاريع المنفذة والجاري تنفيذها من بداية الخطة الخمسية الثامنة وحتى نهاية السنة الثانية من الخطة الخمسية التاسعة الحالية».

وحول مخاوف نقص المياه في الصيف المقبل، عاد مدير المياه في المنطقة ليوضح أن «منطقة الباحة ومحافظاتها لن تواجه أي مشكلات نقص في مياه الشرب في صيف العام الحالي، وأن المياه متوفرة طوال العام بطاقة إنتاجية تكفي للشرب، سواء عن طريق المناهل التي تقوم بتوزيع المياه بالمجان، أو التسعيرة الرسمية عن طريق المتعهد الرسمي بالوايتات، التي تزيد عن مائة صهريج مختلفة الأحجام عبر 13 موقعا تابعة لمياه عردة والعقيق تخدم قرى السراة والبادية، مرجئا ذلك لوجود مشاريع رئيسة تتمثل في جلب المياه المحلاة عن طريق خط نقل المياه القديم بصورة عكسية من الطائف باتجاه الباحة، بما معدله عشرة آلاف متر مكعب يوميا».

وأضاف: «هناك أيضا مشروع العقيق عبر السد، الذي يضخ 24 ألف متر مكعب، ومشروع آبار عردة العشرين، الذي يضخ 4000 متر مكعب يوميا، من طاقته التي تقدر بعشرين ألف متر مكعب، إلى جانب مشاريع المياه المصغرة التي تضخ 5000 متر مكعب في القرى والهجر».

وتوقع العضيد أنه، بحسب الأعوام الماضية، يبلغ معدل الاستهلاك في الصيف أكثر من ثلاثين ألف متر مكعب، مقارنة باليوم، الذي يبلغ اثنين وعشرين ألف متر مكعب يوميا، ومن المشاريع المستقبلية الاستراتيجية التي ستنظم إلى مشاريع مصادر المياه في المنطقة؛ مشروع سد وادي عردة الكبير، الذي تبلغ تكلفته 135 مليون ريال، وبطاقة استيعابية تقدر بـ68 مليون متر مكعب، حيث تم إنجاز 70 في المائة منه».

واستطرد: «كما أن مشروع سد وادي الجنابين، الذي تبلغ تكلفته 20 مليونا والمنفذ منه 80 في المائة، سيغذي بالشهم ومدينة بالجرشي، وأن هناك مصدرا آخر في تهامة، وهو سد الأحسبة المنفذ منه 50 في المائة، وسد وادي عليب الجوفي والسطحي مع حقل الآبار التابع له، وكذلك سد وادي دوقة حتى الآن».

وأضاف: «ولعل المشروع الأكبر الذي سيجعل منطقة الباحة تنعم بماء وفير هو مشروع الخط الناقل الجديد لمياه التحلية من الشعيبة عن طريق الطائف، بتكلفة تصل إلى مليار واثنين وستين مليون ريال، الذي سيضخ لمنطقة الباحة بعد انتهائه بعد عامين تقريبا 40 ألف متر مكعب في اليوم، فكل هذه المشاريع التي تم الانتهاء من تنفيذها والمشاريع الجاري تنفيذها ستقضي تماما على شح المياه في المنطقة فترة طويلة جدا من الزمن».