انطلقت في مدينة جدة أمس، أول حملة وطنية للتوعية بأهمية استخدام أكياس البلاستيك، بتوجيه من الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس منتدى البيئة والتنمية المستدامة.
وأوضحت الدكتورة ماجدة أبو راس، الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبد العزيز ومديرة منتدى البيئة والتنمية المستدامة الخليجي، لـ«الشرق الأوسط» أن الحملة تأتي ضمن حملات البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة «بيئتي.. علم أخضر وطن أخضر» التي أطلقتها جمعية البيئة السعودية، وسبقتها حملة إعلانية للمحافظة على نظافة كورنيش جدة.
وقالت أبو راس «تعتبر هذه الحملة الوطنية الأولى المختصة بإعادة استخدام واستهلاك الأكياس على وجه الخصوص، وذلك للخطورة التي يمثلها هذا المنتج على البيئة، وحجم استخدامه من قبل المجتمع نظرا لرخص سعره، إلى جانب أن استخدمه لا يكون مرشدا»، مؤكدة أن أكياس التسوق وحدها تقضي على ملايين من الطيور البحرية سنويا بالإضافة إلى الآلاف من الثدييات البحرية وأعداد لا حصر لها من الأسماك حول البحر.
وكشفت عن أن حجم استهلاك أحد المراكز التجارية الكبرى المتخصصة في بيع المواد الغذائية يتجاوز 300 مليون كيس بلاستيك في السنة.
وأشارت إلى مفاوضات تجري مع بعض الشركات لطرح بدائل لهذه الأكياس البلاستيكية، إلا أنها استدركت «لكن قبل طرح وإيجاد الحلول، حري بنا توعية الناس وتنبيههم إلى الأخطار الناجمة عن استخدامهم لتلك الأكياس، ومن ثم توفير البدائل لهم»، لافتة إلى دعم بعض من رجال الأعمال للحملات التوعوية التي يقومون بها.
وبينت جمعية البيئة السعودية من خلال بيان لها، أنها وزعت أكثر من 1000 منشور توعوي في جميع شوارع جدة، حملت عبارات التحذير والدعوة إلى الترشيد واستخدام البدائل من الأكياس المصنوعة من مواد الطبيعة والأقمشة وغيرها، إلى جانب طباعة 2500 بوستر يقوم فريق العمل بتوزيعها على جميع مدارس مدينة جدة من أجل زيادة الوعي لدى الأجيال القادمة.
ونبهت إلى أن بعض الحيوانات تبتلع هذه الأكياس مما يسبب انسداد قناتها الهضمية وموتها كموت عدد من الجمال في محمية العرين، ووفاة الكثير من الغزلان وعدد من الجمال في المنطقة الجنوبية، كما تعمل على سد خياشيم الأسماك مما يؤدي إلى موتها، داعية جميع القطاعات وشرائح المجتمع إلى العمل الجماعي من أجل الحد من مخاطر المواد البلاستيكية، بالاستعاضة عنها بالحقائب أثناء التسوق وغيرها من البدائل.
وأعربت عن أملها بأن تحقق أول حملة وطنية لترشيد استخدام الأكياس البلاستيكية أهدافها المرجوة للحفاظ على البيئة وصون مواردها والقضاء على جميع الأخطار الناتجة عن استخدامها، حفاظا على صحة الإنسان والحيوان والطبيعة.
يجدر الذكر أن هذه الحملة ستشمل باقي مدن المملكة برعاية من الجمعية باعتبارها جمعية وطنية سعودية تقدم خدماتها البيئية على مستوى المملكة من أجل التوعية بترشيد الاستهلاك من استخدام الأكياس البلاستيكية التي تسبب أضرارا جسيمة على البيئة والإنسان، والتي تحتاج إلى ما لا يقل عن 400 عام حتى تتحلل، كما أنها تدمر الحياة الفطرية وترفع نسبة إصابة الإنسان بالسرطان والأمراض الخبيثة.