«السياحة والآثار» تبدأ إعادة تهيئة «حي الضلع» الأثري بالجوف

مبانيه تمثل الطراز المعماري القديم بالمنطقة

TT

ضمن جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار، في الحفاظ على القرى الأثرية في البلاد، انطلقت مؤخرا أعمال إعادة تهيئة حي الضلع الأثري بمنطقة الجوف، الواقع شمال مدينة سكاكا، ضمن مشروع الهيئة لإحياء القرى التراثية في السعودية.

وبيَّن حسين الخليفة، المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الجوف، أن أعمال التهيئة بالحي، التي بدأت الأسبوع الماضي بمتابعة وإشراف من الفرع، تشتمل على نظافته وإزالة الأتربة المتراكمة فيه، وكذلك المخلفات التي تتكدس بالحي؛ نظرا لهجره سنوات طويلة، خاصة في ممرات الحي التي أغلقتها المخلفات وأصبح من الصعب الدخول له.

وأشار الخليفة إلى أنه ستتم إعادة بناء مباني الطين بالحي باللبن في مناطق مختلفة من الحي، واستبدال التالف منها وتركيب لياسة للحوائط الخارجية للموقع ولواجهات الموقع وتركيب الأسقف وسيتم تركيب أبواب خشبية للغرف والمباني بالحي، ووضع مزاريب لإعادة الهيئة الأثرية للحي ولحماية المباني من مياه الأمطار مستقبلا، وذلك باستخدام مواد محلية، كما ستتم إعادة بناء ممرات للمشاة ليتمكن الزوار من زيارة الحي والاطلاع عليه؛ حيث يعد مزارا سياحيا بالمنطقة.

وقال المدير التنفيذي لفرع الهيئة بالجوف: إن حي الضلع هو حي من البيوت المتلاصقة على سفح التل، الذي تقوم عليه قلعة زعبل الأثرية، وشيدت هذه البيوت من الطين والحجارة وجذوع الأثل، ويتألف بعضها من طابقين، ومعظمها متهدم ستتم إعادة تهيئته، كما يشمل الحي عدة أزقة بعضها مغطى بسعف النخيل وأغصان الأثل وجذوعه.

وتقدر مساحة حي الضلع بنحو 20 ألف متر مربع، ويشكل نسيجا سياحيا مميزا، لتكامله المعماري مع حصن زعبل وبموقع بئر سيسرا، إضافة إلى أن مبانيه تمثل الطراز المعماري الذي كان سائدا في منطقة الجوف.

وأكد الخليفة أهمية مشروع القرى التراثية الذي تقوم عليه الهيئة بتوجيهات من الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ حيث يعد مشروعا اقتصاديا متكاملا، نظرا لما يمثله من مورد اقتصادي مهم يسهم في تنمية المناطق التي ينفذ فيها ويحتضن الكثير من الحرفيين والحرفيات، ويسهم في توفير فرص العمل، ويشجع الاستثمار في ترميم مباني التراث العمراني وإعادة تأهيلها وتوظيفها كنزل ومطاعم سياحية، إضافة إلى قيمته الثقافية والحضارية.

جدير بالذكر، أن الهيئة سبق أن أعادت تهيئة حي الدرع بمحافظة دومة الجندل، كما تقوم بإعادة تهيئة عدد من المواقع الأثرية بالمنطقة كقصر قدير وقصر مويسن، وأنهت الأعمال بإعادة تهيئة بيت النصار بدومة الجندل، وقصر إثرة بالقريات.

وبحسب الخليفة، فإن المواقع الأثرية بمنطقة الجوف تحظى بزيارة آلاف الزوار سنويا من القادمين من مختلف المناطق داخل السعودية وخارجها، إلى جانب عدد كبير من السياح الأجانب الزائرين للمنطقة.