اتهامات «نسائية» بتقصير المناهج التعليمية في تعزيز مفهومي «المواطنة» و«التطوع»

في مسح شمل 850 سيدة.. كشف استياء معظمهن من تواضع دور مناهج التربية الإسلامية والوطنية

TT

في لقاء ضم نخبة من سيدات المجتمع، حملت اختصاصيات مسؤولية تواضع مفهوم التطوع على عاتق المناهج التعليمية، إذ كشفت مها فتيحي، رئيسة المرشدات في السعودية، عن نتائج مسح حديث شمل 850 سيدة من مختلف شرائح المجتمع، واللاتي رأين أن مناهج التربية الإسلامية في المدارس لا تقوم على تأصيل مفهوم خدمة المجتمع بنسبة 82%، فيما أجمعت 90% على أن أثر تدريس منهج التربية الوطنية غير ظاهر في المجتمع السعودي.

وأفصحت فتيحي عن أن 86% من المشمولات في المسح رأين أن المناهج التعليمية لا تشتمل على ما يعزز المواطنة، في حين أجمعت غالبيتهن على أن العمل التطوعي هو أساس «المواطنة»، وأيدت 77% أن تكون برامج خدمة المجتمع متطلبا للتخرج من المرحلة الثانوية، وحول العلاقة بين الشعور بالانتماء ومزاولة العمل التطوعي؛ رأت 86% من المشمولات بالمسح أن هناك علاقة وثيقة بينهما، وهو ما نفته 14% فقط.

جاء ذلك خلال افتتاح ملتقى إبداع بنسخته الثامنة، مساء أول من أمس، والذي تنظمه ملتقيات إبداع بالتعاون مع جمعية العمل التطوعي، برعاية الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، تحت عنوان «العمل التطوعي.. فطرة إنسانية.. ونظرة حضارية»، وبمشاركة سيدات سعوديات وخليجيات، تأتي على رأسهن وزيرة التنمية البحرينية الدكتورة فاطمة البلوشي، التي تناولت خلال كلمتها الواقع التنظيمي لمؤسسات العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية في البحرين.

وكشفت فتيحي لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الملتقى، أنه تم التواصل مع 6 مدارس في المنطقة الشرقية بشأن نقل تجربة مشروع المرشدات بعد كل من جدة والرياض، مشيرة إلى أنه ستعقد دورة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لعرض المعلومات الأساسية لذلك في الشرقية، وأضافت بالقول: «لدينا الآن 250 قائدة على مستوى المملكة؛ ما بين جدة والرياض، و500 مرشدة يشملن 9 مدارس في جدة و7 مدارس في الرياض».

وبسؤال فتيحي عن معوقات هذه التجربة النسائية الأولى من نوعها في البلاد، وذلك بعد مرور عام على تأسيسها، قالت «أبرز المعوقات هو معوق فكري، يكمن في عدم التعرف على هذا النشاط وأهميته، فهو نشاط يمتد عمره في العالم لنحو 103 سنوات، وعلى مدى هذه السنوات لم يخرج من نشاط الكشافة والمرشدات أي عمل تخريبي أو نشاط يحمل تطرفا أو غلوا، إنما خدمة المجتمع فقط».

من جهتها، أفصحت المتحدثة مريم الزهراني، من جامعة الدمام، عن أن المقبلات على العمل التطوعي من الطالبات زاد بنسبة كبيرة مؤخرا، ليرتفع من 10% (للعام الماضي) إلى 27% لهذا العام، وكشفت الزهراني عن نتائج استبيان حديث أجرته جامعة الدمام على 180 طالبة من كليتي الطب والتمريض، وبينت نتائجه أن العائق الرئيسي لمزاولتهن للعمل التطوعي هو ازدحام الجدول الدراسي.

وأبانت رئيسة الملتقى نورة الشعبان «أن نشر ثقافة العمل التطوعي يعد واجبا إنسانيا»، فيما قالت المديرة التنفيذية لجمعية العمل التطوعي رانيا بوبشيت، في كلمتها «يصعب أن ينجح عمل تطوعي ما لم يكن خلفه فريقا يؤمن بنفس الفكرة ويعمل لتحقيقها بشكل جماعي يخلو من الفردية، وهكذا نؤمن في جمعية العمل التطوعي ومع كافة المبادرات التطوعية الشبابية».

وتناولت أوراق عمل الملتقى الذي يأتي بمشاركة 9 فرق تطوعية، خلال اليوم الثاني؛ معوقات مشاركة الشابات في العمل التطوعي، وهو ما قدمته الدكتورة أمل شيرة، مديرة إدارة الموارد البشرية بالمملكة لشركة «شندلر» العالمية، بمشاركة عدد من الشابات المهتمات في العمل التطوعي، وهن: داليا بادغيش ومنى الشويعر، فيما تناولت كل من المتحدثتين عهود طرابزوني وعالية يعقوب واقع البرامج والأطر والوسائل المطلوبة لتفعيل العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية لدى الشابات.

وتستعرض جلسات اليوم الأخير، مساء الليلة، آثار مشاركة الشابات في العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية، حيث تتناول رئيسة جمعية «ود» للتكافل والتنمية الأسرية نعيمة الزامل، أثر مشاركة الشابات في العمل التطوعي على فاعلية وكفاءة الأداء في مؤسسات العمل الخيري، فيما تقدم ريم العرفج، وهي مدرب دولي معتمد من الأكاديمية الدولية للتدريب والاستشارات، آثار مشاركة الشابات في العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية على التنمية العامة في المجتمع.

وتطرح سفيرة مؤسسة الفكر العربي في السعودية بيان حريري، آثار المشاركة في العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية على المتطوعين الشابات أنفسهم، كما تقدم موضي الشمري، وهي مدربة معتمدة من المجلس الخليجي للتنمية البشرية ورشة عمل «ضعي بصمتك...واتركي أثرا»، فيما تقدم رئيسة الملتقى نورة الشعبان لفتة عن تحويل الفراغ إلى إنتاجية وتعزيز ذلك لدى الشابات، ويختم الملتقى فعالياته بمداخلة لرئيس مجلس إدارة جمعية العمل التطوعي نجيب الزامل.