سكان العاصمة يقطعون المسافة إلى الشمس في أقل من 3 أيام

ازدحام شوارع الرياض خلق توترا لدى سائقي المركبات.. و«ساهر» يقف للتجاوزات بالمرصاد

TT

في الوقت الذي تقدر فيه المسافة بين الأرض والشمس قرابة 150 مليون كيلومتر، فإن سكان العاصمة يقطعون بمركباتهم أكثر من هذه المسافة خلال 3 أيام، حيث تشير الإحصاءات الرسمية، إلى أن سكان الرياض يقطعون يوميا ما يقارب 64 مليون كيلومتر.

وكانت إحصاءات إدارة مرور الرياض، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، قد أشارت إلى أنه في العاصمة السعودية، يعتمد 98 في المائة من سكانها على مركباتهم الخاصة، التي تقدر بنحو 4 ملايين سيارة، تقطع 64 مليون كيلومتر في غضون 24 ساعة، في ظل عدم وجود نظام نقل عام يخفف من ازدحام عاصمة البلاد.

ويعيش سكان الرياض حالة توتر يومية، تبدأ منذ ساعات الذروة المبكرة في صباح كل يوم، حيث تشهد طرقات المدينة ازدحاما كبيرا منذ السادسة صباحا، وحتى وقت متأخر من مساء كل يوم.

وبسبب هذا الازدحام، يستغرق التنقل في ساعات النهار من مكان إلى آخر أضعاف الوقت الذي يستغرقه في وقت متأخر، حيث تتسبب أرتال السيارات المتراصة على طرقات الرياض، في هدر أوقات طويلة على سكان الرياض، حيث يقضون هذه الأوقات على متن مركباتهم.

حالة التوتر هذه، انعكست بشكل سلبي على تصرفات سائقي العاصمة، حيث تلاحظ في شوارع الرياض عددا كبيرا من انتهاكات السير، عبر السرعات الزائدة، أو حالات التجاوز الخاطئة، وغيرها من المخالفات.

وعلى الرغم من نجاح نظام الرصد الإلكتروني للمخالفات، المعروف بـ«ساهر»، في خفض هذه المخالفات إلى حد كبير، فإنها لا تزال مُلاحظة بشكل لافت، مع تدنٍّ واضح في حالات تجاوز السرعة المحددة، التي تعد السبب الرئيسي لحالات الحوادث في البلاد، حيث سجلت الرياض العام الماضي انخفاضا في حالات وفيات الحوادث بمعدل يصل إلى 25 في المائة عن العام الذي سبقه.

والمتابع لأحاديث المجالس في السعودية، يلمس حالة عدم الرضا على النظام، من قبل فئة ليست بالقليلة، ممن يرون أن النظام أسهم في ضبط الحركة المرورية داخل وخارج المدن، ويراه آخرون نظاما لا يتجاوز كونه وسيلة لجباية الأموال، فكان النظام محورا مهما في أحاديث المجالس والمنتديات خلال الأشهر القليلة التي تلت تطبيقه.

ومعلوم أن نظام «ساهر»، الذي طبقته السعودية مؤخرا، عمل على الحد من تجاوز السرعة القانونية التي تم تحديدها على الطرق، عبر وضع كاميرات مراقبة تقوم بالتقاط صور دقيقة لا يمكن التلاعب بها بأي حال من الأحوال لأرقام المركبة التي يتجاوز قائدها الأنظمة والسرعة المحددة على الطرق، وهو القانون الذي يراه البعض كان سببا في تدني أرقام الحوادث في البلاد، طبقا لما أفرزته نتائج ميدانية، عمل على رصدها عدد من الجهات الحكومية، في الوقت الذي تُعد فيه السعودية من أكثر دول العالم من حيث نسب حوادث السير.

ويجابه العميد عبد الرحمن المقبل، مدير مرور الرياض، منتقدي النظام بإحصائيات زود «الشرق الأوسط» بها، يؤكد من خلالها انخفاض حوادث السير بنسبة تقترب من 25 في المائة عن ذات الإحصائية في العام الذي سبقه، حيث اقتربت مؤشرات وفيات الحوادث من 6 آلاف قتيل، وخلفت أكثر من 35 ألف مصاب، تلك الأرقام تقود السعودية لأن تتبوأ مراتب متقدمة بين دول العالم في نسب حوادث السير.

ومن تلك الإحصائيات، في العاصمة السعودية، الرياض، التي يقطنها أكثر من 6 ملايين شخص، أن 98 في المائة من سكانها يعتمدون في تنقلاتهم على مركباتهم الخاصة بشكل رئيسي، في ظل عدم وجود نظام نقل عام يخفف من زحام العاصمة، حيث تحوي الرياض أكثر من 4 ملايين سيارة.