ملتقى نسائي يخرج بـ«حزمة» توصيات لـ«الإعلام» و«المدارس» و«مراكز الأحياء»

82 في المائة من السعوديين يؤكدون على دور الجانب التطوعي في خلق فرص عمل

جانب من السيدات المشاركات في ملتقى التطوع الذي اختتم فعالياته مساء أول من أمس
TT

خرجت مجموعة من الناشطات السعوديات بحزمة من التوصيات التي تسعى لتعزيز واقع التطوع ومفهوم الخدمة الاجتماعية في السعودية، وذلك في ملتقى نسائي سعى لتشريح حال العمل التطوعي في البلاد، جاء برعاية الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، واختتم أعماله مساء أول من أمس، بمدينة الخبر، والذي نظمته ملتقيات إبداع بالتعاون مع جمعية العمل التطوعي.

إذ طالبت المتطوعات خلال الملتقى، بتفعيل دور وسائل الإعلام في التعريف بالجهود التي تدور في فلك التطوع والجهات التي تقوم بها، وتفعيل دور مراكز الأحياء في نشر أخبار التطوع لسكان الحي، وتعزيز الثقافة عن طريق المدارس ووسائل الإعلام للمساهمة في وصول المفهوم الصحيح لجميع الشرائح المجتمعية، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية وجود وصف وظيفي للمهام التي تحتاج إلى أشخاص متخصصين، والسعي بمنح ورش عمل للمتطوعين لتأهيلهم لمهارات أساسية ومهارات تخصصية.

ورأى المخرج السعودي بدر الحمود في ورقة عمل قدمها عن دور الإعلام في خدمة التطوع، أن الإعلام السعودي أبرز التطوع وكأنه «موضة أو طفرة شبابية وأمر جديد وحديث على المجتمع السعودي»، وهو ما وصفه بـ«الشكل الخاطئ»، قائلا «أكبر إهانة لنا كسعوديين أن يتصور المتطوع الجديد والإعلامي أن التطوع أمر مستحدث بالمملكة، فمن الخطأ نسف جميع الجهود والمدارس القديمة التي اتخذت اسم العمل الخيري الرسمي».

وطالب الحمود من الإعلاميين «تهميش المتطوع غير الجاد الذي هو الأكثر حرصا على الظهور الإعلامي»، مضيفا: «لا يعني ذلك أن الزهد والابتعاد عن الإعلام أمر صحيح للمتطوع الصادق، لكن للأسف الحاصل الآن أن المنتفعين من التطوع غايتهم الإعلام، فلذلك نجدهم الأكثر ظهورا من الصادقين حتى أصبح بعضهم رموزا للتطوع».

فيما بينت ريم العرفج، وهي ناشطة في العمل التطوعي، أن الدراسات تشير إلى أن «عائد القطاع التطوعي أفضل من عائد المال الذي يستخدمه القطاع الحكومي»، وكشفت العرفج أن «القيمة المالية المقدرة للجهود التطوعية في السعودية تبلغ ريالا واحدا يستثمر في تلك الجهود، بيد أن عائده الاقتصادي خمسة ريالات»، مشيرة إلى أن «ما نسبته 82 في المائة من المواطنين السعوديين يؤكدون على دور الجمعيات والمتطوعين في إيجاد فرص عمل من خلال التدريب والتوظيف».

من جهتها، أفصحت سفيرة مؤسسة الفكر العربي بالسعودية بيان حريري، عن نتائج مسح ميداني شمل 189 فتاة متطوعة لتبيان أثر العمل التطوعي على الشابات، إذ احتل اكتساب الخبرات أول تلك الآثار بنسبة 81 في المائة فيما جاء ثانيا تحقيق الرضا النفسي بـ78 في المائة، ثم إنشاء صداقات ثالثا بنسبة 71 في المائة، فيما رأت نسبة 4.8 في المائة أنه هدر للطاقات، ونسبة 4.2 في المائة رأته إضاعة للوقت».

وكشفت رئيسة جمعية «ود للتكافل والتنمية الأسرية» نعيمة الزامل، أن «المنطقة الشرقية تعج بالعدد الأكبر من المتطوعين على مستوى السعودية، بعد مدينة جدة»، وشددت على أهمية التركيز على دعم العمل التطوعي، لافتة إلى أن «أميركا تنفق ما مقداره 4 مليارات دولار سنويا على العمل التطوعي».

وفي ذات السياق، أوضح فهد الموسى، عضو جمعية العمل التطوعي، أن الجمعية أنشأت «حاضنات للعمل الاجتماعي، في سياق الدعوة إلى الاحترافية في العمل المؤسساتي في القطاع الخيري التطوعي»، مؤكدا أن «الجمعية تتعامل مع العمل التطوعي كما هو معمول بالقطاع التجاري».

وأوضح رئيس مجلس إدارة العمل التطوعي نجيب الزامل، خلال كلمته في الملتقى أن «سبب تأخر العالم الثالث يعود لتهميشه العمل التطوعي والاعتماد على الجانب الحكومي فقط، على عكس الدول المتقدمة التي تولي العمل التطوعي كل اهتمامها، حيث تعتمد عليه بصورة عمل مدني إلى جانب العمل الرسمي».

وأظهرت فعاليات اليوم الثاني للملتقى جملة من المعوقات التي تواجه مشاركة الشابات في العمل التطوعي، حيث أبرزت حلقة نقاش دارت بين شابات عملن في الحقل التطوعي (داليا بادغيش ومنى الشويعر) وخبيرة في الموارد البشرية الدكتورة أمل شيرة «صعوبة الوصول للعمل التطوعي وعدم تفهم المجتمع لأهمية العمل التطوعي»، مؤكدات أن «مفهوم التطوع غير منتشر، إلى جانب عدم وضوح مهام المتطوع وقلة الاهتمام بالمنح والورش ودورات التأهيل، علاوة على غياب التحفيز للمتطوعات».

وقد اختتمت فعاليات الملتقى الذي استمر لثلاثة أيام، باستعراض تجارب شبابية متميزة لعدد من الفرق التطوعية في المنطقة الشرقية، وهي «نماء الدرر» وفريق «بصمة بنات» وفريق «كيدز ليفرز» وفريق «نادي ام الساهك» وفريق «فطور الناجحات» وفريق «لنسعدهم» التطوعي، مع الإشارة لكون الملتقى الذي حظي بحضور عدد من الناشطات في الخدمة الاجتماعية والجانب التطوعي حمل عنوان (العمل التطوعي.. فطرة إنسانية.. ونظرة حضارية).