دراسة حديثة تكشف عن إصابة ربع السعوديين فوق الـ30 عاما بالسكري

استشاري: تغير نمط الحياة وتدني النشاط الجسماني أبرز أسباب تفشيه

نمط الحياة الجديد ساعد في انتشار السكري بشكل كبير وسط مختلف الشرائح («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت دراسة طبية حديثة عن أن مرض السكري (من النوع الثاني الذي يصيب البالغين) يصيب 24 في المائة من السعوديين فوق سن الـ30 عاما. وقال الدكتور مراد المراد، استشاري ورئيس وحدة السكري والغدد الصماء بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، لـ«الشرق الأوسط» إن الدراسة التي أجراها الدكتور منصور النزهة على عينة من المواطنين بلغت 17 ألف شخص، كشفت عن تفشي المرض وسط السعوديين بشكل لافت.

وكانت العاصمة الرياض قد شهدت مؤخرا دخول عقار «جلوكوفاج إكس آر»، لأول مرة في السعودية. وأشار الدكتور المراد، إلى أن هذا الدواء الذي دخل حديثا في سوق الدواء السعودية يعتبر إضافة ودعامة مهمة في علاج مرض السكري، علما بأن «جلوكوفاج» التقليدي موجود منذ نحو 50 عاما في العالم، ومنذ خمسين عاما وهذا الدواء يعتبر الأكثر كتابة من قبل الأطباء على مستوى العالم، والجديد في «جلوكوفاج إكس آر»، أنه يعطى مرة واحدة بدلا من 3 أو 4 مرات، وطريقة تركيبه وتصنيعه تخفف من الأعراض الجانبية بشكل كبير، وهذا يؤدي إلى التزام المرضى بالعلاج لقلة عدد الجرعات، وقلة الأعراض الجانبية، الأمر الذي يؤدي إلى السيطرة بشكل أكبر على المرض.

من جانبه، أوضح الدكتور هاري هوليت، الاستشاري بمستشفى فيكتوريا في بريطانيا، في الندوة التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض بمناسبة دخول العقار الجديد، أن «الميزة الإضافية للدواء الجديد هي أنه يمكن تعاطيه مرة واحدة في اليوم مع وجبة العشاء، ويعني ذلك قبول المريض للدواء بشكل أفضل وبالتزام أكبر، وتزداد مساحة الأريحية للمريض مع تقديم عدة أنواع من الجرعات، كما تسمح مرونة الجرعة بتخصيص طريقة العلاج بناء على حاجات المريض»، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن أطباء العائلة في المملكة المتحدة يجدون في هذه الخصائص أمرا غير مسبوق.

وعاد الدكتور المراد بالقول إن انتشار مرض السكري في السعودية يعود بالدرجة الأولى إلى التغير في نمط الحياة خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع الانتشار المهول لمطاعم الوجبات السريعة، إلى جانب تدني النشاط الجسماني لدى المواطنين، منوها في الوقت نفسه، بأن البرامج الصحية والتوعوية التي تقوم بها وزارة الصحة السعودية، وجهات صحية أخرى، ستحد من انتشار هذا المرض.

ونوه رئيس وحدة السكري والغدد الصماء بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، بالجهود التي تقوم بها الجهات الصحية الحكومية في البلاد، والتي تأخذ على محمل الجد قضية مكافحة جميع الأمراض المزمنة وعلى رأسها مرض السكري.

وأشار إلى وجود الكثير من اللجان التي تعمل على مدار الساعة للوقاية والحد من انتشار السكري، مثل اللجنة الوطنية لمكافحة السكري، ولجنة تمكين مرضى السكري من العناية بأنفسهم، إضافة إلى الكثير من مراكز السكري التخصصية في جميع مناطق البلاد المختلفة، مشيرا إلى أن التوجه الحالي يقوم على زيادة هذه المراكز وتمكينها بكل التجهيزات اللازمة.