أمير منطقة مكة المكرمة يكلف مواطنة سعودية بقص شريط أعمال إصلاح مدينة جدة

بمناسبة إعلان بدء المشاريع العاجلة في أم الخير والسامر

المواطنة «أم محمد» تشارك أمير منطقة مكة المكرمة في تدشين بداية المشاريع العاجلة في أم الخير والسامر (تصوير: غازي مهدي)
TT

قصت مواطنة سعودية شريط أعمال إصلاح مدينة جدة وإعادة هيكلتها التي بدأت أمس بحضور أمير منطقة مكة المكرمة، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وذلك بتدشين أعمال مشروع درء أخطار السيول وتصريفها عن أحياء أم الخير والسامر، ضمن الحلول العاجلة التي أمرت بها القيادة السعودية.

ودشنت المواطنة السعودية فاطمة الطويرقي «أم محمد» التي ذاع صيتها إبان كارثة جدة الثانية، بمقطع انتشر على شبكة الإنترنت وهي تخاطب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة خلال زيارته لحي أم الخير عقب الكارثة، تشكو له الوعود الواهية التي يطلقها المسؤولون من وقت لآخر لسكان الحي، وتكرار مأساتهم مع الأمطار كل عام، وخاطبها الأمير خالد الفيصل بقوله «عندما زرت حي أم الخير إبان الأمطار التي هطلت على جدة التقيت عددا من السكان كان منهم أم محمد وقالت حينها: سمعنا كثيرا من الوعود التي لم تنفذ. وقلت لها في حينه إن هذا الوعد سينفذ لأنه من خادم الحرمين الشريفين».

ودعاها أمس أمير منطقة مكة المكرمة لتدشين المشروع، وقال «أدعوكم أنت ومحمد الجعيد لتدشين هذا المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين».

وهنا ردت أم محمد «هذا شرف لنا وجزاك الله كل الخير، أنت رجل قلت وفعلت، ونحن اليوم نحتفل بتدشين هذا المشروع، وهو بتوفيق الله ثم بجهودك وجميع المسؤولين في الدولة على رأسهم خادم الحرمين الشريفين».

وأردفت «نشكركم على تلبية طلباتنا بكل سعة صدر، أوفيت بكل وعودك حفظك الله، فقد أكدت وجود مشاريع عاجلة، وقد كانت بالفعل عاجلة، فقد شاهدنا بأعيننا مشاريع عاجلة بعد توقف الأمطار، سواء في منازلنا أو السد والمجرى، الذي تم إنشاؤه وقد كان ذلك سريعا غير ما نشاهده اليوم من إحضار كبرى الشركات العالمية لتنفيذ المشاريع، وذلك لدرء الخطر عن منازلنا من مياه، وعدم إزالتها، وهو موقف نعتز به، فقد أكرمتنا بسماع آرائنا وأفكارنا، وهو موقف لن ننساه، والجميع يعلم أننا في أمان في بلد الأمن، وذلك بتوفيق الله ثم بجهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني ثم بجهودكم الشخصية».

وأضافت أم محمد «رفضت أن أعيد تأهيل مسكني، فقد أصلحته سابقا، وعادت الأمطار لتعبث به، ولكن ابتداء من اليوم، سأبدأ في إصلاح مسكني، وذلك بفضل الله ثم جهدك».

وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أعلن أمس شركة «المباني مقاولون عامون» شركة منفذة للمشروع، بنحو 265 مليون ريال، ومدة العمل 179 يوما.

وقال «نحتفل اليوم جميعا، لا أقول البدء، إنما استمرار البدء في المشاريع العاجلة، لأن بعضها قد بدأ بالفعل من قبل الأمانة في إنشاء بعض السدود، أما اليوم، فهو ما يعالج بعض الأحياء، ومشكلات هذه الأحياء بفتح قنوات فيها، وربطها بالقنوات القائمة في مدينة جدة، وما يتبع هذه الخطوات من مشاريع أخرى، وقد قامت الأمانة بطرح هذا المشروع بعد دراسته، وقد رسا المشروع على شركة (المباني مقاولون عامون)، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون في المشروع ما يخفف الكوارث التي نأمل تلافيها في الموسم القادم للأمطار».

وأضاف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في كلمته «نجتمع في هذا اليوم المبارك لننفذ ما أمر به سيدي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين والنائب الثاني، بالبدء فورا في مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في مدينة جدة، هذا المشروع الذي حظي باهتمام القيادة منذ اليوم الأول للفاجعة، التي مرت بها المدينة جراء السيول التي تكالبت عليها العامين الماضيين».

وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة «كانت توجيهات القيادة برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين واضحة وجلية، بأن تذلل كل العقبات، وتسهل جميع السبل لدراسة ومعالجة وتنفيذ مشاريع تصريف السيول والأمطار في جدة، وقد أمر حفظه الله بلجنة وزارية، يرأسها الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية وعضوية وزراء الشؤون البلدية والقروية، والمالية، والنقل، والمياه، والصحة، وأمير منطقة مكة المكرمة، وانبثق عن هذه اللجنة لجنة وزارية برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة، وعضوية وزير الشؤون البلدية والقروية، ووزير المالية ووزير النقل ووزير المياه للبدء في تنفيذ التوجيهات الكريمة واستغلال هذه الأوامر الاستثنائية للبدء فورا في معالجة هذا الوضع في هذه المدينة».

واستطرد أمير منطقة مكة المكرمة «بدأنا جميعا بعمل سريع وانقسم المشروع إلى قسمين، قسم للمشاريع العاجلة والتي نأمل منها تخفيف ناتج هذه السيول وأخطارها على المدينة خلال الموسم القادم إن شاء الله وقد عملنا في سباق مع الزمن لتقوم هذه المشاريع في أسرع وقت ممكن، وهناك المشروع الآخر وهو الحل الدائم الذي سبق قبل أسابيع توقيع عقده مع الشركة العالمية لعمل الدراسة والحمد لله بدأت الدراسة وستنتهي في موعدها المقرر»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن التوجيهات من القيادة واضحة، وأردف «نعمل ليل نهار لتلافي هذه الأخطاء، وسوف نقوم بكل ما نستطيع القيام به، ونأمل من الله سبحانه وتعالى التوفيق لخدمة المواطن في هذه المدينة، ونساعده على الحياة في أمان وطمأنينة واستقرار كما يراد له».

وكشف، على الجانب الآخر، لـ«الشرق الأوسط» عادل الملحم، مساعد أمين جدة لمشروع السامر وأم الخير، عن أن «المشروع يسير وفق ما أعد له بالتعاون مع جميع الجهات الخدمية لإزالة المرافق العامة والخاصة، وقدر عدد العقارات التي ستزال بنحو 179 عقارا في الموقعين، منها 12 مستودعا في أم خير، وأنه بدأ بالفعل صرف التعويضات».

وهي المعلومات التي أكدها لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز العبد الكريم وكيل وزير الشؤون البلدية والقروية للشؤون الفنية، وأضاف «تم البدء فعليا في نزع جميع الملكيات في المنطقة، وإجراءات الصرف لأصحابها».

وقال «نحن على ثقة بما نراه من توجيه الأمير خالد الفيصل أمير منطقه مكة المكرمة والأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، حيث سيتم صرفها في أسرع وقت ممكن».

وكشف في الوقت ذاته لـ«الشرق الأوسط» عن مشروع هيكلة كاملة لشبكة الطرق في جدة، وضعته الأمانة، وتم رصد ميزانية متكاملة له، وعن لجنة أخرى لإعادة تقييم ودراسة المشاريع المتعثرة التي لم تثبت جدواها.