فاطمة الطويرقي.. أم الخير

سجلت بموقفها صورة حية لدور المرأة في الحي.. وكرمت بتدشين المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين

الطويرقي تتحدث إلى أمير منطقة مكة المكرمة قبيل تدشين المشروع (تصوير: غازي مهدي)
TT

سجلت فاطمة الطويرقي (أم الخير)، كما يطلق عليها سكان حي أم الخير، حضورها في حفل تدشين مشروع تصريف الأمطار والسيول لحي أم الخير والسامر، كما سجلته إبان الكارثة وهي ترفع مطالب السكان للأمير خالد الفيصل نيابة عنهم، فكرمت بتدشين المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين، لتزف لسكان حيها الأمل والبشرى بانتهاء أزمتهم المزمنة مع الأمطار.

فاطمة الطويرقي التي تعمل مديرة للمدرسة المتوسطة الواحدة والستين في شرق جدة، والأم لمحمد وثلاث بنات، أصبحت بمثابة سيدة الحي والعضو الأبرز فيه والمرجع لسكان الحي عند الحاجة لأي مطالب بلدية أو حكومية، بل أصبح السكان يطلقون عليها لقب «أم الخير» بسبب الجهود التي قدمتها لسكان حي أم الخير وقيامها برفع كافة مطالبهم لأمير المنطقة وأمين محافظة جدة خلال الزيارات الميدانية التي قاما بها للموقع وقت الكارثة.

وقد سجلت أم محمد أول المواقف والمطالبات مصادفة بحسب ما تقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط» وقد دفعها إلى ذلك الحاجة الماسة والظروف الصعبة التي عاشتها خلال الكارثتين الأولى والثانية بعد ما أصاب مسكنها من دمار.

تقول أم محمد: «خرجت بصحبة ابني محمد بعد الكارثة لنبحثا عن لجان الحصر، ففوجئت بأمين جدة الدكتور هاني أبو راس يجري أحد اللقاءات التلفزيونية في الحي، فتداخلت في اللقاء دون سابق إنذار وواجهت الأمين بعدد من المطالبات والأخطاء التي خلفها المهندسون السابقون في الأمانة، وهو الأمر الذي دفع باقي سكان الحي لمواجهة الأمين بتلك المطالب ووعدهم الأمير خيرا».

وكان ذلك الموقف بمثابة شهادة العبور لأم محمد وتعريف بها أمام سكان الحي الذين اتفقوا على تسميتها كمتحدثة رسمية لهم أمام أمير المنطقة خلال زيارته للحي، والتي كان معدا لها في اليوم التالي، فتم الاجتماع بها وتسجيل كافة المطالب التي نقلتها أم محمد إلى الأمير خالد الفيصل وصورتها أجهزة الهواتف الجوالة وتناقلتها المواقع عبر شبكة الإنترنت فذاع صيتها.

وتقول أم محمد عما واجهته في كارثتي جدة: «دمرت الأمطار معظم المنازل في الحي، ورفضت أن أعيد تأهيل مسكني، فقد أصلحته سابقا وعادت الأمطار لتعبث به، ولكن ابتداء من اليوم سأبدأ في تصليح مسكني، وذلك بفضل الله ثم جهدك». وخاطب الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أم محمد وهو يعلن تفاصيل المشروع بقوله: «عندما زرت حي أم الخير إبان الأمطار التي هطلت على جدة التقيت عددا من السكان كان منهم أم محمد، وقالت حينها سمعنا كثيرا من الوعود التي لم تنفذ، وقلت لها في حينه إن هذا الوعد سينفذ لأنه من خادم الحرمين الشريفين، لهذا أدعوك أنت ومحمد الجعيد لتدشين هذا المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين». ووجهت أم محمد نيابة عن سكان حي أم الخير الشكر لأمير منطقة مكة، وقالت: «جزاك الله كل خير، أنت رجل قلت وفعلت، ونحن اليوم نحتفل بتدشين هذا المشروع، وهو بتوفيق الله ثم بجهودك وكافة المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين».

وأضافت: «نشكرك على تلبية طلباتنا بكل سعة صدر. وفيت بكل وعودك، حفظك الله، فقد أكدت وجود مشاريع عاجلة، وقد كانت بالفعل عاجلة، فقد شاهدنا بأعيننا مشاريع عاجلة بعد توقف الأمطار، سواء في منازلنا أو السد والمجرى الذي تم إنشاؤه، وقد كان ذلك سريعا غير ما نشاهده اليوم من إحضار كبرى الشركات العالمية لتنفيذ المشاريع، وذلك لدرء الخطر عن منازلنا من مياه وعدم إزالتها، وهو موقف نعتز به، فقد أكرمتنا بسماع آرائنا وأفكارنا، وهو موقف لن ننساه أبدا».

ومن جانبه، وصف محمد الجعيد أم محمد بالشجاعة، ووصف الأمير خالد الفيصل بالحليم. وقال: «سبق أن التقيت الأمير خالد الفيصل وكنت منفعلا، وقد احتواني وكان واسع الصدر، وقال لي حرفيا (ما لك إلا اللي يرضيك) وقد اختصرت تلك الكلمة المساحات، واليوم هو يدشن هذا المشروع الذي انتظرناه منذ سنوات طويلة، ولا أجد ما أقوله إلا وعدت فأوفيت وهنيئا لمنطقة مكة المكرمة بفارسها الأمير الشاعر. أنت العريس لجدة وستلبسها أبهى الحلل. وهنا يقف التاريخ ويسجل مشروعا يحفظ حياة الناس».