الحمين: هيئة الأمر بالمعروف تجسد النموذج المعاصر لتطبيقات شعيرة الحسبة

خلال استعراضه ملامح المشروع التطويري للهيئة

TT

استعرض الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ملامح المشروع التطويري الذي شهدته الرئاسة وفروعها في التخطيط الاستراتيجي وتطوير البناء الداخلي والخدمة المقدمة للمجتمع، عبر محاضرة له في جامعة جازان أمس بعنوان «شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وعناية المملكة العربية السعودية بها»، رعاها الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان.

وكشف الحمين نقاطا من إنجاز مشروع الخطة الاستراتيجية للعشرين عاما المقبلة مع الشريك الاستراتيجي للهيئة وهو جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وإنجاز الخطة التنفيذية للسنوات الخمس المقبلة، إلى جانب نشر ثقافة التخطيط والتطوير الاستباقي وتطوير الإدارة العامة للتخطيط بالرئاسة لتحقيق الأهداف كافة المرتبطة بالجودة، فضلا عن تبني نهج علمي يقوم على البحث العلمي والمؤسسي والتركيز على قيمة مهارات الأعضاء إلى جانب الكراسي العلمية والبحثية في الجامعات السعودية، التي من أبرزها كرسي الملك عبد الله للحسبة وكرسي الأمير سلطان لأبحاث ودراسات الشباب، وكرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأكد أن استحقاق الخيرية بين الأمم إنما يكون بأعمال بعينها حددها الله تعالى بقوله: «تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..» فقال إن الله سبحانه وتعالى أعلى من شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعله من أسباب الخيرية ومن أسباب الاستخلاف في الأرض، وواجبا من أهم الواجبات على من ملكه الله أمر الأمة، مشددا على أن هذه الشعيرة ستبقى في كل زمان ومكان شاهدا من شواهد عظمة الدين الإسلامي. وبين أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة إسلامية تجعل المجتمع قويا أمام التحديات والمؤثرات الخارجية كافة، مشيرا إلى أن الهيئة تمثل النموذج المعاصر لتطبيقات الحسبة.

وقال إن «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد تجسد النموذج المعاصر لتطبيقات شعيرة الحسبة في مجالات الأمن العقدي والفكري والأخلاقي قدمتها الدولة السعودية المباركة منجزا يحفظه التاريخ وشاهدا على سلامة المنهج وصدق الإدارة في تحكيم أمر الله، وهي تجربة حري بنا أن نصدرها للمجتمعات التي تنشد الأمن على الضرورات الخمس دون تجزئة». واستعرض الشيخ الحمين المراحل التاريخية التي مرت بها الحسبة منذ صدر الإسلام وحتى الوقت الحالي، مذكرا بالعناية الخاصة التي وجدتها الحسبة عبر الدولتين السعودية الأولى والثانية، التي مثلت صورة مشرقة لتطبيق ولاية الحسبة عبر التعاضد بين الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله.

وأبرز الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النقلات النوعية التي شهدتها الحسبة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عبر تنسيق بنيتها التنظيمية والإدارية وفق منهج يعتمد على الثوابت والتأكيد على مكانة هذه الشعيرة في نظام الدولة الأساسي ودعم جهاز الهيئة والعناية الخاصة به.

وفي ما يتعلق بمجال تطوير الخدمات المقدمة للمجتمع، بين الحمين أن الهيئة تعمل على التحصين المبكر من خلال العمل التوعوي والإعلامي لترسيخ المعروف والوقاية من المنكرات، وقد تم تطوير الإدارات المعنية بذلك لتكون ضمن الإدارات العامة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد بن علي آل هيازع مدير جامعة جازان أن «وحدة هذا الوطن المبارك قامت على الثوابت التي ابتدأت بها رسالة هذه الأمة.. أمة تحكم بشرع الله وتسلك منهجه معتقدا وروحا وسور حياة. ولعل أهم القيم النبيلة في حياة هذا المجتمع أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكن خيارا بشريا ولا بدعة إنسانية بالقدر الذي تكون به هذه الشعيرة عبادة وتقربا والتزاما بأمر رباني خالص لا يقبل الشكوك أو المساومة».