المثقفون ينتخبون إدارات الأندية الأدبية لأول مرة بمشاركة المرأة

الأفندي لـ«الشرق الأوسط»: اللائحة في صورتها الجديدة لم تفرق في الفعل الثقافي بين الذكور والإناث

TT

كشف عبد الله بن أحمد الأفندي، مدير عام الأندية الأدبية بوكالة وزارة الثقافة بوزارة الثقافة والإعلام، عن موافقة الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام على مشاركة المرأة في الجمعيات العمومية لانتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية الجديدة.

واعتبر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الخطوة هامة، تكرس لدور المرأة في الأنشطة الثقافية والأدبية، حيث سيتم قيد الراغبات من المثقفات في محيط كل ناد أدبي في عضوية الجمعية العمومية تطلعا من الوزارة إلى دعمهن من قبل الأندية الأدبية وإبراز نتاجهن الثقافي والأدبي، وبخاصة الشابات منهن، وفق رؤية تراعى من خلالها الثوابت والعادات والتقاليد.

وقال الأفندي إن اللائحة في صورتها الجديدة لم تفرق في الفعل الثقافي بين الذكور والإناث، وبالتالي فمشاركة المرأة متاحة في الجمعيات العمومية إلا أن مقترحا رفع من قبل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية المكلف سابقا عبد الله الجاسر، لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، يتضمن الاستضاءة به من قبل الجمعيات العمومية للأندية الأدبية كفكرة تجريبية لمشاركة المرأة، فوجه الوزير بأن يتم قبول صوت المرأة في الجمعيات العمومية في ترشيح أعضاء مجالس إدارة الأندية في كل ناد بالطريقة التي تضمن وصول صوتها للمرشح كمرحلة أولى في السنوات الأربع المقبلة.

واستطرد بقوله: «وأيضا الترشيح لعضوية اللجنة النسائية، وليس مجلس إدارة النادي، وعلى أن يتم التصويت على المرشحات للجنة النسائية في كل ناد أدبي، وأن يتم اختيار ست مرشحات لعضوية اللجنة النسائية بكل ناد أدبي أو أكثر، وفق رؤية كل ناد».

وأشار إلى أن الاقتراع السري بينهن يجري بحضور رئيس مجلس إدارة النادي وممثل عن الوزارة لاختيار رئيسة اللجنة ونائبة رئيسة اللجنة ومقررة اللجنة، ويتاح لهن جميعا وفق رؤية النادي في اللجان العاملة في النادي كبقية أعضاء اللجان من خلال إشراكهن في اللجان العاملة مع بقية أعضاء اللجان من الذكور، وفقا لمقتضيات حال كل ناد في أعمال هذه اللجان، سواء في وضع الخطط والاستراتيجيات لأعمال ونشاطات كل لجنة أو مباشرة الفعل الثقافي وفق الثوابت والعادات والتقاليد التي تسود المجتمع. وحول البدء في تطبيق اللائحة قال الأفندي: «إن الوزارة تتوقع أن تنتهي إدارات الأندية الأدبية من إقامة الجمعيات العمومية مع نهاية العام الحالي، ولكن يخضع ذلك لظروف مجالس الإدارات الحالية لكل ناد أدبي، ومدى استكمالهم لإجراءات إقامة الجمعيات العمومية، وتلقي استمارات الترشيح لمجالس الإدارات الجديدة وفقا للضوابط المحددة والمعايير».

وأضاف: «سنعمل وفق توجيهات الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، بالتواصل مع المجالس الحالية، وتحديد مواعيد تتلاءم مع استعداد كل ناد أدبي».

وأشار إلى أن من حسن الطالع صدور هذه اللائحة والعمل بها تزامنا مع تعيين الدكتور الحجيلان وكيلا للوزارة للشؤون الثقافية، وأردف: «حيث سنرى في العام المقبل هذه الأندية الأدبية مكتملة بمجالس إدارات جديدة، تواصل ما بنته الإدارات الحالية، لا سيما أنها تلقت دعما سخيا من خادم الحرمين الشريفين وبدأت الأندية توجه طاقاتها لبناء مقرات لها عوضا عن المستأجرة، وفقا لخارطة الشأن الثقافي ومتطلباته، مما سيجعل هذه المقرات معالم بارزة في مواقعها على خارطة مناطق ومحافظات المملكة».

وحول حذف بعض فقرات النواحي الإدارية من اللائحة قبل التعديل، أبان أنه تم الإبقاء على بعض ما جاء في النواحي المالية ولائحة الانتخابات، وفقا لمرئيات اللجنة التي شكلت لتعديل اللائحة بعد لقاء الوزير برؤساء الأندية الأدبية وإتاحة الفرصة لمراجعة اللائحة، وقد أقر ما تم حذفه من قبل اللجنة وبالتالي أصبح كل ناد أدبي يتمتع بالصلاحية بحسب ظروفه واحتياجاته ومتطلبات تفعيل أنشطته، فيما تم تحديد عدد ونوع اللجان لمجالس الأندية القائمة.

وأكد الأفندي أن مجلس إدارة نادي مكة الأدبي الجديد سيلتئم في السادس والعشرين من الشهر الحالي، يعقبه نادي الجوف وحائل، مقدما الشكر لرئيس نادي مكة الأدبي الدكتور سهيل قاضي ورؤساء الأندية في الجوف وحائل.

وأعرب عن توقعه اختيار مجالس إدارة هذين الناديين في الشهر المقبل، وبقية رؤساء الأندية الذين تفاعلوا مع اللائحة وعملوا على البدء في تطبيقها كل بحسب ظروفه، للعمل على تأسيس الجمعيات العمومية التي سيتم من خلالها تشكيل المجالس الجديدة لإدارة الأندية الأدبية في خطوة تعمق ثقافة الانتخاب بطريقة متميزة ورؤية ثاقبة للشأن الثقافي في المملكة. وحول إمكانية دخول أعضاء المجالس الحالية في قوائم الترشيح للمجالس القادمة أكد الأفندي أن اللائحة الجديدة لم تمنع أيا من رؤساء الأندية ولا أعضائها من ترشيح أنفسهم للمجالس الجديدة وفقا للضوابط والشروط والمعايير التي وردت ووفقا لما تقره كل جمعية عمومية.

وبين أن ما ورد في عضوية اللجان العاملة والمشاركة والشرفية واضح حيث يمكن للمقيمين من السعوديين في محيط النادي ممن يحق لهم الترشيح والترشح لمجلس إدارة النادي أو اللجان العاملة فيه، وفق الشروط، وما قد يراه النادي للجان كما أن العضوية المشاركة متاحة للسعوديين والمقيمين داخل المنطقة وخارجها فيما ستكون العضوية الشرفية لمن يراه مجلس إدارة النادي، وأنها قد تختلف من ناد لآخر، وفق معطيات ستحددها مجالس الأندية واستنادا للدعم الذي يتلقاه النادي من أعضاء الشرف الذين يراهم المجلس.

وحول تكريم أعضاء الشرف قال إنه درجت العادة على ذلك في ملتقيات هذه الندية كما هو مثلا في الباحة وجده والحدود الشمالية وأبها وحائل وغيرها من الأندية التي تقيم نشاطا سنويا كبيرا، وهي مناسبة أن يلتقي الوزير بمن يحمل العضوية الشرفية، حيث يحرص على حضور هذه الملتقيات وتكريم من يقدم دعما لهذه المناشط الثقافية التي تعرف بثقافتنا في الداخل والخارج.