جدة: «الشؤون الاجتماعية» تعترف بعدم قدرتها على مكافحة الفقر في السعودية بمفردها

شددت على ضرورة تضافر كافة الجهات المعنية لاستئصاله بشكل كامل

TT

اعترف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية بعدم قدرة الوزارة على مكافحة الفقر في السعودية بمفردها على الرغم من دورها في ذلك والذي وصفه بـ«الاحترافي»، مطالبا بضرورة تضافر وتكاتف العديد من الجهات في ذلك.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن مكاتب الضمان الاجتماعي المنتشرة في جميع مناطق السعودية تعمل على صرف المبالغ المالية وفق آليات وبرامج معينة، فضلا عن أهمية الدور الذي تقدمه الجمعيات الخيرية الإغاثية والتخصصية فيما يتعلق بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين بهدف توفير عيشة كريمة لهم».

يأتي ذلك في وقت افتتح فيه مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة السبت الماضي ورش عمل العنف الأسري التي تنظمها جامعة الملك عبد العزيز في جدة ضمن مبادرة كرسي المهندس عبد الله بقشان لدراسات العنف الأسري، وذلك لمدة أربعة أيام في قاعة الشؤون الاجتماعية.

وبالعودة إلى عبد الله آل طاوي، فقد رد على الاتهامات التي طالت الوزارة بشأن إهمالها للنزلاء الذين يغادرون دور الرعاية الاجتماعية بأن الوزارة لا تغفل عن هذه الفئة، مؤكدا أن متابعتهم تتم بشكل شبه يومي، فضلا عن وجود برامج ابتعاث للخارج تستهدف هؤلاء النزلاء من أجل إكمال تعليمهم. وأضاف: «رفعت وزارة الشؤون الاجتماعية المعونة المقدمة للأسر حاضنة الأيتام إلى 5 آلاف ريال شهريا، وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».

إلى ذلك، أرجع سليمان بن عبد الله المقبل مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة الرياض ورئيس لجنة الحماية الاجتماعية في المنطقة أسباب انعقاد ورش عمل متعلقة بالعنف الأسري إلى العمل على دراسة ظاهرة العنف الأسري ضد المرأة والطفل والمسن، وتفعيل البرامج والخدمات التي تعمل على الحد من هذه الظاهرة وحمايتهم من الإيذاء.

وذكر خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الظاهرة تعود أسبابها إلى انحرافات معينة للأب أو الأم، والتي تنعكس على الأطفال، إلى جانب التفكك الأسري الذي قد يتسبب فيه الوالدان، والأسباب الاقتصادية، أو التعاطي من قبل الوالدين، إضافة إلى الجهل في كيفية التعامل مع الأطفال.

في حين أكد الدكتور رزق سند إبراهيم أستاذ علم النفس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة على تزايد نسبة الأطفال المعنفين داخل الأسر في العالم العربي، موضحا أن الأعداد التي يتم تناولها بشأن الأطفال من فئة الاحتياجات الخاصة في العالم العربي لا تعد دقيقة، كونها أعدادا تقديرية.

وأضاف: «تتعرض أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة للعديد من الضغوطات المالية والجسدية والانفعالية والاجتماعية، وهو ما يؤثر حتى على العلاقة الزوجية، مما تسبب في بعض الأحيان للجوء الأب إلى الهروب من منزل الأسرة نتيجة عدم مقدرته على تحمل هذا العبء».

وطالب بضرورة اكتشاف وتنمية إمكانات وقدرات ومواهب الأطفال المعاقين لديهم والتركيز عليها، عوضا عن تهميشهم وتعنيفهم، خصوصا أن النقص الموجود لديهم يعتبر في منطقة معينة، إلا أنهم يملكون مواهب قد تجعلهم في أوقات كثيرة يكونون أفضل من أقرانهم الأسوياء.

وشهد أول أيام ورش العمل مناقشة الدكتور وجدي شفيق عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة لقضايا العنف الأسري وكيفية علاجها وأساليب وسبل الحد من انتشارها في المجتمع السعودي بما يكفل العدالة الاجتماعية لجميع أفراد المجتمع.

بينما بدأ اليوم الثاني للورش أمس بحديث الدكتور رزق سند إبراهيم من جامعة الملك عبد العزيز بجدة حول أهمية الأسرة بالنسبة للفرد والمجتمع، ومشكلات الأطفال في الأسرة وخاصة الأطفال المرضى والمعاقين ودور الأسرة في التعامل معهم.