بعد موسمي حج وعمرة.. أمير مكة يسلم المكيين مفاتيح الحدائق الخضراء

أمين العاصمة: استفدنا من نزع الملكيات لتشجير البلد المقدس

الأمير خالد الفيصل لدى افتتاحه حديقة النوارية بالعاصمة المقدسة
TT

أفسح الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، الطريق أمام أهالي مكة المكرمة، بتدشين حديقة النوارية، ليخلق دوحة خضراء جديدة للمجتمع المكي الذي يقطن المدينة المقدسة، والذي يعاني مشقة التحركات بسبب تقاطع موسمي الحج والعمرة.

وقال الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة: «إن المشروع يتضمن تنفيذ العديد من الحدائق بقيمة إجمالية تبلغ 100 مليون ريال».

وأضاف البار أن «مكة المكرمة لها حقائق تميزها في مجال إنشاء الحدائق والاهتمام بها، فهي قبل نحو 50 عاما وتحديدا في أوائل الثمانينات الهجرية كانت أول نافورة في ميدان البيبان، وأنها دشنت في تلك الحقبة الزمنية حديقة عامة في حي الزاهر، وكانت بمثابة الملتقى لاحتفالات أهل مكة المكرمة، كما أنها التي انطلق منها الإعلان عن إنشاء جامعة أم القرى في احتفال كبير شرفه بالحضور آنذاك الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله».

وأوضح أن الأمانة سباقة في هذا المجال، حيث إنها لم تكتف بتلك الحديقة - الزاهر - التي كانت تقع في شمال غربي مكة المكرمة، بل إنها أنشأت حديقة أخرى كبيرة في منطقة دقم الوبر الواقعة جنوب شرقي مكة. وتابع البار «الأمانة استفادت من نظام نزع الملكيات للمنفعة العامة لتخصيص أراض لإنشاء الحدائق والطرق ومشاريع الصرف الصحي»، إلا أنه أشار إلى أنه بعد هذا الاهتمام بإنشاء الحدائق والعناية بها، بدأت رحلة التفريط، وتحويل مواقع الحدائق العامة إلى مواقع استثمارية أو قاعات مناسبات أو مقاه أو تم منحها، وأن ذلك الأمر استمر حتى صدرت التوجيهات السامية، بقصر الاستثمار على مساحة 10 في المائة من المساحة الإجمالية للحديقة، وإلى منع المنح للحدائق».

وأكد البار أن الأمانة بين هذا وذاك تظل حريصة على إكمال منظومة المشاريع لإنشاء الحدائق، مبينا أنه تم توقيع عقدين جديدين بقيمة إجمالية قدرها 40 مليون ريال، لإنشاء وتنفيذ 31 حديقة عامة، وأن الأمانة تتطلع في الوقت الحالي إلى إنشاء متنزه بري في شرق العاصمة المقدسة، وتطوير المتنزه الوطني في منطقة البوابة على مساحة 25 مليون متر مربع بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما أنها تدرس برنامجا لإطلاق حزمة من اتفاقيات الرعاية للحدائق والساحات البلدية مع عدد من جمعيات النفع العام، وذلك للاستفادة من الحدائق كمنظومة اجتماعية. وزاد البار: «تعمل أمانة العاصمة المقدسة من خلال رسالة تتوجه إلى تقديم خدمات بلدية راقية، وتسهم في تأسيس بنية تحتية متطورة لساكني أم القرى وقاصديها، وذلك من خلال الاستثمار الأمثل للموارد المالية والبشرية والتقنية»، مبينا أن من ضمن الخطط التنموية للأمانة، الارتقاء بالخدمات البلدية في المدينة من خلال برنامج إنشاء وتأهيل الحدائق التي سوف تشمل جميع المناطق والمخططات في مكة المكرمة.

وأفاد البار بأن الأمانة سبق أن وقعت العديد من العقود بمبلغ 106 ملايين ريال، تشمل تنفيذ 70 موقعا موزعة ما بين الحدائق والساحات البلدية وملاعب الكرة المختلفة، لتكون متنفسا لأبناء أم القرى. وزاد «حديقة النوارية تعد واحدة من أهم الحدائق العامة بمكة المكرمة، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 23 ألف متر مربع وتأتي ضمن عقد مشروع إنشاء حدائق بمنطقة النوارية الذي تبلغ قيمته الإجمالية 14 مليونا و399 ألفا و994 ريالا».

ولفت النظر إلى أن مساحة المسطحات الخضراء بالحديقة تبلغ 8 آلاف متر مربع، بينما تبلغ مساحة ممرات المشاة 7 آلاف متر مربع، وتبلغ مساحة الملاعب 10 آلاف متر مربع، ويوجد بالحديقة 40 عامود إنارة تجميلية، ومواقف سيارات تستوعب 186 سيارات، ومظلات شمسية بمساحة 80 مترا مربعا، ومسورة بشبك يبلغ طوله 2500 متر، بالإضافة دورات المياه وشبكات الري والخزانات التي صممت جميعها وفق أعلى المعايير الهندسية لتتناسب مع متطلبات الأهالي وتلبي احتياجاتهم الترفيهية.