الاضطرابات السياسية والاقتصادية تجبر الجاليتين اليمنية والسورية على قضاء الإجازة في السعودية

بينما تتوقع السياحة الداخلية أن تسجل أرقاما قياسية هذا الموسم

TT

فضل مغتربو الجاليتين اليمنية والسورية المقيمون في السعودية، عدم الذهاب إلى بلدانهم خلال الإجازة السنوية كالعادة في كل عام، بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها بلدانهم منذ أكثر من 3 أشهر، والتي ألقت بظلال سالبة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

يأتي ذلك في وقت تسجل فيه السياحة الداخلية والخليجية أرقاما فلكية، في نسبة تشغيل الفنادق والمنتجعات السياحية، بسبب إحجام السعوديين عن السفر للسياحة في الدول العربية، وخاصة في مصر وتونس ولبنان والبحرين، حيث وصلت نسبة التشغيل في قطاع الإيواء السياحي إلى 100 في المائة، بينما وصلت الخسائر في القطاع السياحي بتلك الدول إلى ملياري دولار، حسب تقارير منظمة السياحة العربية.

وأوضح عبد القادر علي، وهو أحد أفراد الجالية اليمنية في جدة، أن سفره خلال الأشهر المقبلة في فترة الصيف يعتبر أمرا مستحيلا، بسبب الوضع السياسي في بلدة الذي يدخل شهره الثالث منذ قيام المظاهرات للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.

وأضاف «الوضع السياسي ليس هو الأمر الوحيد الذي جعلني أفضل البقاء في جدة، وإنما الوضع الاقتصادي من ارتفاع في أسعار السلع بمختلف أنواعها، والتغير المتواتر في قيمة الريال اليمني، رغم الجهود الحكومية لعدم التأثير في الاقتصاد القومي». فيما اعتبر، سالم الحسين، وهو مقيم يمني ويعمل في مجال الدهانات، الزيارة إلى اليمن حاليا أمرا ليس واردا، وقال «إذا اضطررت فإنها ستكون زيارة قصيرة لأيام قليلة، بسبب انتشار الإجراءات الأمنية في الطرقات والشوارع، الأمر الذي يجعل قضاء فترة الإجازة غير مناسب»، مفضلا حضور أسرته إلى السعودية بتأشيرات مؤقتة للبقاء معه خلال الإجازة. بينما فضل براء ألفي وهو من الجالية السورية البقاء في السعودية وتأجيل الزيارة لحين الانتهاء من تحسن الوضع المضطرب في سوريا، إضافة إلى الإقبال الكبير في جدة من السياح بالداخل والخارج من المعتمرين، الأمر الذي ينعكس إيجابا بتحقيق أرباح كبيرة في المؤسسة التي يعمل فيها.

من جانبه، أوضح خالد الغامدي عضو لجنة السياحة في غرفة جدة لـ«الشرق الأوسط» أن الاضطرابات العربية خفضت نسبة الرحلات إلى الخارج بشكل كبير، وانعكس ذلك بشكل مباشر على السياحة الداخلية، التي من المتوقع أن تسجل أرباحا كبيرة في جميع القطاعات المرتبطة بالسياحة، وخاصة الفنادق والمطاعم عطفا على الإقبال الكبير الذي شهدته المدن الكبرى في السعودية من السياح سواء من الداخل أو من دول الخليج حيث تجاوزت نسبة تشغيل الفنادق 100 في المائة.

وكانت وزارة العمل السعودية قدرت في آخر إحصائياتها عدد الوافدين بنحو 8.8 مليون نسمة، يقاربون في مجموعهم نصف عدد المواطنين، وتقل هذه النسبة مع موعد الإجازات السنوية التي تمنحها الشركات لموظفيها الأجانب لزيارة بلدانهم، وتشكل نسبة الوافدين العرب من مجموع المقيمين في السعودية نحو 35 في المائة.

وبحسب تقرير صادر عن منظمة السياحة العربية حصلت «الشرق الأوسط» مؤخرا على نسخة منه، سجلت الدول العربية خسائر بقيمة 2.2 مليار دولار خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب ما مرت به دول عربية تمثل نسبة كبيرة من حصة السياحة العربية، كما تعتبر مقصدا سياحيا عالميا مهما.

وبلغ حجم خسائر تونس التي تملك نحو 15 في المائة من حصة السياحة في أفريقيا خلال الفترة الماضية نحو 450 مليون دولار، بمعدل خسائر شهري بلغ 231 مليون دولار، في حين بلغ حجم الخسائر عن الفترة الماضية في مصر التي تملك نحو 23 في المائة من حصة السياحة في الشرق الأوسط نحو 1.160 مليار دولار، و862 مليون دولار خسائر شهرية.

وأظهر تقرير المنظمة العربية للسياحة تأثر عدد من الدول العربية منها بشكل مباشر، وأخرى بشكل غير مباشر إلى خسائر في قطاع السياحة قدرت بمبلغ 590 مليون دولار، بالإضافة إلى خسائر عدد كبير من الشركات السياحية العالمية في أوروبا وأميركا وآسيا جراء إلغاء عشرات الآلاف من الحجوزات الفندقية وتذاكر السفر بسبب الوضع الراهن في بعض الدول العربية، وخاصة مصر وتونس، حيث تعد هذه الدول من الوجهات الرئيسية للسياح في مثل هذا الموعد من كل عام.